«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الروائية اللبنانية نيرمين خنسا صاحبة »هذيان ذاكرة« و»نصيبك في الجنة«
تكشف الثغرة بين الروائي وأحداث المنطقة
نشر في أخبار الأدب يوم 13 - 07 - 2013

الكاتبة والروائية اللبنانية (نيرمين خنسا) وضعت علي رفوف المكتبة السردية عدة روايات من بينها (ساعة مرمورة ) و( هذيان ذاكرة) و(نصيبك في الجنة) .. تعمل في الحقل الثقافي وتترأس اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي، وهي المسئولة عن البرنامج الثقافي في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب.. اختارتها الجامعة اللبنانية الاميركية كإحدي السيدات المميزات البارزات في لبنان يتم العمل الان علي تحويل ثلاث من رواياتها الي اعمال تلفزيونية..
(أخبار الأدب) فتحت باب الحوار لمد جسور المعرفة والبحث حيث انجزنا الحوار التالي معها
في بحور الواقع
ما هي أهم التحديات التي تواجه الرواية العربية ؟
لا شك في أنّ التحديات كثيرة.وبرأيي أنّ أهمّ تحدٍّ يواجه فنّ الرواية العربية، هو عامل الإكتمال الفعلي لأدواته وأصواته وهواجسه ومجتمعاته، وعامل الإنزياح الجذري عن مستلبات الفن الروائي الاجنبي، الذي ذهب بعيداً وبأشواط، إلي تكريس الرواية المفتوحة علي مختلف الأبعاد التعبيرية والتصويرية والإجتماعية والسياسية والنفسية والفكرية والحداثوية، التي تغوص بدقة في بحور الواقع، وتسبر بذكاء أغوار المفاهيم المستحدثة من مصطلحات عدة، مثل ما بعد الحداثة، وما بعد العولمة، والسوبر حضارة، والمكنونات الرومانسية المنسية، في عجالة الزمن، وبالأخص الزمن الروائي، وبناء عليه نري أن المسافة بين تكوين الأدوات، ومن ثمّ تحقيق فعل الإنزياح، هي مسافة واسعة، تحتاج إلي وثبة مهمة من قِبلنا نحن الروائيين.وهذا ما يفعله البعض اليوم، وإن كانت أعدادهم قليلة.
مهمات مفتوحة
مهمة الرواية اليوم فيما ترينها تتمثل ؟
- للرواية اليوم مهمات مفتوحة علي جميع هذه الأصعدة،.فإن لم يطرح الروائي منا الواقع العام الذي يشهده، يكون خارج النبض الإجتماعي لراهنية اللحظة.وخارج الخط المتصل بماضوية الأمس، ومستقبلية الغد.كما إن لم يشرح الروائي قضايا مجتمعاته وإنسانه ومكانه وزمانه وهويته، يكون مجرد كاتب لفضاء آخر.أما كسر التابوهات، فيحتاج برأيي إلي منظومة فكرية تنويرية هادفة، يحقق الكاتب من ورائها توعية بناءة، دون الوقوع في فخّ الترويج للرذائل والبدائل اللاأخلاقية، تحت مسمي الحرية.لا أدعيّ هنا ان الكاتب الروائي هو باحث نفسي أو إجتماعي، بل هو راوٍ حساس وملهم ومثقف. وعليه أن يبني بأعماله أسس الإنفتاح الحضاري والثقافي بأصالة اللغة وأصالة الهوية معاً.
رهان العالمية
لماذا لم تحقّق الرواية العربية رهان العالمية رغم فوز نجيب محفوظ بنوبل منذ عدة سنوات؟
- ببساطة أقول إن سبب ذلك يرجع إلي فرادة نجيب محفوظ في تكريس رواية الواقع العربي المصري بشكل خاص.الواقع بكل ما فيه من نبض شعبي عميق الخوض، قوي التأثير، ممتد إلي ذهنية الإنسان العربي في كل بلد.لم يحدث أن قدمّ روائي مجموعة من الروايات التي تنبع من جلدة الشارع العربي العريض ،ومن أحلام جماهيره وخيباتهم، كما فعل محفوظ.لقد كانت هناك أعمال روائية متميزة بوجهها التاريخي والبيئي والتراثي.إنما بقيت محدودة العدد، ذات سياق نمطي خاص، أو الأحري،متخصص.
إلي أي حد تضر الأدلجة بالنص ؟
- أعتقد أنّ لكل إيديولوجيا خلاصات وأسباب ونتائج مسبقة التحصيل.وأري ان المتلقي يحتاج في الرواية إلي قراءة المعطي الجمالي الحكائي للأحداث والمشاعر والغايات.يحتاج إلي متخيل سردي من قلب الحكايات المسموعة والمأمولة من جانبه.والنص بحد ذاته، لكي يكون نصا روائياً، عليه ان يمتليء بالحلم والألم والتحفيز السلس واللغة العاطفية والتنويرية غير الخطابية معا.من هنا فإنّ، أي أدلجة سوف تذهب لا محالة، بالرواية إلي مصنّف سياسي، أوفكري إسقاطي صرف.
الأرضية المتحركة
كيف يستفيد الكاتب من التراث الخاص والعام لبلورة رؤية تحدد مسار نصه ؟
- تبدأ الإفادة الفعلية عند الكاتب في بلورة المناخ التصويري والتعبيري لأحداث العمل الروائي، من الإنطلاق من المكتسب الوارد للموروث الأدبي والتاريخي والإجتماعي للبيئة الخاصة بوطنه، وللبيئات المتصلة به، لغة وعادات وهوية ومفارقات سلوكية،وتباينات لهجوية، فضلا عن الجوامع الجغرافية والتاريخية المشتركة.هذه العناصر توفر للكاتب الأرضية المتحركة للخوض في مسارات النص وشخصياته وأمكنته وتحولاته وحيثياته الكثيرة.علي أن يمازج بذكاء بين المؤتلف من التراث والمختلف من المعاصرة، دون أن يحيد عن رائحة الواقع الذي يتنشقه هو بين أترابه.
ما هي المساحات والبدائل المطروحة لما هو سائد وموجود في الواقع أمام كم الأسئلة المطروح في الرواية ؟
- لا أعتقد أنّ المساحة مفتوحة الآفاق أمامنا، لطرح الإجابات الكثيرة، أو تلك البدائل المأمول بها . فالرواية العربية يتلقّاها القاريء العربي في نسبته المحدودة الأعداد. وكلنا يعلم بتقلص النسبة القرائية لأبناء شعوبنا العربية، وهنا تكمن العقدة، إذْ كلما كانت مساحة القاريء متقلصة، كلما اضطّر الكاتب منا إلي طرح أسئلة وأجوبة في عمله، يدرك مسبقا أنها لن تصل إلي العوام، بل إلي النخبة.فيما الرواية إن لم تكن نبض الشعب، تفقد مؤثراتها الواسعة والخاصة في الوقت عينه، بشكل أو بآخر.مقولات وطروحات
ما ضرورة أن يبحث الروائي عما لا يقال ويقوله بطريقته ؟
تلك ضرورة غاية في الاهمية برأيي .فكم من روائيين قالوا بأسلوبهم وبرؤاهم الفذة، ما ردده من بعدهم أبناء وطنهم، وكم من روايات حملت مقولات وطروحات، سرعان ما انطبقت علي مجتمعاتهم .شخصياً، لطالما بحثت في رواياتي الواقعية علي أصوات الناس بكل أطيافهم، وعبّرت عن صوت المواطن اللبناني،والمرأة، والحرب، والمهمشين في الطرقات، والمعذبين في بيوتهم.وما زال قلق البحث يصيبني عند كل عمل روائي جديد لي.
كيف ترين الرواية قبل وبعد عام 2000 ؟
- الرواية في الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، اتسمت بشيء من الواقعية الكلاسيكية ، وبشيء من الإنفتاح التجريبي لمفهوم الحداثة.ومعظم الروايات التي صدرت آنذاك في لبنان ومصر وسوريا وليبيا وغيرها من البلاد العربية، اتسمت بهذين العاملين. أما الأعمال الروائية التي صدرت مع إطلالة القرن الحادي والعشرين، فقد انغمست اكثر في تقنيات السرد الحديثة، وفتحت فصولها علي اللامباح، خصوصاً في موضوعة الجنس.بحيث كان
الشغل الشاغل للروائي، سيما في لبنان،تعرية الجسد، والدخول بجرأة كبيرة إلي عوالمه.
حول العالم
ماذا ينقصك كروائية ؟
- ربما، ينقصني تعدد الرحلات إلي بلاد العالم.فالمطالعة الواسعة لكل منّا، لا تغنيه عن غنائم السفر.فالإطلاع علي جمال البلدان حول العالم، وثقافات شعوبها، أمر يغني الذاكرة والخيال والفكر، ويعزز التفاعل الحسي والجمالي والواقعي بكل مؤثراته.
هل تحتكمين لأراء النقاد بشكل نهائي ؟
- آراء النقاد تعني لي ، مثلما رأي القاريء يعني لي. بالتأكيد لا أحتكم إلي رأي ناقد دعاني مثلا إلي تغيير تقنية معينة في كتابتي. ذلك لأن أسلوبي يعكس شخصيتي في السرد، وفي إنشاء الحبكة، وفي انتقاء المفردات، وفي تمرير الغايات.اما الإقتناع بنصيحة ما تؤدي إلي توسيع نقاط مهمة واردة في أعمالي، فهو أمر وارد عندي.
هل تعيدين حساباتك بناء علي ما جري وما يجري الآن في الساحات العربية ليكون لك طرح مع أو ضد أم أن الأمر عادي بالنسبة لك ؟
- إن ما تشهده الساحة العربية اليوم من احداث وتطورات ومتغيرات دراماتيكية، لايعلم احدنا أفآقها المستقبلية ،لابد ان تنعكس بطريقة أو بأخري علي افكارنا وبالتالي علي كتاباتنا الروائية . وبالنسبة لي كتابتي لها مسار أساسي يقوم علي مباديء ومفاهيم وطنية وعروبية لذلك فمن الممكن أن ان اعيد حساباتي وفقاً لقراءتي الذاتية وقناعتي الفكرية لما يجري وليس وفقاً للمصالح التي تمليها علينا رياح المتغيرات.
بعد الثورات العربية
الرواية العربية بعد الثورات العربية المتواصلة حالياً أين تسير ؟
- أري أن مسار الرواية العربية بعد الربيع العربي لن يكون مواكباً أوعاملا تغييرياً وإستيعابيا للنتائج علي الأرض من جهة، وللتحولات الكبري، من جهة ثانية . ثمة ثغرة تحول دوماً بين الروائي العربي،وبين الحدث الكبير الذي تشهده منطقته. والأسباب برأيي، تعود إلي حالات التشظي التي تحيط بإنساننا العربي بشكل عام، وبعلاقة المثقف بالسلطة، بشكل أعمّ ، وبهوية الرواية العربية، بشكل خاص.وأعتقد أن المكتبات ستشهد ولادة بعض الروايات العجالية التي تحاول رصد سخونة الراهن ليس إلا.
هل تطمحين لتحقيق أسلوب جديد ؟
كل كاتب لديه حلم أساسي، وهو الإتيان بأسلوب جديد في فنّ الكتابة.حلمي أنا يندرج في هذاالمضمار، لذلك أسعي إلي تكريس سياق تعبيري وأدواتي مختلف. إذ إنّ كلمة جديد، حولها ألف علامة استفهام.وهناك جدلية تقوم علي دحض مفهوم الجديد تحت شمس هذا الكم الكبير من الإرث الحضاري عبر العصور.لذلك فإن الإختلاف هو المفهوم الأقرب إلي رصد الجواب الصحيح.
ما بعد نجيب محفوظ
ما رأيك بمستوي الرواية بعد نجيب محفوظ؟
- لا أخالني بمعرض الحكم علي مستوي الرواية العربية بعد محفوظ.ليس الامر بهذه السهولة، سيما وأنه منوط بدور النقد الادبي، وبالدراسات النقدية الأكاديمية المتخصصة.
كيف لا تكون رواية العمل التاريخي «رواية تاريخية» ؟
- تكون ذلك باجتناب المصنفات التقريرية التوثيقية، وبتوظيف المعلومات والإسنادات، بطريقة سردية فنية،تتطلبها الرواية كعمل فني( إجتماعي، فكري،إنساني) فهناك فارق كبير بين الدراسة التاريخية التي يضعها المؤرخ.وبين وتكون باجتناب المؤشرات الهوامشية الصلبة لمادة التاريخ.وهذا ما برع فيه كل من عبد الرحمن منيف، وجمال الغيطاني، وأمين معلوف وسواهم.
كل يتلمس الحداثة في الرواية من زاويته من تكوينه ولكل كاتب مفهومه للحداثة فما هي رؤيتك للحداثة في الرواية ؟
- شخصياً أجد أن تحديث القاموس المستخدم في اللغة ، بمواكبة ذائقة العصر ومتداولاته التعبيرية، هو أمر ضروري، علي أن لا يحيد هذا التحديث عن جمالية اللغة العربية ،وعن شفافية التصوير العربي ،والحس العاطفي، والمبدأ الإنساني لمجتمعاتنا ،فضلا عن تحديث الرؤي التي تهدف إلي غايات تنويرية قدر المستطاع.
الإيدولوجيات المؤطرة
إلي أي حد تحضر الايدولوجيا في نصك وما رأيك بالايدولوجيا فنيا ؟
- نصوصي بعيدة عن الإيدولوجيات المؤطرة بالحزبية والطائفية والرعوية وما إلي ذلك. أنا أكتب من منطلق الوصول إلي الإنسان السوي، والمجتمع الراقي، المعطاء.أسعي إلي تنقية النظرة إلي المرأة ودورها الأصيل في تنشئة أجيال الأمان والعطاء والعلم، سيما في محيطها العربي الواسع، المكتظ بالتحديات والحواجز والضربات.عموما لست مع أدلجة العمل الروائي.
من أين تخلق الشخصية الروائية عندك ؟
معظم شخصياتي استلهمها من بيئات اجتماعية متعددة الشرائح ومتنوعة . ففيها الفقير والغني ،المتعلم والأمي ،الذكي والساذج ،الظالم والمظلوم. فضلاً عن شخصيات ذكورية وأنثوية تتماهي مع الصعاب والمعاناة المتأتية من قصص الحب وخيباته ومن المآسي الناجمة في بعض الاحيان عن الحياة الزوجية غير المتكافئة. أما المكان فأغلبه في لبنان وفي بعض الدول الأوروبية.
ما الذي يحقق الخلود للشخصية الروائية ؟
- باعتقادي أن الشخصية الروائية التي تعيش في ذاكرة الناس لعصورعديدة هي الشخصية التي تحاكي نبض الشعوب بقوة وتجسد مرثية تاريخية ، مثل شخصية جان فالجون في رواية البؤساء لفيكتورهيغو ، ذلك لأن كل ما يصدر من ألآم انسانية علي مستوي العالم بأسره يبقي لاشك في ضمائرالأجيال علي مدي الزمن.
ما أهمية طرح شعرية السرد كلغة بديلة عن السرد العادي ؟
- لا شك في أن استخدام الروائي لغة الشعر في تقنيات السرد يرفد الرواية بإحساس عال وصور جمالية تحمل القاريء الي فضاءات حسية مرهفة تجعله أقرب الي تذوّق البنية السردية التي تتمازج بعض الشيء مع الشعر.
إذا ما فكرت يوما في كتابة سيرتك الذاتية هل ستكتبين كل شئ عنك ( المحرج والصعب والحساس و و الخ ) أم انك ستقدمين شئ وتستنين أشياء ..؟
- بالنسبة لي اذا فكرت يوماً بكتابة سيرتي الذاتية فأنا بالتأكيد سأكون صادقة في كل ما أكتبه مع استثناء ما لا يفيد القاريء. فمن المهم جداً أن نقدم للقراء الغاية المثلي في تعميم الفائدة وليس الغاية الترويجية التي لاتعنيه بل تعني الكاتب وحده.
هاجس البحث عن هوية للرواية العربية أو التي يكتبها كُتاب عرب كيف ترينه ؟
طبعاً هذا هاجس كبير يتعلق بي وبكل الروائيين العرب خصوصاً أن ثمة اشكالية كبيرة وجدل أكبر حول تحديد هوية الرواية العربية ،بمعزل عن تأثراتها المتعددة بهويات روائية عالمية ،لا شك في أن الهدف الذي نصبو اليه جميعنا هو أمر غاية في الأهمية لذا ينبغي لنا المضي قدماً في تحديد هذه الهوية بشكلها الكامل والمستقل معاً.
القارئ افتراضي
من هو القارئ المفترض بالنسبة إليك ؟ إذا سلمنا بوجود قارئ مفترض لدي الكاتب ؟ وإلي أي حد تفكرين بهذا القارئ عند شروعك بالكتابة ؟
- لا وجود لقارئ افتراضي انما القارئ يبدأ من الروائي نفسه ومن البيئة التي يعيش فيها والمحيط الذي ينتمي اليه والأمة التي هو جزء منها والثقافة التي تشكل وعيه والعالم الذي أمسي قرية كونية ، وبهذا المعني أراني بصدق أقترب برواياتي من البيئة اللبنانية والبئة المصرية والعربية بشكل عام ولا تنس أن بدايات الرواية كفن أدبي كبير بدأت في مصر وكبار الروائيين كانوا مصريين قبل نوبل وبعد نوبل، ومن نافل القول أن الروايات في العالم أخذت حيزاً كبيراً وهذا ما جعلني كغيري من الروائيين أصوب الي القارئ في القضايا الانسانية البسيطة والتي يحدث أنها تجري في كل مكان في العالم .
إلي ما ترجعين أسباب عدم وجود قارئ فاعل لما يكتب وينشر من أعمال أدبية وثقافية مختلفة ؟
- الأسباب جوهرية وعديدة أهمها الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السيئة التي عاشها وما زال يعيشها العالم العربي. فضلاً عن تراجع نسبة المطالعة في مختلف الهيئات التربوية والاهلية والشعبية في مجتمعاتنا. وكذلك ارتفاع اسعار الكتب في بعض البلدان بسبب انعدام الدعم المادي للحكومات فيها.
ألا ترين أن الرواية تحولت إلي موضة فصار الكل يسعي لكتابة رواية .. الشاعر يكتب رواية والقاص يكتب رواية والناقد يكتب رواية والمفكر كذلك ؟
- عالم الرواية مفتوح لاصحاب القلم في كل الميادين ،ولا بأس من أن تكون هناك محاولات لمن يجد في قلمه المقدرة علي خوض الفن الروائي الا أن الزمن يبقي هو وحدة الحكم الأساسي في غربلة تلك التجارب وفي تصنيف الروائي الحقيقي من الروائي الدخيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.