لم يكن يعرف أن تركه لكرسيه المخصص له في الطائرة الموعودة سيكون سببا في إعلانه إرهابيا ومجرما، خطأ جسيم وغير مهني من المسؤولين والإعلاميين المصريين، حول الدكتور إبراهيم سماحة من أستاذ جامعي إلي متهم، وهو المجني عليه وجعل أسرته ومحبيه وطلابه يهرعون خوفا وذهولا لما يسمعوه. كان سماحة متجها لحضور مؤتمر علمي دولي بالولايات المتحدةالأمريكية متخذا رحلة داخلية من مطار برج العرب لتصل به إلى القاهرة ثم يواصل رحلته الخارجية، ولكن القدر أوقعه في هذه الطائرة التي كانت على موعد مع الخطف، وبدلا من التوجه للقاهرة ذهبت به الرياح إلى قبرص. ونشرت وسائل الإعلام اسم سماحة رئيس قسم الأغذية والمراقبة بكلية الطب البيطري بجامعة الإسكندرية في حادث خطف الطائرة المصرية أول أمس دون التحقق في الأمر، وقبل معرفة المتهم الحقيقى ليتحول إلى مادة خصبة للإثارة وجذب المشاهد. صمود زوجة وعندما علمت الدكتورة نهلة زوجة سماحة بإتهام زوجها بخطف الطائرة، أصيبت بصدمة ولكنها أسرعت بالاتصال به للاطمئنان عليه وتحققت من الأمر بنفسها بأن رفيق عمرها من ضمن المخطوفين وليس هو المتهم. أثبتت نهلة بطولة، فهي من كانت السبب في معرفة الخاطف الحقيقي حيث أسرعت بالخروج إلي وسائل الإعلام لتبرئة زوجها، واستخدمت وسائل التواصل الإجتماعي لتحقيق ذلك وبالفعل نجحت في أن تضع الإعلام والحكومة المصرية في مأزق كبير. ومن جانبه أكد الدكتور جمال العمرواي وكيل كلية الطب البيطري بجامعة الإسكندرية، أن سماحة يعد من ضمن 7 أساتذة مرشحين لمنصب عميد الكلية، حيث قبلت لجنة اختيار العمداء أوراق اعتماد ترشيحه ولو كان في سجله أخطاء أو تجاوزات ما قبلت ترشيحه. وأضاف أن وسائل الإعلام لم تكلف نفسها بإجراء الاتصالات لمعرفة هوية المتهم الحقيقي أو التحقق من المعلومات، وما كان لها أنها ترمي التهم جزافا نحو شخص معروف بحسن خلقه وسيرته، ولم يسبق له أن تعرض لعقوبات أو جزاءات كما أنه ليس لديه انتماءات سياسية. وبعد أن بادرت زوجة سماحة للدفاع عنه خرجت رئاسة الوزراء بإعتذار في بيان رسمي عن الخطأ المتدوال وأعلنت أنها غير مسئولة عن الصور المتداولة لخاطف الطائرة المصرية، مشيرة إلى أنه تمت الإشارة بالخطأ لدكتور إبراهيم سماحة وهو من المختطفين وليس الخاطف.