" يتحول الإنسان إلى حيوان عندما يتعلق الأمر بمدخراته " جملة تتصدر رواية " ربيع البربر " بين أعلى الأعمال مبيعا لكاتبها السويسري يوناس لوشر. الرواية تحمل نقدا لاذعا لأوروبا ، و النظام الرأسمالى العولمى ، و تعيد النظر فى ماهية التمدن و التحضر ، رواية تنفذ لأعماق الشخوص ، و تظهر التناقضات الإنسانية ، بين عالم الأثرياء البريطانيين ، و بسطاء تونس ، لتتساءل " من هم الهمج الحقيقيين هنا ؟ " . كما تتخذ رواية " ربيع البربر " من ثورة الياسمين الأولى فى تونس خلفية لها ، و تتخذ من حدث الأزمة الاقتصادية العالمية وسيلة لكشف الأقنعة . ضمن ندوات قاعة ضيف الشرف نوقشت أمس الجمعة رواية "ربيع البربر"، للكاتب السويسرى يوناس لوشر بحضوره وحضور مترجمة الرواية الدكتورة علا عادل ، و الناقد محمود عبد الشكور. وقال "عبد الشكور": إن "الرواية تتحدث عن تقدم نقدا للرأسمالية المتوحشة داخل المجتمع العالمى واتخذ المؤلف من تونس مسرحا للأحداث مضيفا: أن "الرواية تتمتع بعناية فائقة في سرد التفاصيل وأن علينا ألا نشعر بأى حساسية حين تصفنا عين أخرى بعيدة عن الأحداث". وأشار إلى أن الرواية ترسخ لاحترام الآخر وتساءل يوناس في روايته إلى أين يتجه الاقتصاد العالمى وتساءل عن تأثير الرأسمالية المتوحشة على مجريات الاقتصاد في العالم. وتحدث يوناس لوشر عن روايته قائلا: "بالنسبة لى كان من المفاجئ التفسير المتداول لكلمة "البربر" فهى تعنى الأجانب الذين يتكلمون لغة لا نفهمها وليس معناها عدم التحضير والهمجية ، وقال إن الكتابة استغرقت ثلاث سنوات وأرى أنه من الأفضل أن أكتب سطرا واحدا في اليوم من أن لا أكتب شئ". وقال "لوشر": "عادة عندما أكتب أشعر أنه كان يتعين على الوجود في تونس ولكن أنا لم أكن أتحدث عن تونس نفسها ووجدت بالبحث نظرة استشراقية غريبة عندما نصف جمالها فكان يهمنى جدا أن تكون هذه التفاصيل دقيقة وجميلة". وقالت الدكتورة علا عادل إن هناك توضيحا للشخصيات بدقة شديدة والرواية تحتوى على حالة تثقيفية كبيرة جدا فيوناس كاتب مثقف ويحاول أن يضيف معلومة داخل الرواية وأن تظل اللغات مترجمة داخل الرواية بشكل حرفى للحفاظ على حث السخرية والنقد.