طهران: أعرب إصلاحيون في إيران الأحد عن مخاوفهم من حملة اعتقالات جديدة قد تطال قياداتهم خصوصا مير حسين موسوي ومهدي كروبي ، وذلك قبل أيام من الذكرى الأولى لاعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد لولاية رئاسية ثانية في 12 يونيو/حزيران الجاري. ونقلت قناة "العربية" الإخبارية عن أوساط إصلاحية قولها "السلطات الأمنية قد تشن حملة اعتقالات لا تستثني زعماء الإصلاح وخصوصا مير حسين موسوي ومهدي كروبي". واعتبرت المصادر الخطاب الساخن للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي في ذكرى وفاة الإمام الخميني ضوءا أخضر لتشديد الضغوط على زعماء الإصلاح بعد أن ربط خامنئي بين زعماء الإصلاح والغرب وإسرائيل ومنظمات معارضة محاربة . وكان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد طالب بمعاقبة وحرمان كل من يتصل بموسوي من أي نشاط سياسي، وأبلغ السلطات الأمنية أن اللقاء مع موسوي هو تجاوز لخط أحمر في نظام الجمهورية الإسلامية. طالب زعيما المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي ومهدي كروبي بالحصول على ترخيص بالتظاهر في 12 يونيو/حزيران، ذكرى إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقال موقع "سهام نيوز" إن موسوي وكروبي وقعا "رسالة مشتركة بعثا بها إلى الحاكم العام لطهران، وطلبا فيها الإذن بتنظيم مظاهرة في ذكرى 12 يونيو/حزيران. وكرر زعيما المعارضة في الأسابيع الأخيرة دعواتهما إلى إجراء انتخابات حرة، مذكرين برفض الحكومة الإيرانية هذه الدعوات ، فيما حذرت الشرطة من أنها ستقمع كل مظاهرة غير مرخص لها. وتقول المعارضة إن السلطات الإيرانية اعتقلت ما يزيد على أربعة آلاف شخص من أنصار مرشحيها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، في يونيو/ حزيران 2009، صدرت أحكام بالإعدام بحق العشرات منهم. وتفجرت احتجاجات عارمة في أنحاء إيران بعد إعلان فوز نجاد، الذي ينتمي لتيار المحافظين، بنتائج الانتخابات الرئاسية، فيما شكك فيه منافسه موسوي، بنتائج الانتخابات، التي وصفها ب"المهزلة"، ودعا أنصاره للنزول إلى الشارع للتعبير عن رفضهم لتلك النتائج. في سياق متصل ، عمدت السلطات الإيرانية إلى قطع التيار الكهربائي يومي الخميس والجمعة لمنع الإيرانيين من مشاهدة فيلم تسجيلي يتناول قصة ندى أغا سلطاني التي قتلتها القوات الحكومية خلال المواجهات التي اندلعت في طهران العام الماضي . لقيت ندى حتفها في أحد شوارع طهران بنيران قناص من قوات الباسيج استهدفها خلال المواجهات برصاصة في القلب. وتحولت ندى إلى رمز من رموز الديمقراطية في إيران بعد تصوير لحظاتها الأخيرة وهي تصارع الموت عبر هاتف جوال. ومع اقتراب الذكرى الأولى للمواجهات التي أعقبت الانتخابات التي جرت في 12 يونيو/حزيران 2009، عرض التلفزيون الفارسي التابع لصوت أمريكا والموجه للإيرانيين الفيلم التسجيلي الذي حمل عنوان "من أجل ندى"، والذي تضمن لقاءات مع أفراد عائلتها وأصدقائها تبث لأول مرة. وبحسب تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية فإن الفيلم التسجيلي، من إنتاج شركة "منتورن" لحساب تلفزيون "أج بي أو" ، ومدته 70 دقيقة، وقد تم تصوير مشاهده في الولاياتالمتحدة. وقد ترك الفيلم صدى واسعا في إيران رغم أن المشاهدين شكوا من التشويش على البث وقطع التيار الكهربائي خلال يومين. كما أنه بث على موقع "اليوتيوب" على شبكة الإنترنت. وتتجه السلطات الإيرانية لإنتاج نسخة خاصة من فيلم تسجيلي يشرح وجهة نظرها في مقتل ندى ويزيل الملابسات حول ما تسميه ب"النسخة الغربية" من الحادثة. ورفضت عائلة ندى، المشاركة في تصوير النسخة الحكومية رغم كل الضغوطات التي تعرضت لها، غير أن اثنين من أصدقائها لم يجدا مفرا من المشاركة. وليس من الواضح إن كانت النسخة الحكومية من الفيلم هي ذاتها التي عرضها التلفزيون الإيراني في وقت سابق من هذا العام، والذي أوحى بأن ندى عميلة لأميركا وبريطانيا، وأنها افتعلت مشهد موتها وقد لطخت وجهها بالدماء.