يعتمد طلاب كليات الطب البشري في دراستهم على تشريح الجثث، لدراسة كل أعضاء الجسم دراسة تفصيلية تمكنهم فيما بعد على تشخيص أي مرض وفقا لتخصصات الكلية التي تتنوع ما بين أنف وأذن وقلب وأوعية دموية وغيرها من التخصصات المختلفة. ويمثل الحصول على جثة لتشريحها ودراستها أحد الصعاب التي يواجهها الطلاب في كليتهم، فالحصول على جثة ليس بالأمر الهين، خصوصا وان الكليات لا توفر ذلك بسهولة، وتعتمد على القليل الذي يمثل صعوبة للطلاب للدراسة الوافية. ويسعى الطلاب للحصول على جثث متوفاة، بطرق مختلفة، ويلجؤون في كثير من الأحيان الى "الترابية"، ويتفقون معهم على شراء الجثث مقابل مبالغ معينة، او بعض رفات الجسم، كالأطراف والجماجم، وغيرها. طالب فى الفرقة الخامسة بكلية الطب البشري جامعة عين شمس، تحفظ على ذكر اسمه كشف ل"محيط"، طرق حصول الطلبة على جثث الموت بهدف معرفة تركيب جسم الإنسان، حيث أكد أن طلاب الفرقة الأولى والثانية هم الأكثر استخدامًا للجثث المتوفاة. وأوضح أن طلاب الفرقة الأولى والثانية يعتمدون على ثلاث طرق للحصول على جثث الموتى، اثنين منهم بطريقة شرعية، والأخرى بطريقة غير شرعية، مؤكدًا أن الطلاب ليس لديهم صعوبة فى الحصول على الجثة، ولكن الأكثر صعوبة هو حصولهم على "رفات الموتى". وأضاف فى تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط" أن طلاب الطب أهم شئ بالنسبة لهم "رفات الميت" مثل عظمة الجمجمة، وفقرات اليدين والقدمين وفقرات الظهر. جثث الكلية وقال إن الطريقة الأولى تتمثل فى توفير الكلية، جثث مجهولة الهوية للطلبة بالحصول عليها عن طريق المشرحة، مشيرًا إلى أن الجثث الموجودة فى مشرحة الكلية تقسم على الطلبة حسب عددهم فى الجروبات، وقد تكفي الجثة عشر طلاب داخل الجروب. وتابع، يتم الحصول على الهيكل العظمى عن طريق تأجير رفات الميت بعد دفع مبلغ 250 جنيه تحت "حساب العظام" من الكلية بعد تقديم الطلبة كارنيه الكلية، مشيرًا إلى أنه ليس هناك ارتباط بين الطلبة والمشارح الخارجية، ويتم التعامل فقط مع مشرحة الكلية. "الترابية" وأوضح أن العظام الموجودة بالمشرحة لا تكفي عدد الطلاب، وفى هذه الحالة من الطلاب من يتعامل مع التربي لشراءه ويتم ذلك عن طريق الاتفاق فيما بينهم على بيع أجزاء معينة من الهيكل العظمى للجثة. وقال إن كل قطعة تختلف عن الأخري فى السعر، وتتراوح الأسعار من 100 إلى 150 جنيها، فمثلا لو طالب فى الفرقة الأولى يتفق مع التربي إعطاءه "ذراع ورجل وفقرة الحوض" ب200 جنيه لأنهم فى المرحلة الأولى يتناولون الجزء "السفلى من الهيكل العظمي". وأضاف، إذا كان طالبًا فى الفرقة الثانية يتفق مع التّربي على شراء فقرة من العمود الفقرى وعنق وجمجمة ب300 جنيه لأنهم يتناولون الجزء العلوي من الهيكل العظمي. وقال إن هناك "ترابية" معروفين ببيع رفات الميت، وهناك أنواع من العظام، وتختلف أسعارها من سنة لسنة، وهل العظام محملة باللحم أم خالية منه؟، والأفضل أن يكون العظام خالية من اللحم، حتى لا يكون به رائحة كريهة، لكي يمكن التعامل معه، لكن هناك بعض التّربية ممن يقومون بغلي العظام أو دهانه ب "الزيت" حتى يتخلص من الرائحة الكريهة، واللحم والشحوم والأنسجة المتواجدة علية ثم يقوم ببيعها. هياكل بلاستيكية أما الطريقة الثالثة للحصول على رفات الميت، تتمثل فى شراء الطلاب "الهياكل البلاستكية"، التي يتراوح سعرها ما بين 800 إلى1500جنيه، لكنها طريقة مكلفة وغالية جدَا ويتم الحصول عليها عن طريق شركات الأدوية، وهي طريقة أفضل وآمنة عن العظام الحقيقية لأنها خالية من البكتيريا. وأشار إلى أنه يمكن استخدام القرنية بعد وفاة الشخص بساعات حيث يتم حفظها فى مادة الفورمالين، لكنها ليس أية قرنية، لأن من الممكن الجسم يرفضها، موضحًا:" كل شخص له قرنية معينة مثل فصائل الدم والقرنية لها "آى دي " وكل شخص له "آى دي" مختلف عن غيره. هيروين وتابع، بعض تجار الهرويين يقوم بشراء رفات الموت بهدف خلطه على مادة الهرويين لزيادة الكمية بعد طحنها وفرمها مع إضافة مواد أخرى، لأن رفات الميت عبارة عن كالسيوم وشبية لمادة الهرويين. "أشرف محمد" طالب بالفرقة السادسة بكلية الطب البشرى القصر العينى قال إن دراسة رفات الموتى من ضمن قسم التشريح بهدف اطلاع الطلبة عليها فى شكلها الحقيقي، لأنه يتم إختبارهم آخر العام الدراسي بشكل عملي عن هذه الرفات. وأضاف فى تصريحات خاصة ل"محيط"، يتم الحصول عليها عن طريق الأسرة الموجودة فى الكلية أو عن طريق "رعاية الشباب"، أو عن طريق المشرحة المتواجدة بالكلية، مضيفًا أن الجثث التى تأتي بها الكلية يتم وضعها فى مادة "الفورمالين"، ويتم تشريحها لمدة سنة أو أكثر، بعدها تنتهي صلاحيتها للتشريح. وتابع، هناك بعض الطلاب يحصلون على الجثث ورفات الموتى من خارج الكلية من المقابر، لكن لم يتعامل مع أحد منهم، لكنهم معروفين بين الطلاب ويتم شراء القطعة ما بين 200 أو 250 جنيها، لكنها طريقة غير شرعية والأساتذة على علم بهذه الطريقة. دراسة وتشريح الدكتور أحمد السجينى، أستاذ الطب الشرعى بكلية الطب جامعة عين شمس قال:" قديما كان يتم توفير الجثث للطلاب الدارسين عن طريق استخدام الجثث المجهولة، لكن الآن أصبح الحصول عليها أمرا صعبا جدًا، وهو ما يجعل الطلاب يتجهون إلى الطرق الغير شرعية، عن طريق شراء متطلبات التشريح من التًربى أو حراس القبور. وأضاف السجينى فى تصريحات خاصة ل" محيط" كل الأعضاء يمكن الاستفادة منها، لكن على حسب ساعات الوقت من حالة الوفاة، وكل عضو له وقت معين وبعض الأعضاء لا يمكن الإستفادة منها إلا بعد دقائق من وفاة الشخص. وأوضح أستاذ الطب الشرعى، أن هناك بعض الأعضاء يمكن الإستفادة منها بعد يوم من وفاة الشخص، وبعضها يمكن الإستفادة منها بعد ساعتين من وفاة الشخص مثل القرنية. وأشار إلى أن الجثث يتم سرقتها وبيعها من قبل "الترابية" بهدف بيعها لطلاب كلية الطب للتشريح والدراسة، لكن الجثث لا يتم سرقتها لأخذ أعضاء منها، فبعض الطلبة يستخدمون الجثة كاملة، وبعضهم يأخذون جزءا منها حسب دراسة كل طالب. وتابع، لا يتم الاستفادة من أعضاء المتوفى إلا بعد دفنه بساعات قليلة وبطريقة تختلف عن دفنه عند المسلمين بردم التراب على الجثث، ولكن على طريق دفن الجثث لدى الأقباط لأنهم يقومون بدفن جثثهم داخل صندوق وهنا يتم أخذ الأعضاء الداخلية بشرط الا يكون قد مر على الجثة أكثر من أربعة ساعات. اغتصاب ونوه السجيني بأن هناك أهدافا أخرى لسرقة الجثث لا تتناسب مع معتقداتنا الدينية، وهى بمثابة أهداف "قذرة" تتمثل فى سرقة جثة فتاة ما بعد دفنها بساعات قليلة لمعاشرتها "جنسيا"، وهو نوع من الجرائم يسمى "ميكروبيديا" بمعنى أن العضو الذكري لديه لا ينتصب إلا على الجثث، وهى حالة نادرة لكنها موجودة.