تباينت مواقف المرشحين المحتملون لرئاسة الجمهورية إزاء الإحداث المشتعلة في التحرير منذ صباح أمس وحتى الآن ففي الوقت الذي صعّد فيه الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل دعوته لمواصلة الاعتصام في ميدان التحرير، معلناً في بيان مقتضب عن اجتماع كبير لجميع القادمين من كافة المحافظات اليوم بعد صلاة العشاء في ميدان التحرير دعا الدكتور أيمن نور لاجتماع عاجل اليوم، تشارك فيه كافة القوى السياسية ومرشحو الرئاسة، للتباحث حول "أجندة حلول" تكفل الخروج من الوضع الراهن مؤكدا ضرورة إقالة حكومة شرف وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وضرورة محاكمة المتورطين في الأحداث الدامية أمس السبت. واتفق حمدين صباحي مع مطالب نور بأقاله حكومة شرف وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وتشكيل مجلس رئاسي مدني والإسراع بتسليم السلطة من قبل المجلس العسكري لرئيس مدني قبل منتصف العام القادم والتحقيق في الإحداث الدامية التي شهدها ميدان التحرير وأعاده هيكلة وزارة الداخلية . وقال صباحي أن مصر تمر بمرحلة عصيبة ولحظات صعبة فى مسيرة ثورتها الشعبية العظيمة التي بدأت في 25 يناير ولا تزال تواصل طريقها لتحقيق طموح المصريين فى التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية .. وتأتى أحداث العنف الأمنى غير المقبول ضد المتظاهرين لتزيد من حالة الإحتقان والغضب التى تسود الشارع المصرى نتيجة سوء وفشل إدارة المرحلة الإنتقالية التى لم يستطع المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارتها كمرحلة إنتقال ثورى ولم يستجب للكثير من مطالب الثورة ، فضلا عن حالة الانفلات الأمنى غير المسبوق على مدار أكثر من 10 شهور ، وعدم الاستجابة للحد الأدنى من مطالب المصريين الاقتصادية والاجتماعية ، بالإضافة إلى الكثير من الممارسات التي تنتمي لعهد النظام السابق الذى ثار ضده الشعب المصري في 25 يناير مضيفا إن دماء المصريين التى سالت أمس ، وأحداث العنف التى أسقطت أكثر من 600 مصاب ، وأفقدتنا عيون عدد من الشباب والثوار ، وأسقطت شهيدين جديدين هما أحمد محمود وبهاء الدين السنوسى ، تحتاج الى وقفة حازمة وحاسمة ، وتحقيق فورى مستقل لمحاسبة المسئولين عن تلك الجرائم ، ومراجعة جادة لسياسات وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية وإقرار خطة جادة لإعادة هيكلتها وأن يكون دورها الحقيقى هو حفظ أمن المواطن وكرامته إن إستمرار حالة الإحتقان الحالية وتصاعدها بسبب الغموض والتخبط والارتباك فى إدارة المرحلة الإنتقالية أمر يهدد الثورة ويهدد الوطن كله ، ولن يقبل الشعب المصرى إستمرار ذلك الحال ، أو أن يكون مخيرا بين أمنه وخبزه وبين حريته وكرامته ، فقد خرج المواطنين الأحرار ليستعيدوا إرادتهم بأيديهم من النظام السابق ، وليحفظوا حقهم فى حياة حرة كريمة وأشار الى إن شباب الثورة الذين خرجوا أمس إلى ميدان التحرير وميادين الثورة فى محافظات مختلفة ، فى الاسكندرية والسويس والمنصورة وبورسعيد والمحلة وغيرها ، إحتجاجا على محاولات إستعادة سياسات القمع والعنف الأمنى ، ومجددين هتافات 25 يناير ، يؤكدون مرة أخرى على أن هذه الثورة مستمرة حتى تحقق كل أهدافها ، وأنا إذ أؤكد على كل احترامى لهم واعتزازي بهم ، فإننى أرى أنه لا بديل عن الاستجابة لمطالبهم التى تعبر عن مطالب الشعب المصرى كله. ودعا صباحى كافة القوى الوطنية والسياسية لتحمل مسئوليتها ودورها فى السعى الجاد للتوافق حول تلك الأهداف ، وحشد جهودها من أجل الضغط لتنفيذ تلك المطالب فورا دون مزيد من التباطؤ. فيما قال الفريق أحمد شفيق أن أحداث التحرير التي وقعت أمس تنذر بأحداث كارثية وذلك حيث أنها تهدد أمن المجتمع وعلينا جميعا أن نتعلم الدرس ونتعلم ثقافة الحوار وإبداء الأراء مطالبا جميع القوى السياسية بعدم الإصرار على مطالبها في حق التظاهر خاصة أن المطالب قابلة للنقاش والتفاوض داعيا كافة أطياف المجتمع لمساندة البلاد فى هذه الفترة خاصة مع تراجع الأداء السياسي والاقتصادى . وأعرب الدكتور محمد البرادعى ، عن استنكاره الشديد لأحداث العنف التى وقعت بالتحرير بين قوات الشرطة، والأمن المركزى والمتظاهرين الراغبين فى الاعتصام بميدان التحرير وقال البرادعى ، إن الشرطة تعاملت ب"عنف مفرط"، مضيفا: "إنقاذ مصر واجب وطنى لا يحتمل التأخير " . وأكد عمرو موسي على إن الوضع الذي تمر به مصر أصبح فى الوقت الحالى مهددا للحركة السياسية المصرية نحو المستقبل ولمتطلبات الأستقرار وللمسيرة الديمقراطية، داعيا إلي خطوات عملية فورية في شكل جدول زمني محدد في إطار خارطة طريق واضحة و إن الوضع يستلزم أن يقوم المجلس العسكري في إطار مسئولياته في إدارة أمور البلاد بالدعوة لعقد إجتماع عاجل مع ممثلي كافة القوي السياسية من أحزاب وحركات وشخصيات لتدارس الوضع وإتخاذ الخطوت اللازمه لإنقاذ البلاد مما تواجهه من أطماع وأخطار . وأوضح أهمية تحديد إطار زمني لتنفيذ كافة الاستحقاقات الانتخابية البرلمانيه والرئاسية، والبدء من الأن في إعداد مشروع دستور إختصاراً للوقت حتي يحين موعد المناقشة الرسمية في إطار اللجنه التأسيسية لوضع الدستور بحيث لا يتم الربط الكامل بين وضع الدستور وإجراء الانتخابات بشقيها . وأشار موسى إلى ضرورة ان تنتهي كافة الأمور المتعلقة بالانتخابات بنهاية مايو من العام القادم 2012، والإنهاء الفوري لاستحقاقات شهداء ومصابي الثورة، منبها لوجود ما وصفه بأوجه القصور المتعددة بشأن إدارة المرحله الأنتقالية بحيث لاينبغي وضع مسئولية ما يحدث علي عاتق طرف واحد . واعتبر موسى أن الحل لا يتمثل في القيام بإجراء تعديل وزاري بل يتخطاه ،" لان هذا الحل يطرح صعوبات وتعقيدات متعددة من بينها كيفية تصور تغيير الحكومة والانتخابات البرلمانية باق عليها أيام قليلة ، أم أننا لا نزال نتبع نفس الأساليب السابقة أي كلما هدئت الأوضاع جري تغيير الحكومة حتي ينشغل الناس بأسماء تأتي وأسماء تذهب .
واعتبر موسى أن أي تراجع خصوصا في اللحظة الراهنة عن إجراء الانتخابات يمكن أن ينتج آثارا سلبية بعيدة المدي علي المسيرة السياسية المصرية، بل وعلي فاعلية الثورة نفسها ، ويفوق بكثير أثار المظاهرات الجارية التي تعبر عن ضيق وغضب كبيرين بسبب عدم وضوح الرؤية ضمن أمور أخري . فيما أكد الدكتور محمد سليم العوا أنه على حكومة الدكتور عصام شرف واللواء منصور العيسوى وزير الداخلية، أو أى شخص يحدث فى عهده ما حدث للثوار بالتحرير من إطلاق للنار وقنابل مسيلة للدموع، أن يقدم استقالته فوراً. وقال العوا انه لابد أن يحاكم من أطلق الأعيرة النارية والمطاطية والخرطوش على المتظاهرين المسالمين ومن أمر بذلك، وأن المجلس العسكرى مشارك فى ذلك وعلى العيسوى أن يترك منصبه اليوم مطالبا الشعب المصرى بضرورة توحيد الصف وعدم الاختلاف . وشدد العوا على أنهم سيلجأون إلى العصيان المدنى عندما يحين وقته، مشيراً إلى ضرورة الإفراج عن جميع من تم اعتقالهم فى أحداث التحرير ومن تم القبض عليهم فى المستشفيات، وضرورة عودتهم اليوم إلى بيوتهم . وفى مبادرة من جانب اثنين من مرشحى الرئاسة للاجتماع والاتفاق على رؤية واحده حيال هذا الأمر قرر الدكتور محمد البرادعى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الظهور معا فى برنامج تلفزيوني مساء اليوم للتحدث حول هذا الامر .