أعدم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"- "داعش"، الشاعر محمد بشير العاني ونجله إياس، في مدينة دير الزور، بحسب ما نقلت مواقع سورية الكترونية، اليوم الخميس، مشيرة الى ان التنظيم الإرهابي الذي يسيطر على جزء كبير المحافظة الواقعة شرق سوريا على نهر الفرات، أبلغ ذوي الشاعر، بخبر اعدامه وولده. وأكدت، من ناحيتها، شبكة "ناطق" الاخبارية المحلية خبر الإعدام، مشيرة إلى أن الحكم جاء على خلفية اتهامهما بالردة. وكان التنظيم اعتقل الشاعر وابنه إياس من منزلهما في مدينة دير الزور عاصمة المحافظة، مطلع العام الجاري، واقتادهما إلى جهة مجهولة، بحسب ما أكد موقع "سيريا نيوز". ومحمد بشير العاني، عضو اتحاد الكتاب العرب في سوريا، وعضو جمعية الشعر، وهو من أبرز شعراء محافظة دير الزور. ولد في العام 1960، وحصل على شهادة بكالوريوس في الهندسة الزراعية، وله ثلاث دواوين شعرية، أولها "رماد السيرة" 1993. ثم "وردة الفيحة" - دار علاء الدين، دمشق 1994، و"حوذي الجهات" الصادرة عن دار المجد العام 1994. يعتبر الأديب بشير العاني من الأدباء المعارضين للنظام، وأحد كتّاب موقع "ألف" المعارض، وعضو جمعية الشعر في سوريا، وهو من مواليد دير الزور عام 1960، ويحمل إجازة في الهندسة الزراعية، وله العديد من المؤلفات. وأفادت مصادر ميدانيّة أنّ التنظيم رفض تسليم الجثث لذوي القتلى، كما رفض أن يدلي بأي معلومات بمكان دفن الجثث، ومنع أهلهم من إقامة العزاء أو أي من مظاهره. وعلى صفحته بشبكة "فيس بوك" علق الروائي خليل صويلح بقوله: فجيعة أخرى: إعدام الصديق الشاعر بشير العاني وابنه إياس في دير الزور على يد تكفيريي الرايات السود بتهمة الردة ، وسبق أن فقد الشاعر زوجته التي عانت من مرض عضال ، وكان آخر ما كتبه مرثية لها: يا أماني مايخفف عني أني استطعت أن أحفر لكِ قبراً وأن أهيل التراب على جسدك الجميل.. بلى.. هذا ما يخفف عني الآن وأنا أراقب الأجساد المعلقات على الأعواد بانتظار شفاعة الأمهات كيما تترجّل.. هذا إن بقيت للأمهات هذه الأيام شفاعة لدى أمراء الحرب، وبالذعر البشري الذي تستطيعه روحي أفكر بالجثث المرمية في المدن والمزارع والبلدات.. جثث برؤوس وبلا رؤوس.. من سيأبه بها أكثر من القطط والكلاب الشاردة.. و(الحقَّ أقول لكم.. لا حقّ لحيّ إن ضاعت في الأرض حقوق الأموات . وأضاف بمقال منشور بصحيفة "الأخبار" اللبنانية : لم يغادر بشير العاني (1960- 2016) مدينته دير الزور. أراد أن يحرس قبر رفيقة دربه بعد صراعها الطويل مع المرض العضال. بقي على مقربة من الفرات غير عابئ بحصار التكفيريين لمدينته، إلى أن وقع بين أيديهم. كانت التهمة جاهزة بالنسبة إلى شاعر شيوعي وهي "الرّدة". هكذا اقتادوه صباح اليوم الخميس مع ابنه البكر إياس إلى ساحة الإعدام. وكان الراحل قد أصدر ثلاث مجموعات شعرية هي" رماد السيرة" (1993)، و"وردة الفضيحة" (1994)، و"حوذي الجهات"(1995). وقد تميّز شعره بنبرة غنائية تحمل وجع الفرات وعتابا الصحراء وبلاغة الضّد. وكان آخر ما كتبه قصيدة بعنوان "تغريبة الخاسر" جاء فيها: "لهكذا حزن أسرجتني أمي/ يا عكازَ وقتي الكفيف../ ويا مقاعدي على أرصفةِ التعبِ الطويل/ ها أنا/ أنا العاثرُ بجماجم اتزاني/ الشاغرُ إلاّ منكِ/ أبحث عن صرّةٍ لملمتِ فيها أوجهي التي أنسربت/ لملمتِ فيها براءتي/ خسائري/ أنا الذي قايض الطمأنينة بالهزائم".