تطوان - أ ش أ: اختتم في المغرب المؤتمر الدولي الذي نظمته كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، بعنوان "مركزية الجاحظ في الثقافة الانسانية"، أعماله بالتوصية بضرورة ترجمة أعمال الجاحظ العلمية والأدبية إلى اللغات الأجنبية المختلفة، مع شرحها وتقديمها للقارئ الغربي. كما أوصى المؤتمر بأهمية إعداد معاجم في تخصصات مختلفة تعتمد مادتها العلمية على كتب الجاحظ ، وإعداد معجم لمصطلحات "البيان" عند الجاحظ ومصطلحات علم الحيوان، علاوة على فتح تخصصات في الدراسات العليا في الجامعات والأكاديميات المختلفة للجاحظ وفكره وعلومه وأدبه لاستخراج ما تنطوي عليه مؤلفاته في العلوم والمعارف.
وانحصرت فعاليات المؤتمر حول ثلاثة محاور أساسية، الأول "حمل عنوان" النقد والبلاغة والنص عند الجاحظ" وأكد فيه الدكتور محمد الروسي، استاذ اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبد المالك السعدي، انشغال القدماء والمحدثين بالجاحظ ، كما أنه شدد أيضا على أن الجاحظ مثل واحدا من أفضل أدباء عصره، داعيا إلى إعادة النظر والبحث في أدب وفكر الجاحظ.
أما الدكتور عبد الرحمن بودرع أستاذ الأدب العربي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبد المالك السعدي، فأشار إلى الفكرة المركزية التي كانت تحكم الجاحظ في فكره والتي تتمحور حول الإنسان ومعارفه وهو ما اتسق في انتاجه الأدبي والفكري في سياق أسس ونظريات علمية مختلفة.
من جانبه، ركز الدكتور عبد الله بن ناصر القرني استاذ الأدب العربي بجامعة أم القرى في مكةالمكرمة، على تناول الجاحظ لعيوب النطق ورأى أن الجاحظ جمع في تعرضه لهذا الأمر بين الترجمة الأدبية والإبداعية لهذه العيوب بصفته كان شاهدا على عصره، وعبر عنها بأسلوب علمي وأدبي هازل لكنه دقيق ورائع في نفس الوقت.
واعتبر الدكتور سليمان العابد، أستاذ علوم اللغة العربية بجامعة أم القرى في مكةالمكرمة أن الجاحظ خلف تراثا إنسانيا كبيرا وأدبا متنوعا يجب أن يكون مجال للبحث لاسيما أنه قدم الكثير من النظريات العلمية المتكاملة، كما قدم أيضا أنواعا أدبية متنوعة ومهمة للغاية.