عقيدة قطب الفكرية الفاسدة التي ورَّثها لأجيال إخوانية هي ضرورة محاربة القضاء لأن أحكامه تصدر باسم الشعب، وليس باسم الله.. أما عداء الجماعة للجيش فلأنه يحمي الوطن الذى لا يعترفون به هكذا استهل الكاتب المصري ثروت الخرباوي حديثه عن تنظيم الإخوان المسلمين؛ حيث استضاف معرض القاهرة الدولي للكتاب،بقاعة ضيف الشرف أمس،ثروت الخرباوي المحامى المنشق عن جماعة الإخوان يمناسبة صدور كتابه عن القاضي الخازندار، والمستشار محمد الدمرداش العقالي، والمخرج صفي الدين حسن، مخرج مسلسل "التنظيم السري". وتحدث الخرباوي خلال اللقاء عن حادثة اغتيال المستشار أحمد الخازندار على يد جماعة الإخوان المسلمين، قائلًا: إن بداية الترتيب لاغتيال الخازندار بدأت عندما قام ثلاثة شباب من جماعة الإخوان المسلمين بتفجير سينما مترو بوسط البلد، بحجة أنها مملوكة لليهود، ومن هنا حاول مرشد جماعة الإخوان حينذاك، معرفة من القاضي المسئول عن قضية الشباب الثلاثة، حتى علم أنه المستشار أحمد الخازندار، فتساءل في وجود عبد الرحمن السندي، قائد التنظيم السري للجماعة، من يخلصنا من الخازندار؟ وكان هذا السؤال بمثابة إشارة لعبد الرحمن السندي بقتل الخازندار. وأضاف الخرباوي أن عبد الرحمن السندي، قائد التنظيم السري، اتفق مع اثنين من شباب الجماعة وهما محمود زينهم وحسن عبد الحافظ، وأخبرهما بأن الخازندار عدو لله ويجب قتله، وبالفعل تم ذلك صبيحة أحد الأيام، حين خرج المستشار أحمد الخازندار من بيته حاملًا حقيبته وبداخلها ملف القضية، وكانت زوجته واقفة في شرفة المنزل تودعه، وكأنها كانت تشعر بأنه الوداع الأخير، حيث تقدم نحوه حسن عبد الحافظ، وأفرغ في جسده 9 رصاصات، استقرت إحداها في قلبه، فأودت بحياته أمام أعين زوجته. وتابع الدكتور ثروت الخرباوي: حاول الاثنان الهرب، لكن الأهالي لاحقوهما، حتى جاءت الشرطة وحاصرتهما عند جبل المقطم، فقاما بتسليم نفسيهما، والتحقيق استدعي حسن البنا، لسماع أقواله في القضية، فنفى تمامًا أنه يعرف أحدًا منهما، رغم أن أحدهما كان سكرتيره الخاص، كما رفع يده من القضية تمامًا. وأكد الخرباوي أن المستشار أحمد الخازندار تعرض للقتل حيًّا وميتًا، ولذلك كان عنوان الكتاب "الخازندار.. مقتولا حيًّا وميتًا" مشيرًا إلى أنه أراد من خلال هذا الكتاب توضيح الصورة الحقيقية للمستشار الخازندار، ورفع الظلم الذي وقع عليه من قِبَل جماعة الإخوان الذين حاولوا تشويه صورته، ورددوا شائعات بأنه كان عميلًا للإنجليز. وكشف الخرباوي عن سر عداء الإخوان لمؤسستي القضاء والجيش، قائلًا: إن عقيدة سيد قطب الفكرية الفاسدة التي ورَّثها لأجيال من بعده هي ضرورة القضاء على هاتين المؤسستين، لاعتقاده بأن القضاء فاسد؛ لأن القاضي يكتب باسم الشعب، وليس باسم الله، وأما عداؤهم للجيش فهو لأنه يحمي الأوطان، وهم لا يعترفون بالوطن، وإنما يعترفون بعقيدة فكرية، فهدفهم وجود جيش يحمي عقيدتهم الفكرية وليس الوطن، حتى إنهم يتهمون مصر بكاملها بأنها لا تسير على نهج الله، في حين أنهم في الحقيقة يفعلون عكس ما يقوله الله. واختتم مؤلف الكتاب حديثه قائلًا: إنه حضر في بداية التسعينيات مناظرة بين الدكتور فرج فودة والمستشار حسن الهضيبي، قال فيها الهضيبي: نحن نتعبد إلى الله بالتنظيم السري، وذلك ردًّا على هجوم فرج فودة بأنهم يتخذون من القتل والاغتيال نهجًا لهم. من جانبه قال المستشار محمد الدمرداش العقالي: إن الإخوان المسلمين حاولوا اختراق مؤسسة القضاء في الأربعينيات والخمسينيات، كما حاولوا اختراقها بعد ثورة 25 يناير، وأثناء حكمهم للبلاد، بأن حاولوا ألَّا يتخطى سن القاضي 60 عامًا؛ وذلك لإقصاء حوالي 350 قاضيًا تخطت أعمارهم الستين عامًا، كما استطاعوا أن يخلقوا حالة من الكراهية في نفوس المصريين ضد القضاء، بالحديث عن رواتبهم المرتفعة، ثم محاولاتهم تقليص دور المحكمة الدستورية، ثم عزل المستشار عبد المجيد محمود. وقال المخرج صفي الدين حسن، مخرج مسلسل التنظيم السري: أن المسلسل أوضح كيف كان حسن البنا مؤسسًا لفريق يرتكب القتل والجرائم، وأنه أول عمل درامي يتحدث عن دور البنا في القتل واغتيال الخازندار، وأثبت كيف كان هو المسئول الأول عن إنشاء التنظيم السري داخل جماعة الإخوان المسلمين.