قرار جديد ضد المتهم بالتحرش بفنانة شهيرة في النزهة    خريطة برلمانية جديدة بانتظار حكم «الإدارية العليا» في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    فنزويلا تتهم الولايات المتحدة ب"السرقة الصارخة" بعد مصادرة ناقلة نفط في الكاريبي    ناسا تفقد الاتصال بالمركبة مافن التي تدور حول المريخ منذ عقد    التعاون الإسلامي تدين خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية    سلوى عثمان: أخذت من والدتي التضحية ومن والدي فنيًا الالتزام    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    أول قرار ضد مضطرب نفسي تعدى على رجال الشرطة لفظيا دون سبب بمدينة نصر    مدبولي يفتتح اليوم الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات بالعاصمة الجديدة    التحقيق مع شخص يوزع بطاقات دعائية على الناخبين بالطالبية    رفض الأسلوب المهين من ضابط وإعطاء مفتاح سيارته له ..وفاة شاب تحت التعذيب بقسم شرطة ثالث المحلة    أحمد مراد يعتذر عن تصريحه الأخير المثير للجدل عن فيلم الست    مراكز الإصلاح والتأهيل فلسفة إصلاحية جديدة.. الإنسان أولًا    توقيت أذان الفجر اليوم الخميس 11ديسمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف شمال شرق البريج وسط غزة    أرسنال يسحق كلوب بروج بثلاثية خارج الديار    يوفنتوس ينتصر على بافوس بثنائية نظيفة    "شغّلني" تُطلق مشروع تشغيل شباب الصعيد بسوهاج وقنا    خالد أبو بكر يشيد بجهاز مستقبل مصر في استصلاح الأراضي: سرعة العمل أهم عامل    لماذا تجدد أبواق السيسى شائعات عن وفاة مرشد الإخوان د. بديع بمحبسه؟    التحضير لجزء ثانٍ من مسلسل «ورد وشوكولاتة»    عاجل - قرار الاحتياطي الفيدرالي يخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في ثالث خفض خلال 2025    اسعار الفاكهه اليوم الخميس 11ديسمبر 2025 فى المنيا    الكونغرس يمهّد لإنهاء حقبة قانون قيصر... خطوة أمريكية جديدة نحو إعادة تشكيل العلاقة مع سوريا    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11ديسمبر 2025........مواعيد الأذان في محافظة المنيا    بانا مشتاق: إبراهيم عبد المجيد كاتب مثقف ومشتبك مع قضايا الناس    سلمان خان وإدريس إلبا وريز أحمد فى حفل جولدن جلوب بمهرجان البحر الأحمر    "ميد تيرم" يتصدر تريند تيك توك مع أولى حلقاته على قناة ON    المتهم بتجميع بطاقات الناخبين: «كنت بستعلم عن اللجان»    الرفق بالحيوان: تخصيص أرض لإيواء الكلاب الضالة أحد حلول انتشار هذه الظاهرة    "امرأة هزت عرش التحدي".. الموسم الثاني من مسابقة المرأة الذهبية للمركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة    منتخب مصر يواصل تدريباته بمركز المنتخبات الوطنية استعدادا لأمم إفريقيا (صور)    رودريجو: ليس لدي مشكلة في اللعب على الجانب الأيمن.. المهم أن أشارك    كرة طائرة - خسارة سيدات الزمالك أمام كونيجيليانو الإيطالي في ثاني مواجهات مونديال الأندية    "جنوب الوادي للأسمنت" و"العالمية للاستثمار" يتصدران ارتفاعات البورصة المصرية    حقيقة منع شيرين عبد الوهاب من رؤية ابنتيها وإفلاسها.. ما القصة؟    مادورو: فنزويلا مستعدة لكسر أنياب الإمبراطورية الأمريكية الشمالية إذا لزم الأمر    البنك المركزي: معدل التضخم الأساسي السنوي يسجل 12.5% في نوفمبر 2025    القبض على شخص اقتحم مدرسة بالإسماعيلية واعتدى على معلم ب "مقص"    4 فوائد للملح تدفعنا لتناوله ولكن بحذر    أعراض اعوجاج العمود الفقري وأسبابه ومخاطر ذلك    معهد التغذية يكشف عن أطعمة ترفع المناعة في الشتاء بشكل طبيعي    انتبهي إلى طعامك خلال الأشهر الأولى من الحمل.. إليك قائمة بالمحاذير    البابا تواضروس يهنئ الكنيسة ببدء شهر كيهك    ارتفاع الأسهم الأمريكية بعد قرار مجلس الاحتياط خفض الفائدة    هجوم جوي مكثّف.. أوكرانيا تطلق نحو 300 مسيّرة باتجاه الأراضي الروسية    مستشار وزير الثقافة: إدارج "الكشري" في قائمة تراث اليونسكو يمثل اعترافًا دوليًا بهويتنا وثقافتنا    أستاذ علوم سياسية: المواطن استعاد ثقته في أن صوته سيصل لمن يختاره    استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في رفح جنوب قطاع غزة    التعادل السلبي يحسم موقعة باريس سان جيرمان وأتلتيك بلباو    الزوامل والتماسيح: العبث البيئي وثمن الأمن المجتمعي المفقود    ضبط شاب ينتحل صفة أخصائى علاج طبيعى ويدير مركزا غير مرخص فى سوهاج    ساوندرز: ليفربول ألقى صلاح تحت الحافلة؟ تقاضى 60 مليون جنيه إسترليني    الأرقام تكشف.. كيف أنقذ صلاح ليفربول من سنوات الفشل إلى منصات التتويج.. فيديو    ترامب: الفساد في أوكرانيا متفشٍ وغياب الانتخابات يثير تساؤلات حول الديمقراطية    "الصحة" تكشف عن الفيروس الأكثر انتشارا بين المواطنين حاليا    الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن من مسجد مصر الكبير بالعاصمة    حاسوب القرآن.. طالب بكلية الطب يذهل لجنة التحكيم في مسابقة بورسعيد الدولية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسواق الأسهم العربية تخسر 144 مليار دولار العام الماضى
نشر في محيط يوم 03 - 01 - 2016

أكد صندوق النقد العربي أن أداء سوق أبوظبي للأوراق المالية كان الأفضل نسبيا بين أسواق دول الخليج في عام 2015 حيث سجل مؤشر السوق انخفاضا بلغت نسبته 5.6% خلال العام فيما بلغت حصة تعاملات الأجانب لدى سوقي دبي وأبوظبي أعلاها بين الأسواق العربية.
وقال الصندوق إن التراجع في أداء أسواق المال العربية الذي بدأ منذ سبتمبر 2014 مع بدء الانخفاض في أسعار النفط العالمية تواصل خلال عام 2015، مؤكدا أن الأسواق المالية العربية خسرت مجتمعة خلال عام 2015 نحو 143.6 مليار دولار من قيمتها السوقية ما يمثل حوالي 12% لتصل في نهاية ديسمبر 2015 الى 1059.5 مليار دولار ما يعادل 38% من الناتج المحلي الاجمالي للدول العربية مقابل 1203.1 مليار دولار ونحو 44.3% من الناتج مع نهاية العام السابق 2014.
وأشار الصندوق في تقرير عن تطورات أداء أسواق المال العربية خلال عام 2015 إلى أن خسائر الأسواق المالية العربية تكون قد ارتفعت منذ بدء الانخفاض في أسواق النفط العالمية لتصل الى حوالي 320 مليار دولار ما يعادل نحو 24% من القيمة السوقية الاجمالية لها.. مؤكدا أن تأثير الانخفاض في أسعار النفط العالمية كان العامل الأبرز في تراجع أداء أسواق المال العربية خلال عام 2015، خصوصا لدى الدول العربية المصدرة للنفط حيث انعكس الانخفاض المتواصل في أسعار النفط في انكماش السيولة وعلى نظرة وثقة المستثمرين للآفاق المستقبلية لاقتصادات هذه الأسواق.
وأوضح التقرير أن عوامل أخرى ساهمت في تراجع الأسواق الى جانب انخفاض أسعار النفط ومنها التباطؤ في تعافي الاقتصاد العالمي وتراجع توقعات أداء الاقتصادات الناشئة وتحديدا الاقتصاد الصيني إلى جانب تداعيات رفع الفائدة الأمريكية ومخاوف العودة إلى السياسات النقدية الاعتيادية الأمر الذي أثر سلبيا على أداء أسواق المال في الاقتصادات الناشئة والنامية ومنها اقتصادات الدول العربية.
وأضاف أن الدول العربية المستوردة للنفط لم تستفد من الحيز المتاح من جراء انخفاض الاسعار العالمية على الرغم من الجهود الكبيرة للسلطات لدى هذه الدول في إدخال إصلاحات اقتصادية وذلك لأن بعض هذه الدول تأثرت بالإضافة الى العوامل السابقة بتطورات وأحداث داخلية رفعت من مخاوف المستثمرين.
إنكماش أرباح الشركات
كما رافق ذلك انكماش نمو الارباح الصافية لمعظم الشركات العربية حسب البيانات المتوفرة عن الشهور التسعة الاولى حيث كان التراجع ملحوظا وملموسا لدى الشركات في قطاعات مثل الصناعات البتروكيماوية وقطاع شركات العقار والانشاءات وقطاع الاتصالات والخدمات الفندقية وهو ما انعكس على أسعار شركات هذه القطاعات خلال العام.
ونوه الصندوق في السياق نفسه إلى أن الارتفاعات في عجوز الموازنات العامة لدى أغلب الدول العربية خلال العام ولجوء السلطات فيها إلى أسواق التمويل المحلية لتمويلها وتحديدا من خلال اصدار سندات الخزانة ساهمت في امتصاص جزء من السيولة المتاحة وارتفاع تكلفة التمويل الممكن توفيره للاستثمار في أسواق المال.
وبحسب التقرير تراجعت مؤشرات الأسواق المالية العربية خلال عام 2015 بنسب متفاوتة باستثناء بورصة فلسطين التي كانت الاستثناء الوحيد حيث سجل مؤشرها تحسنا بلغ نحو 3% خلال العام.
وسجلت البورصة المصرية أكبر نسبة للتراجع حيث انخفض مؤشرها بنسبة 21.8% خلال العام، تلاها السوق المالية السعودية وسوق دبي المالي بنسبة تراجع لمؤشريهما بلغت 17.1 و 16.5% على التوالي فيما جاءت نسب التراجع في مؤشرات بورصة البحرين وسوق مسقط وبورصة قطر وسوق الكويت قريبة من ذلك حيث تراوحت نسب التراجع في مؤشرات الاسعار لهذه الأسواق بين 14% لدى سوق مسقط و16% لدى بورصة البحرين.
في المقابل كان أداء سوق ابوظبي للأوراق المالية الافضل نسبيا بين أسواق دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث سجل مؤشر السوق انخفاض بلغت نسبته 5.6% خلال العام فيما سجلت مؤشرات بقية الأسواق العربية انخفاضات خلال عام 2015 كانت من دون 5% باستثناء بورصة الدار البيضاء حيث سجل مؤشرها تراجعا بلغت نسبته 7.8% خلال العام.
وعكس المؤشر المركب لصندوق النقد العربي الذي يقيس أداء الأسواق المالية العربية مجتمعة هذه التطورات حيث انخفض بنسبة 14.1% خلال عام 2015.
وأوضح الصندوق في تقريره أن هذه الانخفاضات السعرية ساهمت مع الاستقرار النسبي في مؤشرات الربحية في انخفاض ملحوظ في مضاعفات الأسعار للأسواق العربية التي وصلت لمستويات جاذبة حيث وصل مضاعف السعر للأسواق العربية مجتمعة الى نحو 11.3 مرة وكان المضاعف دون 12 مرة لدى معظم الأسواق العربية باستثناء بورصة الدار البيضاء وبورصة تونس وسوق الكويت بمعدلات تراوحت بين 13 و 16 مرة مع نهاية عام 2015 فيما وصل مضاعف السعر لدى سوق دمشق للأوراق المالية الى 1.6 مرة الأقل بين الأسواق العربية.
ويؤكد التقرير أن أداء أسواق المال العربية جاء متماشيا في هذا السياق مع أداء معظم الأسواق المالية في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية حيث انخفضت مؤشرات الأسواق الناشئة في كل من أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية وأسواق شرق وجنوب آسيا بنسب 31.8 و 15.7 و 10.9% على التوالي خلال العام.
وفي المقابل كان أداء الأسواق المالية في الاقتصادات المتقدمة أفضل بصورة ملحوظة حيث سجلت معظم مؤشرات هذه الأسواق ارتفاعات متفاوتة خلال العام اذ ارتفعت مؤشرات داكس الالماني وكاك 40 الفرنسي ونيكي 225 الياباني بنسب 10.0 و9.5 و9.1 على التوالي فيما سجل مؤشر (S&P-500) الامريكي تحسنا طفيفا خلال العام بنحو 0.2%.
شح في السيولة
ولفت التقرير الى أن الأسواق العربية عرفت خلال عام 2015 شحا في السيولة كما تعبر عنه مؤشرات التداول إذ بلغت قيمة الاسهم المتداولة خلال العام حوالي 500.5 مليار دولار بنسبة تراجع وصلت إلى حوالي 48% بالمقارنة مع القيمة المماثلة المسجلة خلال العام السابق 2014 البالغة نحو 835.3 مليار دولار لينخفض بناء عليه معدل دوران الاسهم العربية من نحو 69.4% عن عام 2014 إلى نحو 44.3% عن عام 2015 علما أن هذا المعدل كان قد تجاوز 100% في سنوات ما قبل الازمة المالية العالمية.
ويؤكد التقرير أن السوق السعودي حافظ على المرتبة الاولى بين الأسواق المالية العربية فيما يتعلق بمعدل الدوران خلال عام 2015 حيث وصل المعدل الى 87.1% متأثرا نسبيا بالسماح للمستثمر الاجنبي بالتداول المباشر في السوق، لافتا الى أنه مع ذلك كان معدل الدوران للسوق السعودي أقل من المعدل المسجل للسوق نفسه في العام الماضي 2014 حين وصل الى 138.1% " الاعلى سنويا لهذه السوق منذ الازمة المالية العالمية ".
وجاء سوق دبي المالي ثانيا بمعدل دوران 24.7% في تراجع مقارنة مع السنوات السابقة في حين كان المعدل أقل من 15% لدى معظم بقية الأسواق المالية العربية عن عام 2015 عاكسا بذلك انكماش السيولة المتاحة.
وأكد صندوق النقد العربي أن الاستثمار الاجنبي في أسواق المال العربية تأثر ايجابيا في بداية ومنتصف العام مع ادراج أسواق الامارات وقطر في مؤشرات الاسواق الناشئة والبدء بالسماح للمستثمرين الاجانب بالتداول في السوق السعودي الا انها عادت لتشهد تراجعا خلال الشهور الأخيرة من العام حيث وصلت مشتريات الأجانب في أسواق المال العربية خلال عام 2015 الى حوالي 60.6 مليار دولار فيما بلغت مبيعاتهم حوالي 60.1 مليار دولار للعام نفسه لتسجل بذلك استثمارات الأجانب صافي تدفق موجب عن عام 2015 بلغ 540 مليون دولار ويمثل ذلك تراجعا بالمقارنة مع الارقام التي سجلتها الاستثمارات الاجنبية في الأسواق العربية عن العام السابق 2014 حين وصلت مشتريات الأجانب الى نحو 108 مليارات دولار ومبيعاتهم نحو 103.6 مليارات دولار بصافي تدفق بلغ 4.4 مليار دولار.
تعاملات الأجانب
كما بلغت حصة تعاملات الأجانب من اجمالي التداول في الأسواق العربية مجتمعة نحو 12% عن عام 2015 مقابل 12.7% عن عام 2014 مع وصول نسبة تعاملات الاجانب أعلاها بين الأسواق العربية لدى سوقي دبي وأبوظبي تليهما بورصتي البحرين ومصر .
ونوه التقرير من جانب آخر الى أن أسواق الاصدارات الأولية من الأسهم شهدت هدوءا خلال عام 2015 إذ بلغ عدد الاصدارات الجديدة 10 اصدارات بقيمة اجمالية بلغت 2.07 مليار دولار بالمقارنة مع 26 اصدارا بقيمة اجمالية وصلت الى 10.4 مليار دولار خلال العام السابق 2014.
كما لم يقتصر التراجع في عدد وحجم الاصدارات بل كذلك على صعيد نسب التغطية للإصدارات التي وصلت بالمتوسط الى نحو 5.2 مرة عن عام 2015 مقابل معدل تغطية وصل بالمتوسط الى 13.8 مرة عن اصدارات العام السابق 2014 بما يعكس تراجع اقبال المستثمرين وشح السيولة.
وتوزعت اصدارات عام 2015 بحسب التقرير بين أربعة اصدارات في البورصة المصرية وثلاثة في السوق السعودي واصدار وإصدار واحد في كل من تونس ومسقط والدار البيضاء.
واللافت خلال العام هو خلو هذه الاصدارات من أي اصدار جديد لشركات القطاع المالي والمصرفي حيث تركزت الاصدارات في قطاعات الصناعة والنقل والطاقة والعقار والصحة.
وكان أكبر هذه الاصدارات اصدار الشركة السعودية للخدمات الارضية (حوالي 752 مليون دولار) واصدار شركة اعمار مصر (حوالي 299 مليون دولار) واصدار شركة التشخيص المتكاملة في مصر (حوالي 290 مليون دولار).
زيادات رأس المال
كما عرفت زيادات رأس المال عبر الاكتتابات في حقوق الاصدار هدوء مماثلا حيث تراجع عدد الاكتتابات الى 39 اكتتابا في الاسواق العربية مجتمعة خلال عام 2015 بقيمة اجمالية بلغت 2.9 مليار دولار مقابل 44 اصدارا بقيمة اجمالية بلغت 3.5 بليون دولار خلال العام السابق 2014.
وكان معدل التغطية لهذه الاكتتابات منخفضا حيث لم يتجاوز في المتوسط 1.5 مرة جاء الجزء الاكبر من الاكتتابات لشركات القطاع المالي والمصرفي سعيا منها لتدعيم رؤوس اموالها حيث كان هناك 23 اكتتابا بقيمة اجمالية بلغت ملياري دولار بإضافة حقوق الاصدار والاكتتابات العامة تكون أسواق الاسهم العربية قد قدمت تمويل للشركات العربية بنحو 5.5 مليار دولار خلال عام 2015 بالمقارنة مع اجمالي تمويل وفرته هذه الاسواق للشركات العربية بلغ 13.8 مليار دولار عن العام السابق 2014.
ولم يقتصر التراجع في أسواق الاصدارات الاولية على أسواق الاسهم حيث بدورها شهدت الاصدارات في أسواق السندات للشركات العربية هي الاخرى تراجعا خلال عام 2015 على الرغم من اقبال عدد كبير من المصارف العربية على اللجوء لهذه الاسواق لتدعيم رؤوس اموالها استيفاء لمتطلبات بازل .
وبلغ عدد الاصدارات من سندات الشركات خلال عام 2015 نحو 94 اصدارا (منها 82 اصدار لمصارف ومؤسسات مالية) بقيمة اجمالية بلغت نحو 14.8 مليار دولار تنخفض الى 2.2 مليار دولار فقط باستبعاد اصدارات الشركات المالية والمصرفية.
ويمثل ذلك تراجعا بالمقارنة مع عام 2014 حين وصل عدد الاصدارات من سندات الشركات الى 103 اصدارا (منها 75 اصدار لمصارف ومؤسسات مالية) بقيمة اجمالية وصلت الى 18.9 بليون دولار تنخفض الى 8.3 مليار دولار باستبعاد اصدارات سندات المصارف والشركات المالية.
هيمنة المصارف
وأشار التقرير الى أن هيمنة المصارف من جديد على سوق الاصدارات الاولية لسندات الشركات في الدول العربية يمثل ابتعادا عن مسار التنوع التدريجي الذي شهدته الاسواق في السنوات الاخيرة مع دخول العديد من الشركات غير المالية إلى هذه الاسواق إذ بلغ عدد الاصدارات بالعملات العربية المحلية خلال عام 2015 (67 ) اصدارا بقيمة اجمالية 2.9 مليار دولار مقابل 27 اصدارا بعملات أجنبية (الدولار الامريكي واليورو) بقيمة اجمالية 11.7 مليار دولار.
وبين أنه في مقابل تراجع الاصدارات الأولية من الأسهم والسندات واصلت الاصدارات في أسواق الصكوك للشركات العربية ارتفاعها خلال عام 2015 لتعكس تنامي دور هذه الادوات كمصدر للتمويل للشركات العربية إذ بلغ عدد اصدارات صكوك الشركات العربية 22 اصدارا خلال عام 2015 بقيمة اجمالية بلغت 10.6 مليار دولار مقابل 16 اصدارا بقيمة اجمالية وصلت الى 10 مليارات دولار عن العام السابق 2014.
وبلغت حصة المصارف من اصدارات عام 2015 نحو 13 اصدارا بقيمة 6.9 مليار دولار..
وأكد التقرير أن اصدارات الصكوك لا تزال تتركز لدى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث جاءت جميع الاصدارات خلال عام 2015 لشركات من الامارات والسعودية وقطر.
وإعتبر الصندوق أنّ اللافت هذا العام هو تجاوز قيمة الاصدارات بالعملات المحلية مثيلتها بالعملات الاجنبية حيث بلغت قيمة الاصدارات بالعملات المحلية نحو 5.6 مليار دولار (14 اصدارا) مقابل 5 مليار دولار للإصدارات الصكوك بالعملات الاجنبية (8 اصدارات) حيث كان اصدار صكوك الاجارة لطيران الامارات المعزز بضمان وكالة ائتمان صادرات أجنبية الاول من نوعه.
ويؤكد التقرير في هذا الصدد أن حجم التمويل الاجمالي الذي وفرته أسواق المال خلال عام 2015 للشركات العربية (الاصدارات من الاسهم والسندات والصكوك) وصل إلى 30.7 مليار دولار مقابل اجمالي تمويل وفرته أسواق المال للشركات العربية وصل الى 42.7 مليار دولار خلال عام 2014.
في مقابل تراجع التمويل الذي وفرته أسواق المال للشركات العربية شهد عام 2015 نموا كبيرا في اصدارات السندات الحكومية ليعكس كما سبقت الاشارة توجه الحكومات العربية لتمويل في عجوزات الموازنات العامة لديها عبر اللجوء إلى أسواق المال. فقد بلغت قيمة الاصدارات من السندات الحكومية للدول العربية خلال عام 2015 نحو 90.4 مليار دولار أي بنسبة زيادة كبيرة بلغت 70 % بالمقارنة مع الاصدارات في العام السابق 2014 التي بلغت حوالي 53.5 مليار دولار.
وتوزعت الاصدارات بين 13 اصدارا في الاسواق العالمية بقيمة 10.3 مليار دولار و144 اصدارا في الأسواق المحلية بقيمة اجمالية 80.1 مليار دولار.
كما توزعت الاصدارات في الأسواق الدولية بين خمسة اصدارات للحكومة اللبنانية بقيمة 3.3 مليار دولار وثلاثة اصدارات للحكومة الأردنية بقيمة ملياري دولار واصدارين اثنين للحكومة البحرينية بقيمة 1.5 مليار دولار واصدار واحد لكل من تونس ( مليار دولار ) ومصر ( 1.5 مليار دولار) على التوالي اضافة الى اصدار شبه الحكومي في سلطنة عمان للشركة العمانية لنقل الكهرباء بقيمة مليار دولار فيما شكل اصدار السلطات المصرية نجاحا في ظل الظروف التي يشهدها الاقتصاد المصري.
الإصدارات السيادية
ولفت التقرير الى أنه وعلى الرغم من الحجم الكبير نسبيا للسندات الحكومية إلا هناك حاجة للمزيد من الجهود للاستفادة من هذه الاصدارات استراتيجيا لتعميق أسواق المال عبر بناء منحنيات عائد مرجعية وتطوير الاسواق الثانوية لها.
أما على صعيد الاصدارات من الصكوك الحكومية العربية فقد كان هناك انخفاض نسبي في عدد الاصدارات وحجمها .
وكان اللافت خلال العام الاصدار السيادي الاول لسلطنة عمان البالغ 200 مليون ريال عماني بما يمهد الطريق لإصدارات الشركات العمانية.
ويؤكد التقرير من جانب أخر أن الأوضاع والتطورات التي شهدتها الاقتصادات العربية انعكست الى جانب تزايد مخاطر الاستثمارات في الاسواق الناشئة وارتفاع أسعار الفائدة على اداء السندات الدولية للدول العربية حيث انخفضت أسعار السندات لأغلب الدول العربية خلال العام وتزامن ذلك مع ارتفاع تراوح بين الملحوظ والنسبي على هوامش مبادلات مخاطر الائتمان للدول العربية خلال عام 2015.
فقد شهدت جميع هذه الهوامش ارتفاعات خلال العام حيث كان هناك زيادة في هذه الهوامش خلال الفترة لمصر وتونس والبحرين والسعودية وتجاوزت الهوامش 400 نقطة أساس (سندات استحقاق خمس سنوات) لمصر ولبنان وتونس 477 و 413 و 410 نقطة على التوالي تليها البحرين 350 نقطة أساس بينما وصلت أدناه لسندات أبوظبي وقطر بنحو 84 نقطة أساس.
وأكد الصندوق أنه في مقابل تطورات الاداء حفل عام 2015 واصلت السلطات الإشرافية والرقابية في الدول العربية لجهودها للارتقاء وتطوير البنية التشريعية والتنظيمية لأسواق المال من خلال مواكبة التطورات والالتزام بالمعايير والمبادئ الدولية والعمل على تطوير وتحديث التعليمات والممارسات التي تنسجم مع هذه المعايير وتعزز الافصاح والشفافية إذ حظي موضوع تطوير ضوابط وممارسات الحوكمة السليمة ومتابعة تطبيقها والالتزام بها وتقوية قواعد الرقابة لمواجهة جرائم الاموال وقضايا التوعية والتثقيف باهتمام العديد من السلطات خلال العام.
ولفت الى أن من أبرز التطورات التشريعية السماح للمستثمر الاجنبي في التداول والاستثمار في السوق المالية السعودية بما يعزز انفتاح الاسواق المالية العربية على المستثمر الاجنبي ويمهد الطريق للارتقاء الى مرتبة الاسواق الناشئة .. ويتوقع أن تكثف السلطات المعنية جهودها في هذا السياق خلال عام 2016.
كما يتوقع أن تشهد أسواق المال العربية خلال عام 2016 أداء ايجابيا مدفوعا بتوقعات التحسن النسبي في الاداء الاقتصادي للدول العربية المرتبط بالإصلاحات الاقتصادية والتنظيمية التي تقوم بها السلطات في هذه الدول.
ويتوقع أيضا أن تتمكن الدول العربية من دخول الاسواق المالية العالمية بنجاح خلال العام حيث يقدر ان تلقى اصدارات الدول العربية المصدرة للنفط من السندات والصكوك ترحيبا من المستثمرين في ظل انخفاض مستويات المديونية والجدارة الائتمانية لهذه الدول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.