منذ أن بدأت الأحداث في الاشتعال أمس في تركيا حتى بات الجميع يترقب ما سيعلق به الرئيس رجب طيب أردوغان، ليكون ظهوره الأول عقب محاولة الانقلاب عليه عبر تطبيق "فيس تايم" تصبح كلماته عبر شاشة صغيرة، منقذا له من مأزق كان ليسقط عرشه لولا تحركه وحكومته السريع. وبعد دقائق من تحرك الجيش التركي للسيطرة على زمام الأمور في العاصمة أنقرة وإسطنبول وإغلاقه جسر البسفور والسيطرة وإعلانه تولي السلطة وإيقاف العمل بالدستور ومحاولة السيطرة على وسائل الإعلام الحكومية، ألقى الرئيس التركي كلمة قصيرة طالب فيها الشعب بالنزول والاحتشاد دفاعا عن الديمقراطية في البلاد. "فيس تايم" منقذ أردوغان كان ظهور أردوغان وإطلاق دعوته عبر تطبيق "فيس تايم" وهو أحد التطبيقات التي أصدرتها شركة "أبل" للتواصل عبر المكالمات الصوتية والفيديو على أجهزتها الذكية التي تعمل بنظام IOS وكذلك أجهزة ماك، وهو أحد أبرز التطبيقات في مجال التواصل الاجتماعي على هواتف أيفون وأيباد. وقال أردوغان في رسالته للشعب عبر "فيس تايم" في قناة "سي إن إن تركيا "إنني أحث الناس على الاحتشاد في الساحات والمطارات، دعونا نرى من سيكون قادرا على معارضة قوى الشعب، لا شيء أقوى من إرادة الشعب. نحن على قناعة بأننا قادرون على التعامل مع هذا الاستفزاز". وفي الوقت الذي أوقف فيه بث التلفزيون الرسمي التركي متمثلا في قناة "trt" كانت مكالمة أردوغان عبر هذا التطبيق منقذا له حسب تأكيد مراقبون وأنها ساهمت بصورة كبيرة في الحشد السريع لمعارضي الانقلاب التي أسفرت عن انسحاب قوات الجيش المنفذة لتلك المحاولة من أماكن سيطرتها مثل مقر التلفزيون ومطار أتاتورك. وحتى صباح اليوم فإن عدد من المواطنين الأتراك استقبلوا رسائل نصية عبر الهاتف موقعة باسم رئيس البلاد رجب طيب أردوغان يطالب فيه الشعب باستمرار النزول إلى الشارع دفاعا عن الديمقراطية والسلام في مواجهة "فئة قليلة" وهي الوحدات المنفذة للانقلاب. دعوة الجيش للانسحاب والمرة الثانية التي كانت فيه الهواتف المحمولة عاملا حاسما أيضا في مواجهة محاولة الانقلاب في تركيا تمثلت في مكالمة أحد قادة الانقلاب لعناصره مخاطبا إياهم بالانسحاب من مواقعهم، بعد أن ألقت قوات الشرطة القبض عليه، وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المقطع معلقين إنه بعد تلك المكالمة بالفعل بدأت وحدات الجيش في الانسحاب. ومنذ ليلة أمس وتستمر عمليات اعتقال المتورطين في المحاولة الانقلابية، وحسبما ذكرته وسائل إعلام تركية فإن قوات الأمن الخاصة ألقت القبض مئات العسكريين ومنتمين لما يعرف ب"الكيان الموازي" أو جماعة "فتح الله جولن" في عدة عمليات أمنية، فضلا عن عزل ما يزيد عن ألفي قاض بعد تلك المحاولة بينهم أعضاء من المحكمة العليا. الإعلام الجديد بديل وحسب خبراء إعلاميين فإن الإعلام الجديد وهو ما يتمثل في عدة مواقع للتواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية فهي صاحبة التأثير الأقوى خلال الفترة المقبلة، فمقاطع الصوت والصورة والفيديو التي تتيح هذه التطبيقات مشاركتها تصبح ذات أهمية بالغة وبديلا أيضا حال إغلاق أو التضييق على القنوات الرسمية والإعلام التقليدي.