عرض برنامج "خط أزرق" المذاع على القناة الثانية المصرية مساء أمس الجمعة والذي استضاف الدكتورة هدى درويش رئيس قسم الديانات المقارنة والعميد الأسبق لمعهد الدراسات الأسيوية للحديث عن "ملفات عقيدة القبالاة اليهودية الغامضة وخطورة هذه العقيدة وهل هي مستمرة حتى الآن، وهل لها علاقة بالصهيونية، وهل لها انتشار وما وسائل انتشارها، وهل هناك مشاهير فى العالم تأثروا بها أو روجوا لها، وما هو دورنا للتوعية بمخاطر تفشيها عبر الانترنت أو التقليد الأعمى لمشاهير". وأشار الإعلامي حازم أبو السعود مقدم البرنامج، إلي أن كلمة "القبالاة" هي كلمة عبرية وتعني باللغة العربية هو "التصوف عند اليهود"، وهو فكر يعتنقه البعض للبحث في أسرار الكون والأله والقوى الخفية والسحر والسحر الأسود لتفسير ما يحدث من غيبيات مستخدمين اللغة العبرانية للتنبؤ بالمستقبل ورسم الخريطة السياسية، بهدف الوصول إلي مفهوم "الحلولية" أي الأله يحل في شخص يهودي ليكونوا "شعب الله المختار"، مضيفا أن المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية والحروب جاءت بناء على هذا الفكر. وأوضحت الدكتور هدي درويش أستاذ مقارنة الأديان ورئيس مركز الدراسات الإسرائيلية بجامعه الزقازيق، أن عقيدة "القبالاة" تتحدث عن التأويلات الباطنية والصوفية في التوراة والتلمود. وأشارت إلي أنهم "كانوا يعتقدون أن الأله كان مخفي ومطلق من العدم حتى حدث تجلي للأله ليصبح كائن خنثي عبارة عن شخصيتين ذكر وأنثى"، ومع حدوث "الخطيئة" انفصلت "الأنثى الأله" المسماه باللغة العبرية "الشيكناه" عن جسد الأله وسقطت مع الشعب ونفيت معهم وسبيت مع "السبي البابلي" وهي ترمز لديهم بالشعب الإسرائيلي، مما فسر لهم وفقا لمعتقداتهم حدوث خلل كوني، موضحة أن "الخطيئة" عند "القبالاة" هي التي يرمز لها الإسلام ب"ارتكاب سيدنا ادم وزوجته حواء لخطيئة أكل التفاح من الشجرة المحرمة"، وأشارت إلي أن "القبالاة" يحملون الأنثي مسئولية "الخطيئة". وأكدت خلال استضافتها بالبرنامج أن معتنقي "القبالاة" على قناعة أن الخلل الكوني سوف يتم إصلاحه في حالة عودة ال"شيكناه" إلي السماء وتتوحد في شخصية الأله مرة أخرى من خلال التخلص من الأرواح الشريرة والشياطين والتعبد والصلاة. وأضافت أن عقيدة "القبالاة" قد بدأت في القرن الثاني الميلادي على يد عالم يدعى"شمعون بن يحي" والذي يعتبره معتنقي "القبالاة" بطلا قوميا وهو يحارب الاستعمار الروماني، مشيرة إلي "شمعون بن يحي" قد اختبأ داخل كهوف فلسطين لمدة 13 سنة واكتشف علوم السماء خلال جلساته داخل الكهوف وفقا لمعتقداتهم. وأوضحت أن "القبالاة" أساس استخدام السحر والتعاويذ والتمائم ويعتبر معتنقى العقيدة أنهم كانوا يجمعون الحروف الأبجدية العبرية مع ما يقابلها من أرقام لعمل تعاويذ وتمائم، مضيفة أن علم تجميع الحروف وما يقابلها من أرقام أصله علم فرعوني. وأعلنت أن معتنقي العقيدة يعتقدون أن الحروف الأبجدية العبرية "مقدسة" لأنها تعتبر أول شي خلق في الوجود و أن أسرار الكون فيها وهي واسطة لخلق الكائنات الأخرى، وبيعتبروها مصدر أساسي لمعرفة الماضي والحاضر والمستقبل وفقا لأفكارهم. وذكرت أن "القابالاة" هو معتقد فلسفي باطني متعمق وتأثر بديانات شرقية قديمة مثل "الهندوكية والزرداشتية والسابئة"، وهما يعتقدون أن الكرة الأرضية عبارة عن قطعتين وهما بقعة "طاهرة" التي يعتبرونها أرض إسرائيل وبقعة "نجسة" وهي باقي الكرة الأرضية الغير يهودية وهو ما استخدمه معظم المفكريين الصهاينة لتشجيع اليهود على الهجرة إلي إسرائيل مثل المفكر أسحاق كوك الذي قال "أن الإنسان اليهودي كلما تعلق بأرض إسرائيل ازدادت أفكاره طهارة"، مضيفة أنهم يهتمون بتطويع الدين لخدمة الصهيونية، وأعلنت أن المفكر اليهودي إسحاق كوك قال في مقولة أخرى "أن هناك مادة إلهية تسري في الشخص اليهودي تجعله ملتصقا بالأله". وفي السياق نفسه أعلن الدكتور أسامة شعث الخبير الأكاديمي، أن الحركة الصهيونية ليست لها علاقة بالدين اليهودي الأصلي، وأن الدين اليهودي مخلوط بالعديد من الأخطاء المبنية على الأكاذيب والأباطيل. وأشار من خلال مداخلة هاتفية بالبرنامج إلي أن "القابالاة" لديهم فكرة "الحلولية" وهي أن الأله مرتبط بالشعب اليهودي جاءت من فكرة "الثالوث الحلولي" لديهم وهي قداسة الأرض والشعب والرب التي تؤدي طبقة جيولوجية تسري في دم الإنسان اليهودي وتضفى قداسة على الأرض التي تتحول وفقا لمعتقداتهم "أرض شعب الله المختار". برنامج "خط أزرق" يذاع على القناة الثانية المصرية مساء الجمعة، من تقديم حازم أبو السعود، ورئيس التحرير الدكتور أحمد فؤاد أنور، ومن إخراج خالد الوصيف.