بحسب تقرير "مراسلون بلا حدود" تحتل مصر المركز 158 في مجال حرية التعبير والصحافة، لسنة 2015، متقدمة مركزًا واحدًا عن2014، وهو ما اعتبره مراقبون مخالفة للمادة 71 من الدستور. وفي الوقت الذي ترتفع فيه النداءات الدولية لتوفير بيئة إعلامية تتمتع بالحرية والشفافية، حجبت بعض الصحف المصرية من النشر عام 2015، منها ما أعلنته إدارة الصحف نفسها أو عرف عن طريق مصادر. كما منعت بعض مقالات الكتاب التي لا تزال حبيسة الأدراج بعد أن رفض المسؤولون نشرها لأسباب مختلفة، ليس هذا فحسب بل منع بعض الإعلاميين من أداء مهامهم بعد انتقادهم لإداء الحكومة. فى الحادى عشر من مارس العام الجارى صدرت الطبعة الاولى لجريدة "الوطن" المصرية بعد قيام جهات أمنية معينة بوقف طبعها بمطابع الاهرام، لحين حذف أحد التقارير التي تحدثت عن تهرب جهات سيادية من دفع الضرائب وعلى رأسها الرئاسة. التقرير الذى تسبب فى وقف طبع الجريدة تمحور حول امتناع 13 جهة بخاصة السيادية من دفع الضرائب المقررة عليها حيث كشفت الجريدة أن الضرائب المستحقة للدولة لدى تلك الجهات وصلت إلىنحو 7.9 مليار جنيه خلال سنة واحدة، وأضرت الجريدة إلى حذفالتقرير وتم طباعتها بالفعل دون التقرير المذكور. وفى غضون شهر صادرت السلطات المصرية نفس الجريدة فى 11مايو من العام الجارى فى عددها السنوى، بسبب اعتراض جهات سيادية على الملف الخاص، والذي حمل عنوان "7 أقوى منالسيسي" الذى تناول شخصيات ومؤسسات بإعتبار أنها أقوى منالرئيس. مصادرمقربة من الجريدة قالت:" إن أحد الجهات السيادية اعترضتعلى عناوين الصحفية، وقامت بمصادرة النسخ المطبوعة، مع طلب تغيير العناوين الخاصة بالملف، وكذلك العنوان الرئيسي ليصبح "7أقوى من الإصلاح". وفي الرابع عشر من أغسطس صادرت الجهات السيادية جريدة صوت الامة، الذى يرأس تحريرها الكاتب الصحفى، عبد الحليم قنديل، الذى أكد فى تصريحات صحفية أن جهة مراقبة قررت فرم المطبوع بعد اكتمال طبعه ونزول عدد محدود إلى السوق. وقال رئيس تحرير الصحيفة فى تصريحات صحفية:"تم إرسال بروفات الصحيفة إلى مطابع الأهرام في موعدها، وبعد الطباعة تم فرم النسخ، واضطرت الصحيفة إلى استبدال مانشيت أحزان الرئيس، الذي يتناول الحالة الصحية لوالدة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعنوان "مصير البلدوزر"، يتناول فرص بقاء المهندس إبراهيم محلب في رئاسة الحكومة". رئيس تحرير الصحيفة وأوضح: "أن الخبر المختلف عليه والذي تسبب في فرم النسخ هو خبر اجتماعي يتحدث عن أحزان الرئيس لمرض والدته وزيارته لها في مستشفى الجلاء، بعد تدهور حالتها، وعن النزلاء الآخرين بالمستشفى". مانشيتات الصحف لم تكن السبب الوحيد فى مصادرت الصحف لكن المقالات كان لها نصيب، ففى نفس الشهر صدرت جريدة الصباح الأسبوعية، بسبب مقال الكاتب الصحفى، أحمد رفعت، الذىحمل عنوان "كيف تكون طفلاً للرئيس فى 9 خطوات" عن محمد بدران، رئيس حزب مستقبل وطن، يرد فيه على ما جاء فى حوار فى نفس الجريدة. وقال عدد من الصحفيين داخل الجريدة:إن الجريدة كانت قد استضافت بدران فى مقرها ونشرت حوارًا مطولاً معه تحت عنوان:" محمد بدران مستقبل وطن وليس حزب الرئيس وسأعارضه لو خرج عن المسار، وجاء رد الدكتور أحمد رفعت بهذا المقال للرد عليه"، فيما ذكرت مصادر مقربة من الجريدة أن الجريدة اتصلت ببدران للتعليق على المقال أو نشر رد إلا أنه فضل عدم الرد. وفى نفس الشهر أوقفت مؤسسة الاهرام طبع العدد الأسبوعى منجريدة المصريون، وبحسب بيان الجريدة فأن جهات مجهولة صادرتها، بسبب مقال لرئيس التحرير، جمال سلطان، بعنوان "لماذا لا يتوقف السيسي عن دور المفكر الإسلامي. واوضح البيان:"أن مؤسسة الأهرا، اعترضت على مقال في الصفحة الرابعة تحت عنوان "الغموض يحيط بزيارة السيسي إلى بريطانيا.. الرئيس و12 مسؤولًا مهددون بالملاحقة.. وخبير: الدعوة الملكية تحميه من المساءلة." وقال سلطان فى تصريحات صحفية:"إن المقال تضمن نقدًا سياسيًا للرئيس في إطار القانون، وأنه يدعو الرئيس السيسي من خلاله إلىالتخلي عن الحديث في تجديد الخطاب الديني وتركها لعلماء الدين وانشغاله بأمور الدنيا ومتطلبات العيش للمواطنين. وفى العام نفسه فى شهر مايو حجبت مؤسسة الأهرام مقال للدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار،بعنوان "لا للبشير". وقال حرب فى تصريحات صحفية "فى هذا المقال دعوت الرئيس عبدالفتاح السيسي لعدم المشاركة في حفل تنصيب الرئيس السودانيعمر البشير، لأن الرئيس السيسي جاء بانتخابات شرعية، ولا يجبأن يشارك في حفل تنصيب ديكتاتور مثل البشير". وأوضح رئيس مجلس الأمناء لحزب المصريين الأحرار:"بعد أن أرسلت المقال فوجئت باتصال من رئيس تحرير الجريدة، وطالبني بكتابة مقال آخر، بحجة أن مقالي لا يتفق مع توجيهات الرئيس السيسي الخاصة بدعم العلاقات المصرية السودانية". وأشار حرب أنه أكد في المقال على أني مؤمن بأهمية العلاقات المصرية السودانية، لكني اعترض فقط على أن يشارك رئيس مصرفي حفل تنصيب رئيس ارتكب جرائم ضد الإنسانية، ومطلوب للعدالةأمام المحكمة الجنائية الدولية، ولديه توجهات إخوانية، وتسبب فيتقسيم بلاده، وكان له دور كبير في دعم الإرهاب بليبيا". وفى شهر نوفمبر أعلن الكاتب الصحفي جمال الجمل، وقف كتاباته بصحيفة "المصري اليوم"، بعد القبض على المهندس صلاح دياب،مؤسس الجريدة. وأوضح الجمل، في بيان نشره عبر حسابه على موقع "فيس بوك"، أن الجريدة تعرضت لضغوط لوقف كتاباته، مشيرًا إلى أن حال البلاد أصبح كل شيء فيه منخفضًا ، بحسب قوله. وفى نفس الشهر أصدر عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري ماسبيرو، قرارًا بإيقاف المذيعة عزة الحناوي، عن العمل بقناة "القاهرة الثالثة"، وإحالتها للتحقيق بمعرفة الشؤون القانونية في الاتحاد، بعد انتقادها في برنامجها "أخبار القاهرة"،السيسي والحكومة، على خلفية غرق إسكندريّة. وأوضح هانى جعفر رئيس القنوات الإقليمية فى ماسبيرو، فيتصريحات صحفية، أن المسؤولين في ماسبيرو، اعتبروا ما قالته المذيعة خلال برنامجها، تصرفا بعيدا عن الحيادية والموضوعية التي يتعامل بها التليفزيون المصري، حيث إنه لا يحق لمذيعي البرامج إبداء آرائهم الشخصية على الشاشة". وفى غضون شهر، عادت المذيعة عزة الحفناوى، بعد أن أسفرت التحقيقات معها عن توجيه إنذار لها بتوخي المهنية في عملها، وصدور قرار بعودتها لعملها مرة أخرى.