تعد ملامسة الرجل للمرأة من النواهي التي نهى عنها الشرع، محافظة على المرأة، حتى لا يمسها ضر وليس تحكما فيها كما يظن البعض، فقد حددها الشرع من عليه مصافحة المرأة، من والدها، وأخوها وزوجها وابنها وعمها وخالها وأبناء أخواتها، وإخوانها، ولا يصح لإي رجل غريب بمصافحتها.. لكن في عصرنا وانفتاح الناس أو ما يطلق عليه "الأوبن ميند"، صارت مصافحة المرأة للرجل أو العكس أمر عند البعض أصبح عاديا . شبكة الإعلام العربية "محيط"، استطلعت رأي العديد من الشباب حول هذه الظاهرة، وخرجت بالحصيلة التالية. يقول أحمد الصفتي طالب بكلية الصيدلة،إن هذا الأمر يختلف من شخص لأخر، وحسب البيئة التي نشأ فيها كل شخص. وأضاف الصفتي أنه يعرف أن مصافحة الأجنبي نُهي عنها، ولكن ممكن أن أتغاضى عنها، نظرا لقناعتي لأنها لا تسبب لي حرج، موضحًا أنه عندما يصافح بنت "مش هحبها"، أو هتحرك غريزتي، لمجرد التلامس الكفين بس. وأشار إلى انه لا يبادر بالمصافحة، وأن الأمر في الجامعة عادياً، فإذا جاءت أحدى زميلاته في الجامعة، لتصافحه يصافحها، وإذا لم تصافح لم يبادر ويصافحها، حتى لا يسبب لها أي إحراج، وهذا يرجع لمبدأ البنت. بدورها، قالت إسراء أشرف طالبة بكلية الآداب، إن هذا الأمر سمعته أنه ممنوع من التلفزيون ، واقتنعت به، لأنه يفتح باب للفتنه، موضحة أنها تقلل من المصافحة شيئاً فشيئاً. أما أماني الظايط طالبة بكلية الطب البيطري، تسمع عن نهي مصافحة مصافحة النساء للرجال، إلا أنها لا تعرف الحكمة من ذلك، ولا تحب أن تصافح الرجال، رغم أنها تصافح بشكل اعتيادي، وتقول إنها تحاول أن تقلل من ذلك. وتقول دعاء بركات طالبة كلية طب الأسنان، إن مصافحة الرجال للمرأة حرام شرعاً، والمفروض يتم منعه بالتدريج، موضحة أن الناس اعتقدوا أنه أمرًا عاديًا. رأي أهل العلم من جانبه، قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة بجامعة الأزهر، إن مصافحة الرجل للمرأة تجوز في حالات "الزوجة أو إن كانت بين المحارم الأخت العمة الخالة". وأشار كريمة إلى أن مصافحة الرجل لمرأة أجنبية لا يجوز، مستشهدا بحديث الرسول(ص)، " لإن يُطعن أحدكم في رأسه بمخيط من حديد خير من أن يمسّ امرأة لا تحلّ له". موضع خلاف قال عميد كلية أصول الدين سابقا الدكتور مختار مرزوق، أن مصافحة الرجل لمرأة أجنبية، موضع خلاف في الفقه الإسلامي، ويرى جموع العلماء حرمة هذا الأمر، مشيرًا إلى إن الحنابلة والأحناف أجازوا مصافحة المرأة العجوز، وبعض العلماء أجازوا ذلك، بشرط عدم وجود نية للشهوة. وأشار مرزوق إلى، إن العلماء أجازوا المصافحة، لأن عمر بن الخطاب ثبت عنه،إنه صافح النساء عندما امتنع الرسول عن مصافحتهن عند مبياعتهن للرسول (ص)، كما إنه ذكر عن أبو بكر الصديق، إنه صافح عجوزا في خلافته. وأستشهد العميد، بالأدلة التي تدل على تحريم المصافحة، قول السيدة عائشة رضي الله عنها، " لا والله ما مست يد الرسول (ص) يد امراة قط". وأشار مرزوق إلى، إنه إذا إبتلي الإنسان بهذا، بمعنى أن المرأة تصافح الرجل، فمن الممكن أن يصافحها، متخذًا رأي العلماء الذين أجازوا، مكملا أن إذا عرف الإنسان أن يبتعد فالأولى له أن يبتعد عنه، فبهذا يخرج من حكم هذه المسألة الخلافية بين جموع العلماء.