قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه سيصدر قرارا خلال أيام بالعفو عن أكثر من 300 من المحبوسين بينهم صحفيون. وأوضح السيسي، خلال حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية ونشر الجزء الأخير منه اليوم الأربعاء ، أن يجري إعداد "قوائم تضم أكثر من 300 شاب من أبنائنا، منهم أصحاب حالات صحية وإنسانية وأشقاء وشباب شاركوا فى تظاهرات، ومنهم تخصصات مختلفة، ومنهم صحفيون، وسوف يصدر قرار بالعفو والإفراج عنهم خلال أيام". وشدد السيسي على انه "لا يوجد معتقلون فى مصر، وإنما محبوسون على ذمة قضايا، ولا يتم القبض إلا على من يقوم بعمل حاد عنيف ضد الدولة، كالإرهاب أو التخطيط لتفجيرات". وقال "نحن أحرص على حقوق الإنسان والحريات فى بلادنا ممن يتحدثون عنها خارجها. لكن لابد أن ندرك أن حجم المخاطر من سقوط المؤسسات الأمنية أكبر من تجاوزات قد تحدث فى ظل وجود فصيل يحارب الدولة والشعب". ورداً على سؤال بشأن "معركة الدولة مع أهل الشر"، قال السيسي إن "المعركة في فصلها الأخير". وقال الرئيس فى ردّه على سؤال حول نيته الترشح لفترة رئاسية ثانية: "لا يمكن أبدًا ألا أتجاوب مع إرادة المصريين.. أنا رهن إرادة الشعب المصري، ولو كانت إرادة المصريين هى أن أخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى، سأفعل ذلك". وحول التطرّف قال الرئيس إن هناك تنوعًا فى فهم المسائل الفقهية، وليس هناك رأى واحد يُفرض على الناس، وعلينا ألا ندع الناس تتجه إلى التطرّف. وصرح الرئيس تعليقًا على إجراء حركة تغييرات في المحافظين بأن الحركة لم تتأخر وننتظر حتى تشمل مجموعة وليس محافظًا واحدًا، منوهًا إلى أن المرحلة تحتاج أداءً أكثر تميزًا من بعض الوزراء. وأعلن الرئيس "السيسي" عن إطلاق برنامج رئاسى جديد لتأهيل كوادر قيادية لتولى المواقع الإدارية والتنفيذية العُليا، وأنه سيكون هناك حوار مفتوح مع شباب مصر خلال مؤتمر شرم الشيخ الشهر المقبل. كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة تدعم القوى السياسية والأحزاب لدفع التجربة الديمقراطية وعلينا منح الفرصة لتأخذ التجربة مداها، وأن انتخابات المحليات المقبلة خطوة مهمة على طريق النضج السياسى. وأشار "السيسي" إلى أنه قريبًا ستكون هناك أخبار سارة للمرأة المصرية التى لم يغب عنها هدف الحفاظ على بقاء الدولة كما غاب عن مثقفين ونخب، وأن المرأة المصرية تمسكت بتثبيت دعائم الدولة عندما رأت ما جرى لأطفال دول الجوار. وأوضح، أن هناك إيجابيات كثيرة لثورة 25 يناير ونعمل على تلافى السلبيات وأهمها ظاهرة التعديات على أراضى الدولة، احترام القانون وتنفيذه تراجع خلال السنوات الماضية والتعديات على الأرض الزراعية ستؤثر على شكل مصر لمائة عام مقبلة. وأكد الرئيس السيسي أنه يتم السعى لتطوير وتحديث جهاز الشرطة واجتياز التحديات المالية والتنظيمية لتحقيق هذا الهدف، وأن حجم المخاطر من سقوط المؤسسات الأمنية أكبر بكثير من تجاوزات تحدث فى المواجهة مع فصيل يحارب الدولة والشعب، منوهًا إلى أنه رهن إرادة الشعب.. دائمًا. وأوضح "السيسي" فى الجزء الثالث من الحوار مع محمد عبدالهادى علام، رئيس تحرير الأهرام، وياسر رزق، رئيس تحرير الأخبار، وفهمى عنبة، رئيس تحرير الجمهورية، فى حضور اللواء عباس كامل، مدير مكتب الرئيس، والسفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن مصر تحتاج إلى إعلام على مستوى المسئولية الوطنية وأرحب بالرأي والفكر الموضوعي، ومستمرون فى مواجهة الفساد ولكنه يتضمن أيضًا غياب المسئولية، وسوء التخطيط والتقدير والتنفيذ. وأشار "السيسي" إلى أنه مُتمسك بحقوق الإنسان وفى مقدمتها الحق فى الحياة والأمن والمأوى والعلاج والعمل والمأكل والمشرب. وأكد "السيسي" أن القوات المسلحة وفرت للدولة 10 مليارات جنيه بأسلوب شراء المستلزمات الطبية بصورة مُجمعة، واستوردنا دعامة جراحات القلب ب 100 دولار بدلاً من عشرة آلاف جنيه وقوقعة الأذن ب 70 ألفاً بدلاً من 320 ألف جنيه. وأضاف "السيسي": "للأسف هناك من يتحدثون فى موضوعات دون تدقيق للمعلومات وفى مسائل تتعلق بأمن البلاد على غير أساس من الحقيقة وفى قضايا دون دراية أو خبرة.. وبصراحة.. ليس كل ما يُقال فى الإعلام الخارجى مُؤامرة وإنما انعكاس لبعض ما نقوله فى إعلامنا.. وسألت الإيطاليين على أى أساس اتهمتم الشرطة المصرية بقتل ريجينى؟.. فأجابوا: على أساس ما نشرته وسائل إعلامكم". وأكد "السيسي" أن محمد حسنين هيكل الوحيد الذى قرأ كل إنتاجه، كما أنه يفضّل القراءة ل"أنيس منصور وموسى صبرى وجمال حمدان"، وليس معنى تفضيل القراءة لكاتبٍ معين، أن كل آرائه تتفق مع رؤيتك. كما أكد الرئيس أن المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، من أكفأ رؤساء الوزراء، ولدينا وزراء عالميون مثل محمد شاكر وآخرون أكفاء، مشيرًا إلى أنه يلتقي سياسيين واقتصاديين من مختلف الاتجاهات وليس لديه مشكلة فى طرح أى تصورات. وأضاف أن 6 أغسطس 2015 يوم افتتاح قناة السويس الثانية أسعد أيام حياته، وعن الخطاب الديني قال "السيسي" إن هناك محاولات جاهلة للإساءة لجهود إصلاح الخطاب الدينى لإذكاء الانقسام الطائفى والمذهبى. وأوضح الرئيس السيسي أنه سيتم إطلاق وكالة الفضاء المصرية قريبًا، قائلًا: "إنه متفائل رغم كل الصعاب وهذا سر بينى وبين ربي". وقال إنه التقى بسطاء الناس وانطباعه مختلف عمّا يتم الترويج له بأنهم "غضبانين وزعلانين"، فهم بسطاء قائلاً: "أنا بسيط مثلهم". وأكد الرئيس السيسي حرصه على أن يذكره التاريخ بأنه الإنسان الذى خاف على أهله وبلده وبذل كل ما يستطيع من أجل وطنه، مطالبًا المصريين بالصبر وبالاستمرار فى الخوف على بلدهم وعدم التخلى عنه.