هريدي: علاقتنا طيبة مع بريطانيا.. ولن تتأثر بخروجها من الاتحاد الأوربي بيومي: بريطانيا ستظل محافظة على اتفاقية التجارة الحرة مع مصر خبير مصرفي: استثمارات بريطانيا في مصر قائمة.. ونتوقع انخفاض في حركة رؤوس الأموال قورة: التأثير يتوقف على مدى حجم الطلب على الدولار وحسب المعروض منه في 23 يونيو 2016، جآت نتيجة الاستفتاء الشعبي في المملكة المتحدةبريطانيا مخيبة لآمال الاتحاد الأوربي التي قضت بروج لندن من الاتحاد، لتكون أول دولة تقوم بذلك. ومن المتوقع أن تستقيل الحكومة البريطانية بعد خروجها من الإتحاد الأوربي، فضلاً عن الضغوط السياسية على الحزب الحاكم من الأحزاب المعارضة وكذلك استقلال اسكتلندا عنها، هذا بخلاف الضغوط على بعض الدولة للخروج من الاتحاد الأوربي. خروج بريطانيا من الاتحاد، أثار موجة عنيفة من الهزات في أسواق المال العالمية وسوق العملات، تمثل في تراجع تاريخي للجنيه الإسترليني بنحو 10% أمام الدولار، وهو أكبر تراجع تسجله عملة دولية في يوم واحد. وجاءت تأثيرات خروج بريطانيا على البورصة العالمية مؤخراً بالسلب حيث دفع مؤشرات البورصة إلى هبوط حاد أول أمس وسط مخاوف من استمرار عدم الاستقرار بالأسواق، وخسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة المصرية 15.9 مليار جنيه من قيمته بعد تداولات 627 مليون جنيه. ويعرف الاتحاد الأوربي بأنه جمعية دولية للدول الأوروبية يضم 28 دولة و أخرهم كانت كرواتيا التي انضمت في 1 يوليو 2013، حيث تأسس بناءً على اتفاقية معروفة باسم معاهدة ماسترخت الموقعة عام 1992. ومن من أهم مبادئ الاتحاد الأوروبي نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية، لكن تظل هذه المؤسسات محكومة بمقدار الصلاحيات الممنوحة من كل دولة على حدة لذا لا يمكن اعتبار هذا الاتحاد على أنه اتحاد فدرالي حيث أنه يتفرد بنظام سياسي فريد من نوعه في العالم. وتتمثل أهم أنشطة الإتحاد الأوربي، أنه سوق موحد ذو عملة واحدة هي اليورو الذي تبنت استخدامه 19 دولة من أصل ال28 الأعضاء، كما له سياسة زراعية مشتركة وسياسة صيد بحري موحدة. وحصد الاتحاد في 12 أكتوبر 2012 على جائزة نوبل للسلام لمساهمته في تعزيز السلام والمصالحة والديمقراطية وحقوق الإنسان في أوروبا. لكن بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي يبق السؤال ما هي تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي على مصر، وما هي الآثار المترتبة على هذه الخطوة المفاجأة على مصر سياسيا واقتصادياً؟، لاسيما وأن بريطانيا من أكثر الدول استثماراً في مصر بعد ثورة يناير، و تقدر استثماراتها ب 20 مليار دولار في مختلف القطاعات. واتفق اقتصاديون ودبلوماسيون مصريون على أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي له عواقب ليست على الاتحاد الأوربي وبريطانيا فقط، وإنما على العالم كله بما فيهم مصر، مؤكدين أن بريطانيا من أكبر المستثمرين في مصر بعد 5 سنوات من ثورة يناير والتى يقدر حجمها ب20 مليار دولار، مشيرين إلى أن علاقة بريطانيا ومصر طيبة ولن تتأثر سواء بخروجها من الاتحاد أو داخله. إنخفاض فى سوق رأس المال أستاذ التمويل والاستثمار والخبير المصرفي، هشام إبراهيم قال:" إن من المفترض أن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي يأثر بالسلب على الاقتصاد العالم كله وبالتأكيد يؤثر بالسلب على الاقتصاد المصري. هشام ابراهيم وأضاف:"هناك تأثيرات سريعة الأجل القصير وهناك تأثيرات ممتدة مع تفاقم الأوضاع السياسية والاقتصادية على مستوى العالم والتأثير السريع كلنا رأيناه في البورصة بعد أن هبطت بشكل عنيف." وأضاف إبراهيم ل"محيط" أن هذا النزول يؤكد أن هناك بيعًا لمستثمرين عرب وأجانب أرادوا الخروج من السوق المصري وبالتالي السوق المصري سيفقد كاشات كبيرة "سيولة". وأشار إلى أن التغيرات ستكون في أسواق المعادن والنفط ورأس المال، معتبرًا أن التأثير على حركة النقد وتحركات العملات ما بينها وبين بعضها سوف ينعكس علينا لأنه مؤكد لدينا بعض الأرصدة باليورو وبالجنية الاسترليني وهذا يمكن أن يأثر علينا بالسلب." وتابع أستاذ التمويل والاستثمار حديثه:"الاستثمارات حول العالم وما حدث لبريطانيا بالنسبة للاقتصاد العالم مؤكد أنها ستؤدي إلى انخفاض من مستويات الدخول في معظم دول العالم." وأوضح الخبير المصرفي أن حركات الاستثمارات ستنخفض على مستوى العالم وتحديداً لدينا في مصر لأن رأس المال لدينا "جبان"، الأيام الماضية معنى هذا أن المستثمرين بدأوا بالفعل في وضع أموالهم في الذهب إلى أن يستقر الوضع فمن كان يستثمر في العملات انتقل إلى الاستثمار في الذهب وكذلك لمن كان يستثمر في الأسهم. وقال إبراهيم إن حركة تدفق رؤوس الأموال بشكل عام في العالم ستهدأ تدريجياً ومستويات الدخول أيضاً، ومن المتوقع للسياحة أن يحدث فيها صدمة أخرى كل ذلك نتيجة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي وهناك تبعات أخرى ستحدث الفترة القادمة. وحول الاستثمارات البريطانية في مصر أوضح إبراهيم أن الاستثمارات البريطانية من أكبر المستثمرين في مصر بعد أمريكا والسعودية، يقدر ب 20 مليار دولار موزعة على قطاعات مختلفة وهذا حجم استثمارات ليس بقليل وهي استثمارات مهمة لأنها في قطاعات نحن بحاجه إليها منها قطاع الطاقة والخدمات والإنشاءات وأتوقع أن بريطانيا لن تقوم بسحب استثماراتها ولكن سيحدث نوع من انخفاض في حركة رؤوس الأموال. تأثير بحجم الطلب على الدولار وأتفق الدكتور أحمد قورة الخبير المصرفي مع إبراهيم، على أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي له تأثير على العالم كله وليس مصر فقط عن طريق التأثير على الاحتياطي النقدي الأجنبي من خلال الفائدة وسعر الصرف ومن خلال الأحداث المتسارعة التي تتبع الاقتصاد ولكن هل الخروج في صالح إنجلترا ومزيد من النشاط والحيوية وزيادة الدخول أم العكس؟ احمد قورة وحول ما أذا كان خروجها سوف يؤثر على الاقتصاد المصري أشار إلى أن الاقتصاد لدينا متأثر بصرف النظر عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، ولكن التأثير يكمن في مدى حجم الطلب على الدولار وحسب المعروض منه. وأشار إلى أن مصر لا تستورد كميات كبيرة من بريطانيا حتى التصدير لها بكميات قليلة جداً متمثلة في تصدير خضروات وتتوقف في بعض الأحيان، لكن من المؤكد أن الاستثمارات البريطانية لن تتأثر في مصر ولا حتى على الاحتياطي النقدي. سيناريوهات محتملة السفير جمال بيومي، الخبير الاقتصادي، وأمين عام المشاركة المصرية الأوربية بوزارة التعاون الدولي قال، إن مصر موقعة على اتفاق مشاركة مصرية أوربية مع الاتحاد الأوربي والدول الأعضاء فيه، وبالتالي هناك شيئين مرتبطتين ببريطانيا أولها أنها عضو في الاتحاد الأوربي وبالتالي التجارة حرة بيننا أو أنهم وقعوا على الاتفاق في الشأن الثنائي ما بين مصر والمملكة المتحدة إعفاء جمركي على الجانبين لأن بريطانيا تصدر لنا أكثر مما نصدر لهم. السفير جمال بيومى وقال بيومي في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط" إن في حالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي إما أن نعتبر أن الاتفاق قائم بيننا وهذا يقتضي خطاب متبادل بين مصر وبريطانيا عن طريق وزير خارجية كل طرف ويؤكدوا على بقاء العلاقة كيفما كانت، أو أن بريطانيا تريد أن تشطب علاقتها بأي دولة لها صلة بالاتحاد الأوربي وبالتالي سوف يتم إلغاء الاتفاق لكن بهذا سوف يكون الضرر أكبر واقع على بريطانيا لأن صادرات بريطانيا أكبر من صادرة مصر لها . وتابع حديثه قائلاً:" أتصور أن بريطانيا ستظل محافظة على اتفاقية التجارة الحرة مع مصر، وفيما يتعلق بالاستثمارات ليس بها مشكلة خاصةً أن بريطانيا من أكبر المستثمرين في مصر بالقطاع الطاقة وهذه الاستثمارات ليس لها علاقة بالسوق الأوربية وبالتالي فكرة سحب الاستثمارات غير واردة. استثمارات قائمة وحول تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي على مصر دبلوماسياً أوضح السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي ليس مفاجئاً ولكن كان هناك مقدمات واضحة مسبقة ليس فقط من بريطانيا ولكن من داخل عدة دول من الاتحاد الأوربي. وأضاف هريدي ل" محيط"، أن الخروج ليس له تأثير، فنحن لنا علاقات طيبة مع بريطانيا وستظل هذه العلاقات سواء كانت بريطانيا داخل الإتحاد أو خارجها كما أن لنا علاقات طيبة مع دول الاتحاد الأوربي ومع الاتحاد الأوربي كتنظيم وكمؤسسة. السفير جمال بيومى وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تأثيرات وتداعيات خروج بريطانيا سياسيا ستكون محصورة داخل بريطانيا وداخل دول أعضاء في الاتحاد الأوربي. موضحاً:"أن الاتفاقيات والاستثمارات التي بيننا وبينهم لن تتأثر فالصادرات الزراعية التي ننتجها تدخل الاتحاد الأوربي وبموجب اتفاقية الشراكة بدون جمارك."