قضى ركاب طائرة مصر للطيران «إيرباص 320»، المتوجهة من مطار برج العرب بالإسكندرية إلى مطار القاهرة، ساعة ونصف الساعة من الرعب والفزع أمس الثلاثاء، بعد تهديد راكب يرتدي بدلة زرقاء بتفجير الطائرة بحزام ناسف، مطالباً بتغيير وجهة الطائرة، وهو ما تم بالفعل، وهبطت في مطار «لارنكا» بقبرص. ولم يصدق الركاب آذانهم حينما طالبهم الخاطف بعد ذلك بالخروج من الطائرة، فيما استبقى 7 فقط هم 4 من الطاقم و3 أجانب، وبمجرد أن وصلوا إلى مكان آمن، واستقبلهم رجال الأمن والسفير المصري بقبرص، افترشوا الأرض لالتقاط أنفاسهم قبل أن يبدأ رجال الأمن في جمع معلومات عن الخاطف منهم. وبحسب رواية السفير المصري في قبرص حسين مبارك، التي أبلغها لأجهزة الأمن في مصر، فإن الركاب قالوا: «بعد 5 دقائق فقط من إقلاع الطائرة من مطار برج العرب، فوجئنا بشخص يقف عند باب الكابينة، وطالبته المضيفة بالجلوس في مقعده فقال إنه يريد أن يدخل الحمام». وأكمل الركاب: «الرجل كان يرتدي بدلة زرقاء اللون، وأصر على الوقوف قبل أن يصرخ في المضيفة ويطلب منها أن تبلغ قائد الطائرة بالتوجه إلى تركيا، وهدد بتفجير حزام ناسف يلفه حول بطنه، ليصاب الركاب بحالة من الهياج، وسارع أغلبهم للاختباء أسفل المقاعد». وتابعوا: «خرج مساعد الطيار من الكابينة، وطلب من الخاطف الهدوء، وأبلغه بأنهم سينفذون كل طلباته، فكرر عليه الخاطف طلبه بضرورة التوجه بالطائرة إلى تركيا، فأبلغه مساعد الطيار أنه لا يمكنه التوجه لتركيا بسبب نقص الوقود، فطلب منه الخاطف التوجه إلى قبرص». وطوال الطريق - بحسب رواية الركاب - كان المتهم يطالبهم بالصمت ويهددهم بتفجير الطائرة بكل من عليها، قائلاً: «أنا مش فارق معايا حاجة، هنموت كلنا وخلاص». وبعد ساعة ونصف الساعة تقريباً، نزلت الطائرة في مطار لارنكا القبرصي، وبمجرد استقرار الطائرة طالب الخاطف الجميع بالالتزام، قائلاً: «هي ضغطة واحدة وهنموت كلنا»، وأمر المتهم المضيفة بفتح باب الطائرة، وفي البداية سمح للسيدات والأطفال بمغادرة الطائرة. وحاول بعدها قائد الطائرة التحدث معه وأبلغه بأنه يمكنه مساعدته في التواصل مع المسؤولين لتحقيق مطالبه، فرد المتهم قائلاً: «كل شىء فى وقته». وقال يوسف سعيد إبراهيم، أحد الركاب الذين كانوا على متن الطائرة عقب نزوله في الدفعة الثانية: «بعد لحظات فوجئنا بالمتهم يسمح للجميع بالنزول عدا قائد الطائرة ومساعده ومضيفه و3 أجانب لا أعرف جنسيتهم، ولم أصدق نفسي عندما قال ذلك، جرينا إلى الباب وتركت حقيبتي في الطائرة».