قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن الدين هو الذي بعث في الحضارة نهضة مدهشة في علوم الطب والرياضة والكيمياء والفلك والتحنيط، وآثار فيها علومًا ومعارفاً حيرت المتخصصين في الغرب. وأضاف ، خلال كلمته بمؤتمر "تجديد الخطاب الديني" المنعقد بمحافظة الأقصر، أن الحضارة جاءت لتخدم الدين، وتسامحت الشريعة، تحت ظلال هذا الدين الحنيف. وأوضح أن حالة المسلمين مرتبطة بالدين، وما حدث للأمة مؤخراً من إرهاب وتدمير وأفكار متطرفة، لو كانوا على يقظة لما يدبروا لها من خارجها، مشيراً إلى الشريعة جاهزة على تلبية الحاجات المتجددة لحياة المسلم. وتابع: ابتلينا بمن يوظف الدين في المنكرات والتفجيرات، منهم داعش وأخواتها، فخرجوا علينا بخطاب ديني مغشوش تستقطب من خلاله شباب في عمر الظهور يخترطوا في التنظيم طلبًا للجنة في زعمهم. وأكد أن التجديد في الدين لم يعد قابلًا للأخذ والرد بعدم ثبت أنه أمرًا حقيقاً في الإسلام، والقرآن مملوء بما يدل على تجديد الخطاب الديني، موضحاً أنه لا مفر من الاجتهاد والتجديد وأن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان، وأن الله يبعث لهذه الأمة على كل رأس مائة سنة من يجدد لها دينها، منوهاً بأن هناك عشرات الأمثلة خالفت فيه الفتوى فتاوى أخرى قديمة لأمر مستجد في حياة المسلمين. وطالب بتوجيه المؤتمر نحو التطبيق العملي، مستنكرًا ما يراه البعض من أن التجديد خروج على الدين قائلا: "لدينا أئمة وعلماء قادرون على التجديد، الأزهر على استعداد تام لقطع أمر الخلاف وتقديم القول الفصل في الأمور الفقهية الجدلية". واقترح شيخ الأزهر على كبار علماء المسلمين ممن يحملون هموم الأمة ومشكلاتها بقضايا الإرهاب وبالتكفير والهجرة النظر للمشاكل المتعلقة بقضايا الأمة وأن يجتهدوا في قضايا حقوق الإنسان ومشروعية البرلمان ومعاملات البنوك وقضايا المرأة وولايتها، وتحديد أوائل الشهور فلكيا، ومسائل الحج ورمي الجمرات. وبدأت منذ قليل، فعاليات مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدولي ال25 والمنعقد في الأقصر، بعنوان: "رؤية الأئمة والعلماء في تجديد الخطاب الديني ومواجهة الفكر المتطرف"، والذي من المقرر أن يستمر لمدة يومين. ويشارك في المؤتمر شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ومفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، فيما تغيب عن الحضور رئيس الوزراء شريف إسماعيل وبابا الإسكندرية تواضروس الثاني.