ناقش الشاعر عماد غزالى ديوانه الجديد "نتخلص مما نحب"، أمس فى مخيم الإبداع بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دروته الخامسة والأربعين، حيث أدار اللقاء الناقد الدكتور عاطف عبد العزيز وشارك فى المناقشة الناقدان شريف رزق وأحمد حسن عوض. وقال عاطف عبد العزيز، إن هذا الديوان هو التاسع فى تجربة عماد غزالى الشعرية، الذى يضع الشاعر فيه لبنة هامة، مشيرً إلى أن ثمة حُزن غائر لا يُخطئه القلب يكتنف الديوان، وأنه على الجانب الآخر نلحظ نفساً فلسفياً فى الديوان يتحرك بخفه خلف المشاهد. كما أكد "عبد العزيز" على أن السرد ملمح أساسى من ملامح التجربة الشعرية عند "غزالى"، حيث نلمح قدراً من التمرد الذاتى فى نصوصه. مضيفاً بأننا بإزاء نصوصاً من لحم ودم تعكس محنة الإنسان المعاصر، محنة شاعر يعيش على الأرض بأحراشها. وتناول الناقد والشاعر شريق رزق الديوان من مدخل آليات الفعل الشعرى، وأشار فى البداية إلى أن "غزالى" يقع فى طليعة شعراء جيل الثمانيات، وقد تميز بين زملائه بمجموعة خصائص منها جزالة الخطاب الشعرى وتنوعه واستيعاب آليات الشعرية السابقة. وأكد على أن "غزالى" أنجز فى شكل قصيدة النثر والتفعيلة، وتنوع أدائه الشعرى عبر الخطاب بين الغناء والسرد، بين شعر اللغة وشعر الحياة المعيشة فى أداء شعرى عالى التكثيف. موضحاً بأن الإهداء فى مقدمة الديوان قد كشف عن سرد بصرى تمتلئ نبرته بالأسى والحزن. كما أشار "شريف رزق" إلى حضور ظاهرة السرد البصرى عبر أداء شفاهى، مؤكداً هيمنة شعرية الاعتراف على الديوان. وأضاف بأنه أيضاً جمع بين الرؤيتين النسبى المطلق والمعيشى الرؤيوى. موضحاً بأن السرد الشعرى الذى يلجأ إليه الشاعر هو صورة حكائية تجسد مشهداً حكائياً يعطى نفس الدلالة. كما تحدث الناقد الشاب أحمد حسن عوض، عن علاقة المبدع بعمله وكأنه إعادة تأويل فعل الثورة وكأنه فعل جمعى. موضحاً بأن هذا سر تفرد القصيدة لدى غزالى. مضيفاً بأن كتابة الشعراء تظل هى الأسمى. واستشهد "حسن" بمقولة جان بول سارتر" الإنسان ليس ما هو عليه الآن ولكنه ما يحلم أن يكون عليه"، وأضاف بأن من يقرأ غزالى يجد له أكثر من مفتتح له، حيث تحدث عن فكرة صهر الأفعال المتباينة وعلاقتنا بالواقع ومناوشته للواقع المتغير. وأضاف "حسن" بأن غزالى يحاول النظر من زوايا مختلفة، كما كسر أفق الاعتياد وهذا شىء رائع، واستعاد مقولة طه حسين "الناس عبيد ما يعتادونه"، وأضاف بأن غزالى يكاد يكتنز كثيراً من أفق الديوان، طوال الوقت مشغول بتأمل الثائر فى الطريق على طريقة أن الخطوة هى التى تمنح الطريق معناه، وأحياناً ينشغل بتأمل ذاته. وأكد "حسن" على أن الشاعر يحاور اللحظة ويتأملها بل يسألها أحياناً وهذه أحد العلامات الفارقة فى العصر الحالى حيث مسألة الشاعر لبعض الأشياء. وأضاف بأن النص يدعو إلى التأمل والتوقف ولا يعطى ذاته عند القراءة الأولى، مستشهداً بمقولة صلاح عبد الصبور وهى أن القصيدة الرديئة هى التى تعطى ذاتها عند القراءة الأولى. وأشار "حسن" إلى أن غزالى ناوش صلاح عبد الصبور فى مأساة الحلاج، كما رصد اغتراب المكان عن الشخص وليس العكس، مضيفاً بأن الوعى المشترك لجيل الثمانيات هو الذى حرك الديوان. واختتم "حسن" قرائته للديوان بالإشارة إلى تعدد وجهات النظر داخل الديوان ومفاجأة القارئ بما هو مألوف وكسر أفق الاعتياد، وأوضح بأن غزالى يعُد من أكثر الشعراء الذين جادلوا اللغة، فلا يكاد يخلو ديوان واحد من قصيدة من هذا القبيل. للمزيد من اخبار الثقافه.. النتائج الأولية لخسائر "الفن الإسلامى": تلف خمسين قطعة أهمها محراب خشبى نادر وإبريق مروان "الثقافة": تكلفة ترميم دار الوثائق تتجاوز خمسين مليون جنيه مباحثات بين "الإسكان والثقافة والآثار" لتقدير تلفيات الحادث الإرهابى