واشنطن : في معرض تعليقه على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الاستفزازية التي قال فيها انه ليس مسئولا عن أعمال العنف التي تمارسها قواته ، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر الأربعاء إن الرئيس الأسد الذي تدعوه واشنطن إلى التخلي عن السلطة، فوت فرصا عديدة لوضع حد لأعمال العنف فى بلاده. ورأي تونر أنه من "السخف" أن يلجأ الأسد إلى الاستخفاف بالآخرين بعدما أعلن عن عدم ممارسته للسلطة في بلاده.
وأوضح أن الاسد لا يقوم بأي شيء آخر غير قمع حركة معارضة سلمية بطريقة "وحشية".
جاء رد تونر على تصريحات أدلى بها الرئيس السوري خلال مقابلة استثنائية مع شبكة "إيه بي سي" الأمريكية، والتي أكد فيها أنه ليس مسئولا عن أعمال العنف التي ترتكبها قواته.
وقال إن الأسد قال ردا على سؤال حول القمع "أنا رئيس.. لست مالك البلاد، إذن هي ليست قواتي".
وأضاف الرئيس السوري أن هناك فرقا بين انتهاج سياسة القمع المتعمد ووجود أخطاء يرتكبها بعض المسئولين.
وقالت الشبكة إن المذيعة باربرا وولترز التي تبلغ من العمر 82 عاما وجهت إلى الأسد أسئلة حول تقرير الأممالمتحدة الأخير الذي تحدث عن مقتل وتعذيب مدنيين من بينهم أطفال.
كما سألت وولترز الأسد عن حملة القمع العنيفة التي يشنها على المتظاهرين، وتأثيرالعقوبات الاقتصادية على بلاده وحظر السفر، والدعوات لتنحيه ، وما إذا كان سيسمح لمراقبي الجامعة العربية بدخول البلاد، وللصحافة الغربية بالدخول الحر وغير المقيد إلى سوريا. ضغوط عربية وعلى صعيد الجهود العربية لحل الأزمة السورية ، قال أمين عام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي إنه رفض طلباً أوروبياً بإحالة ملف سوريا إلى مجلس الأمن الدولي .
كما رفض العربي في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية انتقادات المعارضة السورية للجامعة بأنها تعطي لنظام بشار الأسد المزيد من المُهَل بينما تستمر آلة القتل اليومي ضد الشعب السوري .
وأوضح العربي أن العقوبات الاقتصادية العربية بحق سوريا سارية المفعول ، مضيفا أنه لا يستطيع الجزم بالموعد النهائي لتقديم رد النظام السوري على مشروع نشر المراقبين العرب في أراضيه .
وبحسب مصادر دبلوماسية عربية فمن المرجَّح عقد اجتماعات أخرى للجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري في القاهرة مطلع الأسبوع القادم .
المعارضة السورية ويأتي ذلك في الوقت الذي بحثت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع قيادات من المعارضة السورية العملية الانتقالية الديموقراطية في سوريا.
وقالت مصادر المجلس الوطني السوري المعارض إن وفده الذي التقى وزيرة الخارجية الأمريكية أمس تحدث معها عن ضرورة صدور قرار من مجلس الأمن من أجل حماية المدنيين من آلة القتل التي يتبعها نظام الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه.
وتابعت المصادر أن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون وعددا آخر من أعضاء المجلس شاركوا في الاجتماع، وقالت إن أحد المحاور التي تم التركيز عليها هي إيجاد آلية من مجلس الأمن ل"تحييد قوة الأسد" التي يستخدمها في القتل اليومي للمعارضين السوريين والشعب السوري. ومن جانبها ، دعت كلينتون المعارضة السورية إلى بناء مجتمع أساسه حكم القانون واحترام حقوق الأقليات والمجموعات العرقية والنساء في سوريا.
وقالت خلال لقائها في جنيف "أنا مهتمة جدا بالعمل الذي تقومون به حول طريقة القيام بالعملية الانتقالية الديموقراطية".
وأضافت أن العملية الانتقالية الديموقراطية تتضمن أكثر من الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى "أنها تعني وضع سوريا على طريق حكم القانون وحماية الحقوق العالمية لكل المواطنين أيا كانت طائفتهم أو عرقهم أو جنسهم".
وأضافت "سنناقش العمل الذي يقوم به المجلس لضمان أن تكون خطتهم التواصل مع جميع الأقليات، لافتة إلى أن "المعارضة السورية كما هي ممثلة هنا تقر بأن الأقليات في سوريا لديها تساؤلات ومخاوف مشروعة حول مستقبلها".
من جهة أخرى، أعلنت الخارجية الأمريكية أن سفيرها لدى سوريا روبرت فورد سيعود إلى دمشق لاستئناف مهامه بعد أن غادرها قبل ستة أسابيع بسبب مخاطر أمنية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "نتوقع من الحكومة السورية احترام التزاماتها بحماية الموظفين الدبلوماسيين والمرافق الدبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا والسماح لموظفينا في جهاز الخدمة الخارجية بالقيام بأعمالهم دون مضايقات أو عوائق".
وأضاف كارني أن عودة السفير فورد "تظهر تضامننا المستمر مع الشعب السوري والأهمية التي نوليها لجهوده في الحوار مع السوريين بشان جهودهم لتحقيق انتقال ديموقراطي وسلمي". فرق الموت ميدانيا، قتل 31 مدنيا برصاص الأمن السوري بحسب ما أعلنت لجان التنسيق المحلية، التي أوضحت أن 30 شخصا قتلوا في حمص وحدها بينهم طفل كما قتل شخص واحد في حلب.
كما قامت أمس الاثنين تظاهرات طلابية في المدينة الجامعية في حلب، فيما ذكرت مصادر طلابية أن القوى الأمنية اقتحمت الحرم الجامعي واعتقلت طلاباً رفعوا أعلام الثورة على سطح الجامعة.
وقد قال عضو اتحاد طلبة سوريا الأحرار ولجان التنسيق المحلية فارس الذي طلب عدم ذكر اسمه كاملا لراديو "سوا" "لقد أتت التعزيزات من الشبيحة وأجهزة الأمن بأعداد ضخمة، وضربوا الطلاب، كما اعتقلوا عددا منهم".
وقال فارس "هناك جرحى من الطلاب الأحرار في المستشفى العسكري".
وأوضح فارس أن الفروع الأخرى في المدينة الجامعية شاركت أيضا بالتظاهر. وقال فارس إن الطلاب المعارضين يحضرون لتنفيذ إضراب عام في جامعات سوريا.
في هذة الاثناء ، قال ناشطون معارضون للحكومة السورية ان فرق موت تعمل في مدينة حمص المضطربة والمحاصرة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن ناشطين وسكان ان اشخاصاً قتلوا في اليومين الماضيين في ظروف غامضة اكثر من الذين قتلتهم القوات الحكومية التي تطلق النار في الشوارع. لكن لا يعرف على وجه اليقين من يقف وراء حوادث القتل هذه التي تستهدف في ما يبدو مؤيدي الحكومة ومعارضيها.