انطلق اليوم السبت الاجتماع المشترك للمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية مع نظرائهم المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، بمقر الأمانة العامة للجامعة وبحضور أمينها العام نبيل العربي، وذلك للمرة الأولى تلبية لمبادرة مصر العضو العربي بالمجلس والتي ترأس دورته خلال الشهر الحالي. ومن المقرر أن يوجه الجانب العربي خلال الاجتماع- وفقاً لما صرح به السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة ل«الخليج» - رسالة قوية وصريحة إلى أعضاء المجلس بشأن تحركه تجاه القضايا العربية الملحة التي تحظى بالأولوية في الاهتمامات العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تعاني من حالة جمود في المرحلة الراهنة بسبب التعنت «الإسرائيلي» في ظل الحكومة المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، والتي تعمل على سد كل المنافذ وإجهاض كل المبادرات المطروحة للحل، ومن بينها المبادرة الفرنسية بعقد مؤتمر دولي للسلام لإنفاذ حل الدولتين. وشدد ابن حلي على ضرورة أن يضطلع المجلس بدوره لحل أزمات المنطقة في ضوء الصلاحيات المنوطة به، وفقاً للبند السابع من ميثاق الأممالمتحدة، بما يجعله قادرا على تنفيذ القرارات التي يصدرها بشأن هذه الأزمات والتي عجز عن إيجاد حلول لها حتى الآن، معرباً عن أمله في تحرك فاعل للمجلس إزاء هذه الأزمات، معتبرا أن الاجتماع المشترك يمثل خطوة أولية يجب البناء عليها لتحقيق المزيد من التنسيق والتعاون بين الجامعة وأعضاء المجلس، كاشفا عن أنه سيتم خلال الاجتماع وضع آلية لتفعيل التواصل المباشر بين الجانبين. وقال إن الدول العربية خلال الاجتماع التشاوري الذي عقد الأربعاء الماضي للمندوبين الدائمين بالجامعة قامت بتنسيق مواقفها وتوزيع الأدوار فيما بينها خلال اللقاء مع سفراء مجلس الأمن، بحيث يتم الحديث عن القضايا التي تم الاتفاق على طرحها بصورة تعبر عن الرؤية العربية الجماعية وليس الموقف الوطني الخاص بكل دولة. وأشار ابن حلي إلى أن الاجتماع المشترك سيتناول العديد من القضايا الأخرى إلى جانب القضية الفلسطينية، منها الوضع في ليبيا والصومال واللاجئون والهجرة غير المشروعة. من ناحية أخرى، ذكر المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أنه سيتم خلال الاجتماع المشترك تبادل وجهات النظر بين الطرفين إزاء القضايا العربية المطروحة على جدول مجلس الأمن، وأبرزها الأزمة الليبية، وتطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام، والأوضاع في سوريا واليمن والعراق والصومال، بالإضافة إلى موضوعات الهجرة واللاجئين والنازحين. وقال إن زيارة المندوبين الدائمين بمجلس الأمن للقاهرة تأتي بمبادرة من مصر على ضوء رئاستها الحالية للمجلس، وتشكل تجسيدا جديدا لأهمية التعاون والتنسيق المشترك بين الأممالمتحدة والجامعة العربية لتعزيز السلم والأمن الدوليين، وفقا للفصل الثامن من ميثاق المنظمة الدولية. وكشف أبو زيد، أنه من المقرر أن تتضمن الزيارة عشاء عمل لوفد مجلس الأمن مع الجانب المصري مساء اليوم، يمثل وزير الخارجية فيه السفير عمرو أبو العطا، مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة، بمشاركة مساعد وزير الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولي، السفير هشام بدر، وذلك لبحث التعاون المشترك بين مصر والمجلس في القضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن تناول أولويات المجلس في المرحلة المقبلة والدور المصري في هذا الصدد.