كرمت نقابة الصحفيين أمس عددا كبيرا من النقباء السابقين لها بحضور أسرهم في إطار احتفاليتها التي عقدت بمناسبة اليوبيل الماسي للنقابة بحضور عدد من الشخصيات العامة والمسئولين وأساتذة الإعلام وأعضاء مجلس النقابة الحالي والسابق وعشرات الصحفيين. كما كرمت أيضا عددا من نقباء وكبار القيادات الصحفية العرب أبرزهم مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين وناصر أبو بكر النقيب الفلسطيني وإلياس عون وعوني الكعكي من لبنان وآخرين من تونس وعمان والصومال والإمارات والسودان، وكان أبرز النقباء السابقين الذين كرمت محمود أبو الفتوح وحافظ محمود وكامل زهيري وأحمد بهاء الدين وضياء رشوان. وتغيب عن الحفل إبراهيم نافع ومكرم محمد أحمد وممدوح الولي الكتاب والنقباء السابقين للصحفيين، وهو ما أثار حفيظة عدد من الحضور، إلا أن نقيب الصحفيين يحي قلاش أكد أنه تم توجيه الدعوة للجميع وأن الكتاب الثلاث لهم دروع تكريم باسمهم، وقال جمال عبد الرحيم إنه لا يوجد فرق بين من تولوا منصب نقيب الصحفيين وأن جميعهم هم عظماء هذه المهنة. وبدأ الحفل بالسلام الوطني أعقبه تلاوة آيات قرآنية للقارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي، وبعدها تم عرض فيلم تسجيلي قصير عن نشأة النقابة وأزماتها ودورها على مر العصور حتى ثورة الخامس والعشرين من يناير والمسيرة التي انطلقت من مقر النقابة، وعرض سريع لشهداء الصحافة بعد الثورة أبرزهم الحسيني أبو ضيف وميادة أشرف. فيما دعا جمال عبد الرحيم سكرتير عام النقابة الحضور للوقوف دقيقة حداد على روح شهداء الصحافة والوطن، مؤكدا أن عمر النقابة ليس 75 عاما بل يمتد لنحو 125 سنة عندما خرجت أول دعوة من جريدة الأهرام لتأسيس مقر للنقابة عام 1891. وأشار عبد الرحيم إلى ما حققته النقابة من انتصارات منها نجاحها في إلغاء قانون رقم 93 لسنة 95، والخاص بالحبس الاحتياطي في قضايا النشر والذي لاقى معارضة شديدة من الجماعة الصحفية آنذاك فضلا عن قرار الجمعية العمومية للنقابة عام 1980، بوقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. النقابة حرة ومن جانبه وجه يحي قلاش نقيب الصحفيين الشكر للنقباء المصريين وأسر من رحل منهم وللمسئولين وجميع الحضور المشاركين في الاحتفالية، مضيفا أن الاحتفال باليوبيل الماسي للنقابة التي بدأت في 31 مارس 1941 لكن هذا الاحتفال لا ينسي أنه قبله هذا التاريخ بثلاث عقود خرجت أول مظاهرة شعبية قادها أحمد حلمي ضد صلاح جاهين قوامها ثلاثين ألف مصر، رافضين العدوان على حرية الصحافة. وقال قلاش في كلمته "تعمدنا ألا تتحول هذه المناسبة إلى مجرد لفت نظر لقيمة النقابة لكن نريد أن نجعل من الاحتفال نقطة انطلاق جديدة نحو القادم والمستقبل"، مضيفا "مجلس النقابة يصر على أن يتزامن مع هذه الاحتفالات أن يعقد المؤتمر العام الخامس للنقابة والذي كان آخر مؤتمر لها عام 2004". وأضاف أن المؤتمر لمناقشة قضايا الصحافة والصحفيين ابتداء من إعادة بناء نظام إعلامي جديد من الحريات والتشريعات الصحفية ومشاكل الصحافة القومية والحزبية والخاصة وغيرها من القضايا، مشددا أن "نقابة الحريات لا يمكن أن تقايض على استقلالها أو تساوم على حريتها وستظل رافعة راية الحرية". وتابع "وتطالب أن يتحقق وعد الإفراج عن الصحفيين المحبوسين من الذين تنطبق عليهم شروط العفو والمتحفظ عليهم على ذمة قضايا رأي أو نشر، كما تطالب بإعمال مواد الدستور فيما يتعلق بحرية التعبير والصحافة ونرفض كل محاولات التعطيل أو الالتفاف على مشروع القانون الموحد للصحافة والإعلام". وأضاف نقيب الصحفيين أنه لا مستقبل لمصر إلا بالحرية وأن الديمقراطية هي التي تحمي وتصون وتؤكد المسؤولية، مشيرا إلى أن النقابة بذلت جهدا في ملف مشكلات الصحف الحزبية لإيجاد حلول حقيقية، وأنه تم التواصل مع بعض الوزارات لإيجاد فرص عمل لمن أغلقت صحفهم وسيتم الإعلان عنها. وأكد قلاش أنه تلقى من رئاسة الجمهورية رسميا أن الرئيس وجه بعرض رؤية متكاملة بشأن ملف الأجور والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للصحفيين وتشكيل لجنة وزارية من التخطيط والمالية والمجلس الأعلى للصحافة لبحث تلك المشكلات، وكذلك بدل الصحفيين وزيادته سنويا، مشيرا إلى قرب انفراج أزمة الإسكان بعد عدة لقاءات عقدها مع الوزير كان آخرها قبل أسبوع. وقال مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين إن عيد الصحافة المصرية يأتي في وقت تشتد فيه الأزمة الإعلامية على البلدان العربية من أجل تقسيمها وإضعافها، مضيفا أن الصحفيين المصريين أثبتوا على مدى شجاعتهم، وكانوا يتقدمون كل الأحداث فشكرا لمصر ولنقابة الصحفيين. ووجه التحية لجميع الصحفيين القابعين داخل السجون قائلا "إننا متضامنين معهم في كل وقت وندعو الحكومات العربية خصوصا التي يوجد بها صحفيين معتقلين، الصحفي لا يمكن أن يعتقل فمن يريد لبلاده العمار والديمقراطية عليه أن يطلق سراح الصحفيين فورا أولئك الذي يقبعون من مدة ليست بالقصيرة". وقال سنستمر بجهادنا حتى إطلاق سراحهم، مضيفا "في هذه المناسبة لا بد أن أحيي شهداء الصحافة في البلدان العربية". أسر المعتقلين تشارك وفي الوقت نفسه شارك عدد من أسر الصحفيين المعتقلين بوقفة صامتة أمام وداخل مسرح النقابة، حيث فعاليات الاحتفال حاملين صور ذويهم من الصحفيين المحبوسين احتياطيا ولافتات تطالب بالإفراج الفوري عنهم وذلك بعد بدءهم في الاعتصام المفتوح داخل مقر النقابة منذ أمس. وقالت نيفين محمد زوجة الصحفي محمود مصطفى سعد، إنهم تقدموا بطلب رسمي أمس لنقيب الصحفيين يحي قلاش للاعتصام داخل مقر النقابة، مضيفة "نحن نوجه رسالة لمجلس النقابة أننا نضم جهودنا إلى جهودهم للضغط في سبيل إطلاق سراح كل الصحفيين". وأوضحت أن زوجها معتقلا منذ 23 أكتوبر الماضي أي ما يقرب من 170 يوما في الحبس الاحتياطي بتهمة الانتماء لجماعة محظورة، مضيفة أن الأسر التي أعلنت الاعتصام أمس هم أقارب لنحو 14 صحفي فيما يبلغ عدد الصحفيين المحبوسين احتياطيا ما يقرب من 90 صحفيا. ومن جانبها قالت إيمان محروس زوجة الصحفي أحمد سبيع إن أسر الصحفيين المعتقلين أخبرت النقابة بالاعتصام ومع ذلك لم يرد أحد عليهم، مؤكدة أن الاحتفال باليوبيل الماسي للنقابة لا يكتمل إلا بخروج الصحفيين المحبوسين، هذا أقل ما تقدمه النقابة بعد مرور 75 عاما على إنشائها أن تحافظ على كرامة الصحفيين المهدرة في السجون لمجرد عملهم بتلك المهنة. وأعربت رابطة أسر الصحفيين المعتقلين في بيان لها عن أملها في أن يسفر تحرك مجلس النقابة عن حرية ذويهم، مضيفة أنهم جاءوا بعد ثلاث أعوام من المعاناة وطرق أبواب كل المؤسسات المعنية من أجل حرية 90 صحفيا معتقلا، يعانون من الموت البطيء وتعاني أسرهم وسط تجاهل نقابي وصمت دولي. وأوضح البيان أنهم سيطلقون حملة دولية لدعم الصحفيين المصريين، مضيفا أن الضغط ووحدة الصحفيين سيجبران النظام على الاستجابة لمطالبهم ومطالب الصحفيين ومجلس النقابة بحرية المعتقلين إذا توافرت الإرادة لدى الجميع.