ليلة فارقة في حياتها وظهور إعلامي ربما يضع تواجدها في التلفزيون الرسمي على المحك، لتصبح مذيعة قناة "TRT" التركية التي أعلنت بيان محاولة الانقلاب الفاشلة وجه لن يسناه الأتراك بتلك التعبيرات الصارمة والثبات الانفعالي العالي الذي بدت عليه المذيعة خلال قراءتها لبيان الانقلاب قبل أن ينقطع بث القناة. كانت تركيا قد عاشت أمس ليلة عصيبة إثر محاولة انقلاب على السلطة نفذها عدد من قوات الجيش الذين انتشروا فجأة في شوارع مدينة إسطنبول وأنقرة، وحاولوا السيطرة على مفاصل حيوية في البلاد، حتى نجحت القيادة السياسية هناك في التعامل مع الوضع وإلقاء القبض على القائمين على تلك المحاولة بعد حشود من المواطنين والسياسيين الرافضة للانقلاب. تعلن الانقلاب وتنهيه وفي ظهورها الأول بعد ما توارد من أنباء على محاولة الانقلاب في تركيا، أعلنت المذيعة تيجين كاراش سيطرة الجيش على البلاد وإيقاف العمل بالدستور وحظر التجول في البلاد وإيقاف حركة الطائرات وإغلاق المطارات بناء على أوامر الجيش ، لينقطع بعدها بث قناة "trt" الحكومية لعدة ساعات حتى عادت بثها عقب اتجاه الأوضاع للهدوء وفشل محاولة الاستيلاء على السلطة وبدء اعتقال منفذيها. ومثلما أعلنت بيان الانقلاب عاودت إعلان نهايته عقب عودة بث القناة وظهرت أثناء تواجدها داخل المحطة أنها تورطت في إذاعة البيان تحت تهديد السلاح بعد اقتحام أفراد من قوات الجيش المنفذة للانقلاب لمقر القناة. وقالت كاراش إنها كانت في المحطة التلفزيونية عندما دخلت قوة من الجيش من 4 جنود وأجبروها على تلاوة بيان الانقلاب، وقالوا إنه عمل في صالح البلاد، وأنهم احتجزوها أكثر من نصف ساعة قبل قراءة البيان بالإكراه. وفي كلمة لها عبر شاشة القناة نقلتها عدد من القنوات العربية أوضحت أنها لم لتكن لتفعل ذلك بإرادتها كما شكرت تفهم الناس وجمهور القناة لموقفها حيث كانت "مسلوبة الإرادة"، مضيفة "الآن انتهى هذا الكابوس، قاموا بتهديدنا بالسلاح وفرضوا علينا قراءة البيان، وكل من يشاهدنا ويعرفنا يدرك التزامنا بالشرعية والديمقراطية، ونشكر كل من جاء هنا لمساعدتنا". وقالت إن من أنقذها من قوات الجيش التي هددتها هو جموع المواطنين الذين اقتحموا التلفزيون وأجبروا قوات الجيش المتواجدة داخله على الانسحاب فيما تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأحد أفراد الجيش قالوا أنه هو من أجبر المذيعة على قراءة بيان الانقلاب. إشادة وتخوف وعقب فشل الانقلاب قال عدد من المغردين إن موقف تلك المذيعة أصبح صعبا بعد تورطها في إذاعة بيان تلك المحاولة، فيما رجح عدد آخر أنها تبرأت منه لأنه فشل لكنها لكانت من مؤيديه في حال نجاحه باعتبارها أول من أذاع بيانه مثل آخرين من المتلونين، لتفتح بما فعلته أمس عدة تساؤلات حول مصيرها داخل القناة الرسمية وهل ما فعلته جائز مهنيا أم أنها خالفت قواعد عملها بإذاعتها لهذا البيان؟ علامات استفهام ستوضح الأيام القادمة إجابتها. لكن في المقابل أشاد متابعون بأداء وسائل الإعلام التركية التي أعلنت بوضوح حقيقة ما يحدث دون اللجوء إلى التزييف أو قلب الحقائق، فحسب ما نشرته وسائل إعلام تركية معارضة في الساعات الأولى من الأزمة أن ما جرى هو محاولة انقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان من قبل جماعة "فتح الله جولن" أو ما يعرف باسم "الكيان الموازي". فقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن الإعلام والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وقفوا مع الدولة التركية ضد الانقلاب مثمنا دور الإعلام في نقل الحقائق للمواطنين وأنه أظهر تمسكه بالديمقراطية، من جانبها كانت المعارضة في تركيا قد رفضت الانقلاب وأعلنت أحزاب الجمهوري والقومي والشعب العلماني رفضها التمسك بغير المسار الديمقراطي رغم خصومتها للنظام الحاكم.