التقى رواد ملتقى الإبداع الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع هيئة الكتاب،أمس الأحد، مع ندوة أدبية لمناقشة ديوان "حرب الردة" للشاعر ميسرة صلاح الدين، ناقش الديوان كل من الناقد الأدبي أحمد حسن معوض والكاتب الصحفي إيهاب عطا، وأدار الندوة جمال فتحي. وقال أحمد حسن عوض: أن العنوان أحد المداخل الكبرى لقراءة الديوان، شارحًا مفهوم حرب الردة التاريخي، مؤكدًا أن منطق الشعر الحديث لا يستخدم الكلمات بدلالاتها التاريخية، بل يستخدمها استخدامًا مغايرًا، موضحًا أن دلالة الردة في شعر ميسرة ربما تكون لها علاقة بالفعل الثوري العظيم في 25 يناير . وأضاف "عوض" أن ميسرة ربما استعار لسان الإعلام المصري ومصطلحاته ووظفها داخل الديوان، مضيفًا أن ما يحسب له أن ديوانه بنائي وليس تراكميًّا، حيث إنه يتبنى مشروعًا شعريًّا ولا يكتب مجرد قصائد غير مرتبطة ببعضها، موضحًا أن النقاد يتحمسون في العصر الحديث إلى مشروع إبداعي على مستوى البناء، مشيرًا إلى أن قصائد الديوان تترواح بين الومضات الخاطفة التي تكاد تكون رباعية والقصيدة السردية الطويلة نسبيًّا، كما أشار إلى أن استخدام أسماء الألوان في بعض القصائد ظهر وكأنه استخدامًا مغايرًا، موضحًا أنه من من المنطقي أن يكون اللون الأزرق في البحر والسماء، لكن الشاعر يطلق لفظ أصفر على لون مياه البحر، وهذا يدل على أن الشاعر يعاني اغترابًا حادًّا. وأكد أن الشعراء مهما وصلوا للنجومية يشعرون دائمًا بالاغتراب والتوحد، معترضًا على أن الصياغة الشعرية عند ميسرة تنتهي أحيانًا دهشتها بانتهاء قراءتها، حيث إن المساحة بين الدال والمدلول تصبح بسيطة، لا تدفع القارئ إلى أن يقرأ الديوان لمرة أخرى، مشيرًا إلى أن حالة الشعر يجب أن تخطف القارئ وتطوف به في أرجاء العالم الشعري بخلاف النثر، مشيرًا إلى أن أبرز الملامح التي يتمتع بها روح التسامح فى علاقته بالآخر، مدللًا على كلامه بنصوص من الديوان. وقدم الكاتب الصحفي إيهاب الحضري قراءة انطباعية للديوان، ذكر فيها أن الشاعر أعلن حرب الردة ضد نفسه، وتعدد الأصوات في شعر ميسرة تعدد عميق وله دلالته، مشيرًا إلى محاولة هروبه من نفسه وفشله في تحقيق ذلك، مدللًا على هذا المعنى بإحدى القصائد، بالإضافة إلى أن اختيار ضمير المخاطب والفعل الماضي كانا سلاحه، مضيفًا أن الردة عند ميسرة تعبّر عن صراع داخلي. وأشار الحضري إلى أن الجزء الأخير من الديوان يبعد بعض الشيء عن الحالة العامة للديوان، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يكون عنوان الديوان مرتبطًا بكل القصائد دون الحاجة لوجود قصيدة بنفس العنوان.