مرشحو البرلمان المصري ينفقون 20 مليار جنيه على الدعاية

أصدر الاتحاد العربي لمكافحة الجرائم الاقتصادية وغسل الأموال، تقريرا حول حجم الأموال التي تم إنفاقها في الدعاية الانتخابية لبرلمان 2015، في المرحلتين الأولى والثانية حتى الآن؛ حيث أوضح التقرير ما تم رصده بمساندة عدة جهات رقابية وخبراء اقتصاد، شاركوا في وضع هذا التقرير التقريبي يصل إلى 20 مليار جنيه؛ نظرا لصعوبة التقديرات الكاملة والنهائية؛ بسبب لجوء المرشحين للتلاعب من إظهار الحجم الحقيقي للأموال التي يتم صرفها من جانب كل مرشح.
وأوضح التقرير الصادر من الاتحاد العربي لمكافحة الجرائم الاقتصادية وغسل الأموال، الذي يرأسه المستشار بلال محمد النمس، أن حجم الأموال التي تم إنفاقها في الدعاية متمثلة في الإعلانات التليفزيونية والصحف والمواقع الإلكترونية والسوشيال ميديا وإعلانات الشوارع والطرق الكبرى التي امتلأت بها القاهرة والمحافظات، وإقامة المؤتمرات ومصاريف الحملات الانتخابية وشراء الأصوات التي قام بها بعض المرشحين.
وذكر التقرير، أن المادة 25 من القانون رقم 45 لسنة 2014 بشأن مباشرة الحقوق السياسية، توضح الحد الأقصى للإنفاق على الدعاية الانتخابية، إذ اشترطت المادة أن يكون الحد الأقصى لما ينفقه كل مرشح في الدعاية الانتخابية في النظام الفردي 500 ألف جنيه، والحد الأقصى لمرحلة الإعادة 200 ألف جنيه، بينما يبلغ الحد الأقصى لما ينفقه المترشحون على القائمة المخصص لها 15 مقعدًا مليونين و500 ألف جنيه، وحدها الأقصى في مرحلة الإعادة مليون جنيه، ويزاد الحدان المشار إليهما إلى ثلاثة أمثالهما للقائمة المخصص لها 45 مقعدا، أي يصل إلى المبلغ 7 ملايين و500 ألف جنيه في الجولة الأولى وإلى 3 ملايين جنيه في الإعادة.
وكشف التقرير، أن القانون أتاح أمام كل مرشح من المرشحين ال5420 في النظام الفردي، أن ينفق على الدعاية الانتخابية نحو 500 ألف جنيه، ومعها يصل سقف الإنفاق المتوقع من المرشحين في النظام الفردي للمرحلتين الأولى والثانية إلى 2 مليار و710 ملايين جنيه.
كما أوضح التقرير، أن أنواع الدعاية الانتخابية التي لم تظهر من قبل في مصر ما لجأ إليه أحد المرشحين؛ حيث استأجر طائرة هليكوبتر للتحليق في سماء الدائرة وإلقاء الهدايا والبيانات الانتخابية المصورة على الأهالي.
فيما اصطحب أحد المرشحين أسدا داخل قفص حديدي في جولته الدعائية، وسط حراسة أمنية مشددة، وأعلن مرشح آخر عن تكفله بإجراء 500 عملية جراحية مجانية لغير القادرين هدية منه للناخبين، وبدأ المرشح بالكشف المجاني على 100 حالة عيون لغير القادرين وتوفير العلاج لهم عن طريق الحجز برقم تليفون عبر اللافتات المنشورة بالشوارع.
وكشف التقرير، عن أن سعر المتر الواحد من لافتات بنر الدعاية الانتخابية العادي لا يقل عن 20 جنيهًا، وهناك أنواع رديئة يصل سعر المتر فيها إلى 10 جنيهات، وهذا يكون من أردأ المواد الخام المنتشرة في السوق، أما سعر المتر في البنر الجيد فيتراوح بين 30 و50 جنيهًا، تضاف له تكلفة الاستاندات الخشبية أو المعدنية، فمثلًا البنر 3 في 4 يصل سعره شاملًا التركيب إلى 450 جنيهًا.
وأضاف أن البنرات الضخمة المعلقة على الطرق السريعة وداخل المدن "الشاسيهات" فيتم تأجيرها بالمتر، فسعر المتر على الطرق السريعة يصل إلى ألفي جنيه، أما داخل المدن فيصل أحيانًا إلى 5 آلاف جنيه؛ حيث إن الشاسيه 5 في 5 تصل تكلفته إلى أكثر من 100 ألف جنيه، وهذه النوعية من الدعاية لا يستطيع استخدامها إلا رجال الأعمال.
وأوضح أن غالبية نفقات دعاية الانتخابات للمرشحين غير المعروفين تكون عن طريق المجاملات للمرشح من خلال أقاربه وأصدقائه وجيرانه، فأحيانًا يقوم أحد أصدقائه بعمل 20 بنرا، وآخر يقوم بطباعة 10، مشيرا إلى أن إنفاق المرشح يتراوح بين 200 ألف ومليون جنيه.