تمر اليوم الذكرى الثانية والخمسون على رحيل ملك الكوميديا الفنان الكبير عبد الفتاح القصري، الذي توفي في يوم 8 مارس عام 1964. ولد "عبد الفتاح القصري" يوم 15 أبريل عام 1905 لأب ثري يعمل بمجال تجارة الذهب في حي الجمالية، درس بمدرسة "الفرير" الفرنسية وتخرج من مدرسة القديس يوسف بالخرنفش. أحب "القصري" التمثيل منذ الصغر، ومن فرط حبه بالتمثيل بدأ مشواره الفني ضد رغبة والده من خلال الالتحاق بفرقة "عبد الرحمن رشدي"، ثم فرقة "عزيز عيد" و"فاطمة رشدي"، إلى أن انضم لفرقة عميد الكوميديا "نجيب الريحاني" عام 1926م ثم ترك الفرقة لعدم اتفاقه مع مدير الفرقة وقتها بديع خيري ليعمل في فرقة اسماعيل يس 1954. كان الفنان الراحل يمتلك سمة فريدة في الأداء التمثيلي بشكل عام والكوميدي بشكل خاص حيث اشتهر بقامته القصيرة وشعره الأملس وإحدى عينيه التي أصابها الحول فأصبح نجماً كوميدياً، بالإضافة إلى طريقته الخاصة في نطق الكلام وارتداء الملابس. اشتهر الفنان عبد الفتاح القصري بايفيهات ترسم الضحكات على وجوهنا ، حتى اننا نرددها فيما بيننا ، ومن هذه القفشات او الافيهات "نورماندى تو" و"ست! أنا مش شايف أدامى أيتوها ست.. ده انا جنب منك أبقى مرلين مونرو" و"كلمتى لا ممكن تنزل المرة دى" و"يا صفايح الزبدة السايحة يا براميل القشطة النايحة". من أشهر أدواره دور "المعلم حنفي" في فيلم "ابن حميدو" مع الفنان "إسماعيل ياسين" الذي ارتبط معه في الكثير من الأفلام منها: "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين"، و"إسماعيل ياسين في متحف الشمع"، كما ارتبط من قبل بأفلام نجيب الريحاني . اما عن اهم أعماله السينمائية: "المعلم بحبح" عام 1935م ، و"سى عمر" عام 1941م ، و"لعبه الست" عام 1946م ، و"ليلة الدخلة" عام 1950م ، و"الأستاذة فاطمة" عام 1952م ، و"الآنسة حنفي" عام 1954م ، و"سكر هانم" عام 1960م وهو آخر أفلامه. كانت السنوات الأخيرة من حياه الفنان "عبد الفتاح القصري" مأساة حقيقية، فبينما كان يؤدى دوره في إحدى المسرحيات مع إسماعيل ياسين أصيب بالعمى المفاجئ، وبعدها طلبت زوجته الرابعة الطلاق منه وكانت تصغر منه بسنوات وأصيب بعدها بالاكتئاب وتصلب في الشرايين، وبعدها فقدان في الذاكرة فكانت نهايته مأساوية وقيل أن جنازته لم يحضرها سوى القليل من الفنانين وكان من أبرزهم الفنان فريد الاطرش، والفنانة هند رستم .