"التايمز": بن لادن يسعى لاستعادة شعبية القاعدة المنهارة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لندن: كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية اليوم الثلاثاء أن الرسالة الصوتية التي بثها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن تظهر ضعف التنظيم ، ومحاولته لكسب مزيد من المتعاطفين معه بعد انهيار شعبيته بشكل كبير. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"عن الكولونيل ريتشارد كيمب في مقال على صحيفة "التايمز" "الهدف من رسالة بن لادن كان التأكيد على مواصلة الهجمات على الولاياتالمتحدة على الرغم من مبادرات الرئيس الأمريكي باراك اوباما للعالم الإسلامي". وأضاف" مقارنة بن لادن بين الهجوم الفاشل على طائرة ديترويت عشية أعياد الميلاد وبين هجمات الحادي عشر من سبتمبر هي إشارة إلى وضع القاعدة الحالي المحفوف بالمخاطر ويكشف عن نقطة ضعف أخرى هي أن القاعدة تخشى من أنها تخسر المعركة من أجل القلوب والعقول". واوضح الكاتب فكرته بأن اوباما والعالم الغربي ليسوا هم الجمهور المستهدف من هذا التسجيل الصوتي وإنه يستهدف المسلمين ، وما يؤكد ذلك أن رسالة بن لادن ركزت على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي "وهي قضية لم تكن مهمة من قبل لزعيم تنظيم القاعدة". وأضافت الصحيفة" بن لادن حاول اكتساب بعض من شعبية القاعدة المتراجعة بشدة ، بسبب حصيلة الضحايا الذين أوقعهم تنظيم بن لادن في العراق وباكستانوافغانستان، لقد قتلوا من المسلمين أكثر مما قتلوا من غير المسلمين منذ الحادي عشر من سبتمبر". ولفت الكاتب إلى أن مركز مكافحة الإرهاب في الولاياتالمتحدة توصل إلى أن 15 في المئة فقط من الضحايا البالغ عددهم 3010 الذين قتلتهم القاعدة بين عامي 2004 و2008 كانوا من الغربيين. مقطوعة الرأس وأشارت الصحيفة إلى أن هناك سببا آخر لتنامي مخاوف القاعدة وهو أنها صارت "مقطوعة الرأس ، فبعد أن طُردت العناصر الرئيسية في التنظيم من افغانستان هربت إلى العراق وإيران وباكستان". وأضافت" اولئك الذين فروا إلى العراق قتلوا الآلاف غالبيتهم من المسلمين لكنهم قتلوا الآن أو أنهم بالكاد قادرين على العمل". وفي باكستان ، ترى الصحيفة أن الذين فروا إلى باكستان أجبروا على قضاء معظم وقتهم وبذل غالبية جهدهم في محاولة "للبقاء فقط أحياء" ، حيث قتل عدد من كبار قادة التنظيم مثل أبو سليمان الجزيري المسؤول عن العمليات الخارجية وأبو خباب المصري رئيس برنامج أسلحة الدمار الشامل. هجمات القاعدة ويؤكد الكاتب الكولونيل ريتشارد كيمب أن القاعدة لا يمكن أن تحقق النجاح بعد فشل محاولة تفجير طائرة ركاب في دترويت بالولاياتالمتحدة عشية أعياد الميلاد وعدد من الهجمات الأخرى التي نسبت إلى تنظيم القاعدة خلال العام الماضين بما في ذلك محاولة التفجير التي استهدفت الأمير محمد بن نايف نائب وزير الداخلية السعودي دون أن تجد قاعدة مناسبة في أفغانستان . وأوضح" من غير الممكن للقاعدة تحقيق النجاح إذا لم تتوفر لها قاعدة أفغانية الطراز تستطيع منها أن تخطط وتدرب وتشن هجمات"، مشيرا في هذا الصدد إلى الامكانيات التي توفرت للقاعدة في افغانستان قبل الحادي عشر من سبتمبر. ويعتقد كيمب أن اليمن والصومال لا يمثلان قواعد مناسبة يمكن أن تشكل نقاط انطلاق لتنظيم القاعدة ، موضحا" اليمن على الرغم من أنه يصارع ضد التمرد الداخلي، فهو ليس دولة فاشلة، وهو يتمتع بعائدات نفطية معتبرة وتقبل حكومته بدعم عسكري أمريكي". وبالنسبة للصومال، يرى كيمب أن القاعدة غير مقتنعة حتى الآن بأن حركة الشباب الإسلامية يمكن أن تكون "وكيلا مناسبا لها في البلاد"، مشيرا في هذا الصدد إلى ما لحق بالقاعدة من وراء الجماعة السلفية في شمال افريقيا بسبب ما نفذته من اغتيالات "لطخت اسمها في عيون المسلمين". ويختم الكاتب المقال بقوله إن القاعدة عانت من تراجعات كبيرة "لكن بن لادن وقادته يعلمون أن هجوما دراميا ضد الغرب يمكن أن يعيد تنشيط قضيتهم، وهم لن يتوقفوا عن فعل أي شىء لاحداث ذلك".