ضمن فعاليات مائدة السرد أمس الجمعة تمت مناقشة رواية "ورقة أخيرة" للأديب وائل وجدى ، بحضور كل من الناقدين الأدبين شوقى بدر يوسف وأحمد رجب شلتوت وأدارها الدكتور خالد منصور. وقال خالد منصور أنها الرواية الرابعة للكاتب بالإضافة لمجموعة قصيصة للأطفال ، وأضاف أن الرواية تحمل ثلاث أصوات لثلاث شخصيات ، هم خيرى وسعيد وسلمى وانها تعبر عن إرهاصات 25 يناير. و أشار وائل وجدى أن كل بطل من أبطال الرواية يتكلم بنفسه باستخدام أسلوب تيار الوعى ، وأن الرواية تعبر عن المرحلة التى ظهر فيها الفساد وقامت بسببها الثورة . وقال شوقى بدر يوسف أن الرواية المصرية لعبت دورا مهما فى تأصيل أحداث25يناير والتنبؤ بها فى أكثر من نص من النصوص الروائية التى تزامن صدورها مع الإرهاصات الأولى للثورة والتداعى الكبير الذى حدث مع بقية أحداثها المتوترة بعد ذلك ، كمااستخدم المؤلف الوصف التصويرى من خلال سرد بأصوات متعددة (خيرى/سلمى/سعيد) يتحدث كل منهم عن نفسه وعن الآخرين وعن أحوال البلاد، بلغة تصويرية خارجية ،حيث نجد اهتماما كبيرا بالأماكن وجغرافية المكان التى تتحرك فيه الشخصيات والعديد من تفصيلات الواقع المعاش التى لا تقدم مجانا بل تعمق الوسط التى تفعل فيه الشخصية على المستوى السردى ،بما يعطى واقعية شديدة للعمل فتجد نفسك فجأة مع سعيد فوق كتف أحد الشباب فى الجامعة تقود مظاهرة كنت مجرد مشاهد لها منذ دقائق، أو تمشى مع خيرى فى شوارع القاهرة وتركب مترو الأنفاق لتقابل سلمى التى أعدت سندوتشات الطعمية من محل سمسمة، حيث يحرص وائل وجدى على الحياد التام كروائى يقدم فيها نماذجا من الشباب المصرى قبيل ثورة 25 يناير، حتى لا تتدخل رؤى وصراعات وأفكار ما بعد الثورة فى صياغة الموضوع، يقدمه كما لو أن الثورة فعلا لن تقوم إلا فى اليوم التالى لانتهاء القارئ من قراءة الرواية، وأشار الى أن الشخصيات المهتمة برؤية العالم الخارجى بتفاصيله وهى تسرد همومها الشخصية وتلقى نظرة سريعة على العفن السياسى والفساد الاجتماعى هى نفسها الشباب غير المسيس المؤمن بوطنه والراغب فى فعل ما يخرج به من أزمته الطاحنة، وتابع: الرواية تقول ذلك بلا ضجيج، بل تنتصر للمكان/القاهرة التى يعشق وائل وجدى شوارعها ويتحدث عنها بحميمية، وحتى الإطار شبه البوليسى لعملية البحث عن الخال يبدو هامشيا إشاريا أكثر منه حدثا مركزيا برغم أن الأحداث الشخصية فى حياة خيرى تدور كلها حوله، لكن وظيفته الدلالية هى اختطاف العلم والعلماء وعدم القدرة على تفعيل دورهم فى مثل هذا المجتمع الذى يجب أن نثور عليه، وبالتالى كان من الطبيعى أن تنقطع خيوط الوصول إلى الخال ضياء لأنه لن يعود إلا بثورة حقيقية على النظام الذى اختطفه بعد أن ظلمه فى رواية سابقة لوائل وجدى "أنت أم طيف آخر". وقال أحمد رجب شلتوت أن الأحداث التى أعقبت ثورة المصريين فى يناير 2011 ملأت الأفق بضباب كثيف ، ويعود الكاتب لتقنية تعدد الأصوات التى سبق أن استخدمها فى رواية أنت أم طيف آخر هذه التقنبة تتميز بأفقها الموضوعى ،وهذا يتناسب مع تكوين الشخصيات النفسي والاجتماعى والثقافى داخل النص ، حيث يتحرر السرد من الهيمنه الأحادية .