تشهد الاسكندرية يوم " الاحد " المقبل معرض صور التصميمات الاصلية لاكبر اوبرا عالمية " اوبرا عايدة " وذلك تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور " عماد ابو غازي " ويفتتحه رئيس دار الاوبرا المصرية الدكتور "عبد المنعم كامل " ورئيس صندوق التنمية الثقافية المهندس " محمد ابو سعدة " وذلك بمناسبة ذكري مرور 140 عاما على نشأة اوبرا عايدة حيث عرضت في 24 ديسمبر 1871 وذلك بمركز الحرية للابداع. كما يصاحب المعرض ولأول مرة بالاسكندرية عرض فيلم "أوبرا عايدة عند سفح الاهرام 2010" والذى قدمته دار الاوبرا المصرية ويضم المعرض صور التصميمات الاصلية لملابس وديكورات اوبرا عايدة كما يقدم كتاب بعنوان " عبقرية اوبرا عايدة " .
واوضح مدير المركز الدكتور " وليد قانوش" ان أوبرا _عايده_ تعد رمزًا لمشاركة مصر فى نشأة أوبرا عالمية ذات طابع مصري فى نسيجها القصصي، وإخراجها الفني وموسيقاها البديعة التي ألفها أحد كبار الموسيقيين فى العالم _جوزيبي فيردي_ وذلك بناء على طلب الخديوي إسماعيل ، وتضم الأوبرا كل مقومات الأوبرا الاستعراضية الفخمة، إذ نجد النيل والآثار الفرعونية بأعمدتها الضخمة، ونجد أقواس النصر.
واضاف ان عالم المصريات _أوجيست مارييت_ قد ساهم - بتكليف من خديوي مصر- فى تنفيذ كل مراحل إعداد هذا العمل الفني، فكتب السيناريو، وقام بتوفير المادة العلمية والأثرية لصانعي الديكور والملابس، وساعده فى مهمته _درانيت بك_، مدير المسارح الخديوية، ليكون أول عرض على مسرح دار الأوبرا الخديوية _ بعد مايقرب من عامين من افتتاحها فى 24 ديسمبر عام 1871 - بمناسبة احتفالات افتتاح قناة السويس.
في ذات السياق يقول الدكتور عباس ابو غزالة الحاصل على دكتوراه في الآداب عن المسرح الفرنسي من جامعة السربون بفرنسا ومؤلف كتاب الافتتاح في المعرض ان فكرة الاعداد لهذا الكتاب جاءته عندما عثر على وثائق ومحفوظات عروض أوبرا "عايده " فى مكتبة متحف دار الأوبرا بباريس، وكان من بين هذه المقتنيات التصميمات الأصلية لرسم أزياء وديكور ونماذج المناظر لنشأة أوبرا عايدة على مسرح دار الأوبرا
ويكمل الكاتب :" شجعني اهتمام الدكتور عبد المنعم كامل بالحصول على نسخة من هذه الأعمال الفنية لإثراء مكتبة ومتحف دار الأوبرا المصرية الجديدة لتكون فى متناول الباحثين والدارسين ، ويشرح المؤلف ما يتضمنته الكتاب " حيث يقع الكتاب فى264صفحة، ويشمل ما يقرب من ثلاثمائة لوحة لعروض أوبرا عايدة الأولي بالقاهرة وميلانو وباريس، ويتضمن سبعة أجزاء يبرز الباب الأول "الشخصيات التي ساهمت في نشأة أوبرا عايده " بالقاهرة، ويوضح دور الخديوي إسماعيل الذي أراد ابتكار أوبرا مصرية صميمة، ليس فقط فى قصتها، ولكن أيضًا فى إخراجها. وكلف"أوجيست مارييت"عالم المصريات الفرنسى، بإعداد قصة أوبرا مستمدة من تاريخ مصر القديم، تضاهي ما تقدمه الفرق العالمية، والإشراف على تنفيذ كل ما يتعلق بإخراجها في باريس.
ويعرض الباب الثاني موقف "فيردي" من التنافس بين أوبرا القاهرة وأوبرا "سكالا" على أولوية عرض أوبرا "عايده" وتعتبر عايدة أوبرا من وحي مصر، ونتابع في الباب الثالث أحداث القصة المستوحاة من تاريخ مصر القديم .
وكرس المؤلف الباب الربع لتحليل ودراسة موسيقى فيرديوقام بالبحث عن دراسات المتخصصين والنقاد، وشاهد عروض أوبرا عايده، واستمتع بسماع الأصوات والموسيقى، وحرص على أن يشاركه القارئ تذوق هذه الأوبرا الرائعة ، اما الباب الخامس بعنوان علم الآثار في أوبرا عايده، فقد وضع مارييت كل معلوماته الأثرية في خدمة أعظم صناع الديكور والملابس بفرنسا
ويجمع الباب السادس لوحات رسم أزياء أوبرا عايده ، ويتضح مدى تأثير عرض القاهرة على الفنانين خاصة"أوجين لاكوست" الذي ترك دراسات تزيد على سبعين لوحة رسمها لعرض عايده عام 1880م على مسرح أوبرا جارنيه بباريس.
ويتضمن هذا الكتاب في الفصل السابع والأخير دراسة عرض أوبرا عايده الأهرام 1999م نهاية القرن العشرين، تكريمًا للفنانين المصريين الذين ساهموا وشاركوا مع المغنين الأجانب فى إحياء تراث مصر فى مجال الفن الرفيع.