غيب الموت المؤرخ والكاتب المسرحي والأكاديمي الفرنسي آلان ديكو عن عمر يناهز ال 90 عاماً. وقد أبدع الراحل، في مجالات إعلاميّة عدَّة، وأضاف إلى البرامج التي شارك فيها نكهة ثقافيّة محبَّبة، وجذبت كذلك نبرته "الحكواتيّة"، وبراعته في سرد الوقائع التاريخيّة، كبار السن والشبان والصغار على حدٍّ سواء، حتّى اعتُبر من الشخصيّات التلفزيونية الأسطوريّة. وُلد ديكو في 23 يوليو عام 1925، في مدينة "ليل"، شمال فرنسا، والتحق بمدرسة "فيدريب" ثمّ انتقل إلى باريس ليُكمل تحصيله العلمي في "ليسيه جانسون دي سايّي"، وعُرف ديكو بفضوله ونهمه الثقافي وتجدُّده المستمرّ، وفي الجامعة اختار دراسة القانون ليكتشف شغفه بالتاريخ، ما دفعه لأخذ الدروس الإضافيّة في هذه المادة التي سحرته، في جامعة السوربون. نُشرت مقالاته "التاريخيّة" الأولى، اعتباراً من عام 1946، ووقَّع كتابه الأوّل "العثور على لويس السابع عشر" عام 1947، ثم تَبِعه كتاب "ليتيزيا: نابليون ووالدته". وفي عام 1951، أطلق مع رفاقه أندريه كاستيلو وجان كلود سيمار وجان فرنسوا شِياب، البرنامج الأسبوعي "مِنبر التاريخ" الذي بُثَّ حتّى العام 1977، وبعد ذلك، تابع مسيرته التلفزيونيّة عبر برنامج "آلان ديكو يَروي" الذي حقق نجاحاً كبيراً. انتُخب عام 1979 رئيساً للأكاديميّة الفرنسيّة، وفي عام 1988، عُيِّن وزيرا منتدبا لدى وزير الخارجيّة رولان دوما، في حكومة ميشال روكار، وما بين عام 1988 وعام 1991، كُلَف شؤون الفرنكوفونيّة، واستُحدثت جائزة "آلان ديكو" للفرنكوفونيّة عام 1999. وفي عام 2010، نال جائزة "مؤسّسة بيتر لافو" عن مُجمل أعماله، وظل ديكو، على الرغم من تقدُّمه في السن، وفيّاً "لحبّه الأوّل" ألا وهو التاريخ، ونشرت له دار "بيران" عام 2015، وفقاً لموقع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسيّة، كتابه الأخير الذي روى فيه ببراعة، سيرة حياة: سيزار بورجيا، ونستون تشرشل، والمهاتما غاندي.