صدر كتاب مقدمة لدراسة الأدب الناطق باللغة الفرنسية في الشرق الأوسطس ياقوت صالح والتي تصادف رحيلها مع الاحتفال باليوم الدولي للفرانكوفونية, والكتاب يتناول ظاهرة الفرانكوفونية وتأثيرها علي الأدب. مؤكدة علي أن الأدب الفرنسي في الشرق الأوسط يدخل في إطار الأدب العالمي الفرانكوفوني بصفة عامة لافتة إلي أن الظاهرة يجب أن تدرس من زاويتي تاريخ الدولة المعنية وحجم استعمال وتداول اللغة الفرنسية لسكانها, حيث تبقي باريس في رأي المؤلفة العاصمة السيادية التي يتردد عليها أدباء الشرق الأوسط ممن يكتبون بالفرنسية.وتحرص المؤلفة علي التمييز بين الفرانكوفونية و التفرنس كما عرفه ليوبولد سانجور باعتباره مرتبطا بتحقيق الدفاع عن الثقافات المختصة بالفرنسية لأن الثقافة هي الباقية عندما ننسي كل شيء حيث يتناول الكتاب موقف الكتاب الفرانكوفون وظاهرة الفرانكوفونية في الشرق الأوسط, مشيرا إلي أن الفرنسيين فرضوا أنفسهم من خلال الاهتمام بالمعطيات الفكرية والثقافية أكثر من الماديات, مقدما بعدا تاريخيا للعلاقات بين فرنسا والشرق الأوسط منذ العصور الوسطي, وكيف تناول الأدب الفرنسي بعض الشخصيات التاريخية العربية مثل صلاح الدين الأيوبي, لافتا إلي أن انهيار المملكة اللاتينية أدي لارتباط مدن مثل الإسكندرية بالبندقية ومارسيليا. يحلل الكتاب تأثير الحملة الفرنسية علي مصر وكيف ساهم كتاب وصف مصر في مواجهة المصريين بعبقريتهم مثلما تعارفت عليها أوروبا, مبرزا جهود نشر اللغة الفرنسية منذ القرن الثامن عشر من خلال الفرنسيسكان ودور الجالية الأجنبية بالإسكندرية في إنشاء مدرسة فرنسية وانتشار مدارس الراهبات في مصر حتي افتتحت البعثة العلمانية بالإسكندرية أول ليسيه بالإسكندرية عام1909 و ليسيه أخري بالقاهرة عام1910 وليسيه ثالثة بهليوبوليس عام1943 ليبرز كيف ساهمت تلك المدارس في نشر اللغة والثقافة الفرنسية في مصر حتي تاريخ تأميمها عام1962, ويشير الكتاب إلي استخدام اللغة الفرنسية كأداة للتحرر السياسي والثقافي بلبنان وكيف انطلقت حركة التجديد العربي بفضل محمد علي باشا والخديو إسماعيل. يلقي الكتاب الضوء علي الدور البارز الذي لعبته الأهرام في نشر الحداثة والتنوير الفكر الإسلامي بالعالم العربي عندما انطلق من الإسكندرية في عام1876, كما يرصد حركة الإصلاح الديني التي انطلقت علي يد جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده, ويحلل التحرر السياسي بالمنطقة العربية وتأثيره علي الأدب المصري والعربي لافتا إلي رواية زينب لمحمد حسين هيكل والصدام بين النقاد أمثال طه حسين والأزهر, مختتما بتحليل موقف الكتاب الناطقين بالفرنسية في مصر ولبنان حيث ولد50 منهم بمصر و40 منهم ينتمون لتراث مصر وحضارتها متناولا الأعمال الأدبية لبعضهم مثل: يوسف أجوب, أحمد وسيم, ألبير كوسيري, أندريه شديد وغيرهم.