أنقرة: يصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الجمعة الى العاصمة اليونانية في زيارة قد ترسي مناخ من الثقة قد يساهم في تسوية عدد كبير من مشاكل الجوار، ومسألة قبرص الشائكة . وأعلن أردوجان عشية زيارته التي تستمر يومين إلى اليونان ، وتعد الأول منذ ست سنوات أن تركيا متضامنة مع اليونان التي تواجه ازمة مالية خطيرة. وقال رئيس الوزراء التركي في مقابلة مع قناة "نيت" اليونانية العامة "نريد ان نظهر تضامننا مع اليونان وهذا هو السبب وراء زيارتي مع وزرائي ، واعتقد أن اليونان يمكنها ان تتخطى الازمة اذا تحلت بالصبر". ومن المقرر ان يترأس اردوجان ونظيره اليوناني جورج باباندريو في اثينا الاجتماع الاول لمجموعة استشارية مؤلفة من نحو عشرة وزراء من البلدين ستعقد اجتماعات سنوية بهدف تحقيق تقارب بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الاطلسي واللذين شهدت العلاقات بينهما توترا وكانا على وشك الدخول في نزاع مسلح في 1996. وأشار أردوجان إلى أن سيتباحث مع باباندريو في موضوع السياحة بشكل خاص، فضلا عن سباق التسلح الباهظ الذي دخل فيه البلدان منذ عقود عدة ، قائلا "علينا ان نساعد بعضنا البعض لان اقتصادياتنا متكاملة واذا توصل بلدانا الى التعاون فان الارباح ستكون مضاعفة لكل منا". وتنظر الحكومة اليونانية الى زيارة اردوجان على انها مناسبة لتحسين العلاقات بين البلدين واطلاق عملية تقارب بدأت قبل ستة اشهر الا انها تراوح مكانها بسبب الخلافات على السيادة في بحر ايجيه والاحتلال التركي لشمال جزيرة قبرص. ومن جانبه ، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوجلو الزيارة ستكون بمثابة ثورة تتيح الانتقال إلى مرحلة سيكولوجية جديدة بعد عقود من العداء، ومحاولة تغيير أذهان أفراد الشعبين التركي واليوناني. وقال "من واجبنا ألا نكتفي فقط بتقليل أهمية التوترات، بل أن نزيد أيضا مساحات التعاون بحيث يتم استئصال مفهوم التوتر من العقول لدى الطرفين". ومن الجانب اليوناني، أكد مساعد وزير الخارجية ديميتريس دروتساس، أن زيارة أردوجان ستكون "بداية جهد جديد من أجل تعاون أوثق مع أنقرة". وكشف دروتساس أن نحو مائة من رجال الأعمال الأتراك سيرافقون أردوجان ، مرحبا ب "الفرصة الجيدة جدا لرجال الأعمال اليونانيين للتعاون مع نظرائهم الأتراك وخصوصا في الظروف الاقتصادية التي تمر بها اليونان". ومن جانبه ، قال نائب رئيس المؤسسة اليونانية للشؤون السياسية الأجنبية والأوروبية ثانوس فيريميس "زيارة أردوجان سترتدي قبل كل شيء طابعا تجاريا، وقد نظمت خصوصا لعقد صفقات وتوسيع المبادلات التجارية". وكان أردوجان قد التقى في عام 2007 نظيره اليوناني في ذلك الحين كوستاس كرامنليس على جسر فوق نهر ايفروس على الحدود بين البلدين لافتتاح خط أنابيب يوناني-تركي للغاز الطبيعي. وكانت الدولتان اتفقتا الشهر الماضي على تعزيز الاتصالات بين جيشيهما بهدف تقليص فرص نشوب صراع بين البلدين والمتعلقة بالقضية القبرصية وجزر بحر إيجة والأقلية التركية في اليونان.