انطلقت في العامين السابقين كالصاروخ.. ورسخت أدوارها بأذهان المشاهدين.. "شحاتة" في مسلسل "السبع وصايا" والتي جذبت به الملايين للتباين بين اسم الشخصية التي تحمل اسم مذكر وتؤديها امرأة جميلة الملامح، مع أداءها الذي برعت فيه بتجسيد "الصعيدية" بلغتها الصعبة. و"نصرة" فتاة المصنع، الدور الذي أدته بصدق لدرجة أن الجمهور جهل معرفة شخصيتها الحقيقية بعد مشاهدته للعرض.. الفنانة الشابة ابتهال الصريطي، التي دخلت مجال التمثيل دون وساطة، وذلك على الرغم من أنها من أسرة فنية عريقة، فهي ابنه الفنان القدير سامح الصريطي، والفنانة القديرة نادية فهمي، قررت أن تخوض هذا المجال بموهبتها دون تدخل أسرتها، ففاجأت الجميع بدورها في "فتاة المصنع"، والتي نجحت من خلاله بإبراز موهبتها الحقيقية.. حدثتنا "ابتهال"، في الجزء الأول من حوارها مع شبكة الإعلام العربية محيط"، عن دورها في فيلم "مي زيادة" والإضافة التي تركها لها، وعن أدوارها في مسلسلي "الكبريت الأحمر" و"ليلة". أما في الجزء الثاني من الحوار فتحدثنا فيه عن بدايتها في مجال "المسرح"، والدور الذي تحلم بتجسيده، وكذلك نصائح والديها إليها بعد أن خاضت مجال التمثيل.. وإليكم الجزء الثاني من الحوار: هل تأخرت في خوض مجال التمثيل خصوصا أنك من أسرة فنية عريقة؟ أنا في الوسط منذ نعومة أظافري كما يقال، ولكني أؤمن بأن كل شيء يحدث في وقته، ونصيحة والدي ووالدتي لي أنه من الممكن البدء مبكرا وأنا طفلة بدخول "اللوكيشن" مثل الكثيرين وأن أكبر تدريجيا في المجال، لكن الظروف جاءت بهذا الشكل، وأنني أصبحت أكثر ثراءً وخبرة لأنني كنت معيدة في الجامعة، وعملت في الأممالمتحدة، وأدرت أشخاص، وسافرت في مؤتمرات كثيرة خارج مصر؛ لذلك كونت خبرة في هذا الوقت تؤهلني للاستعداد للعمل في مجال التمثيل، وعندما جاءت الفرصة مع الأستاذ محمد خان ودخلت الوسط الفني كان عندي ثقل واستقرار، ولم أتعجل بل تأنيت في اختياراتي؛ لذلك أرى أنه لا يوجد تأخير أو تعجل، فكل شيء ربنا "بيجيبه" في الوقت والفرصة المناسبة التي تؤثر مع الناس، وكان من الممكن لو بدأت وأنا طفلة عدم امتلاكي الوعي للاستمرار بشكل جيد في الوسط الفني، أو التفكير بشكل هوائي أكثر وليس بعقلانية. وأنا "لسة صغيرة" والعمر أمامي كبير، وشاكرة لفضل الله أنني تواجدت في الوسط في هذا التوقيت ومع الفرص التي بدأت بها، وأعتبر هذا أفضل ترتيب لي من الله. ماذا درستِ في الأساس؟ التحقت بالمدرسة الألمانية للراهبات، ثم بكلية "ألسن" ألماني جامعة عين شمس، وكنت معيدة في الكلية أقوم بتدريس الأدب والترجمة الشفوية. كيف بدأتِ في مجال التمثيل؟ بدأت كهاوية، والتحقت بورش مسرح وتمثيل وتذوق سينمائي وتذوق موسيقي كي أفهم بشكل أكبر لأنني لم أدرس الفن بمعهد؛ فأردت معرفة التفاصيل، وقرأت كثيرا، وشاهدت كثيرا. ومتى بدأتِ التمثيل على خشبة المسرح؟ من زمان وأنا في المدرسة، كنت أقوم بتأليف وتلحين الأوبرتات، وتدريب زملائي على الغناء والتمثيل من أعمار مختلفة، فبدأت بإخراج عمل كامل من المدرسة، ثم انضممت لفرقة "الطمي المسرحية "، ومن قبلها فرقة "الصحبجية " وهي فرقة غنائية، وقبلها كنت أغني مع الموزع حسن الشافعي وقمت بعمل "باند" معه، ومازلنا أصدقاء. أما فرقة "الطمي" فكانت على المسرح وأنشأها مخرج شاب هو سلام يسري وكانت بداية العمل أمام جمهور حقيقي وليس في الجامعة، فمن الممكن أن أقول أن هذه كانت البداية الحقيقية لي في التمثيل المسرحي. والتحقت أيضا بورش فنية مع د. أحمد ماهر مخرج فيلم "المسافر". ما الدور الذي حلمتِ بتقديمه؟ عمل غنائي بالنسبالي حلم. كما أريد دائما القيام بدور لم يتعرف الجمهور على شخصيتي من خلاله، وهذا حدث معي في فيلم "فتاة المصنع"؛ حيث خرج الناس من العرض الخاص مقتنعين أنني "نصرة" التي تعمل في مصنع بطريقة الحجاب والملابس وأسلوب الكلام؛ فعندما خرجوا من العرض تفاجئوا ومنهم من لم يعرفوني تماما، وهذا كان بالنسبالي "فعلا" نشوة، فكيف استطعت البعد عن شكلي وشخصيتي وثقافتي الأصلية وأسلوبي حتى في المشي، وأن أقدم شخصية مختلفة تماما عني حتى أن من يراني لم يعرفني. وهذا حدث أيضاً في "السبع وصايا"، فكان يتم التعرف علي بعد تركيز شديد؛ لذلك دائما الدور الحقيقي الذي أحلم بتقديمه ما يمثل تحدي بالنسبة لي، والذي لا تظهر فيه شخصيتي الحقيقية، بل أن أكون الشخصية المكتوبة بملامحها ومشيتها وصوتها المختلف. هل يغضبك مناداة الجمهور لك ب"شحاتة"؟ بالعكس.. أطلاقا، وهذا يعني أن ملامح "شحاتة" علقت مع الناس، "دة يوم المنى"، وفخورة بهذا الدور جدا، فكما قلت هذه التحديات تجذبني، فكيف أقدم دور صعيدي لامرأة اسمها "شحاتة"!، وكان يأتيني وقتها رسائل من قنا وأسيوط يقولون لي فيها أنني أتحدث مثلهم تماما، وهذا كان يسعدني جدا. كيف تذاكرين أدوارك قبل تقديمها؟ أحاول عدم أخذ الأمور بسطحية من "على الوش"، بل لابد أن أعرف تاريخ الشخصية التي كتبها المؤلف، فمثلا في دور "شحاتة" كنت أفكر مثلا أن هذا الاسم من الممكن أن تسبب لها في عقدة منذ صغرها، ولماذا سموها شحاتة فهل لأنها جميلة؟!؛ حيث كان مكتوب في السيناريو امرأة جميلة الملامح لها طلة و...، فلماذا سميت شحاتة؟! وما تأثير الاسم عليها؟! لذلك كنت أفكر جدا في تاريخ الشخصية مع المخرج، وأسأل بعض الأسئلة للمؤلف. وكنت أيضاً أجلس مع نفسي تماما محاولة معايشة الشخصية منذ طفولتها حتى اللحظة التي ظهرت فيها للناس بكل أحاسيسها، وعلاقتها بمن حولها. وفي قراءتي للسيناريو لم أقرأ دوري فقط بل المسلسل كله من "الجلدة للجلدة"؛ كي أرى التطورات حول الشخصية، وكل هذا تحضير للدور يعمل على ثقل الممثل. مع استماعي لتوجيهات المخرج. وأيضا الدخول في روح العمل يزيد تركيزي في الأداء، فمثلا اللهجة الصعيدية كنت لابد من تشكيل اللغة مع المصحح اللغوي، وهذا ما تعلمته من والدي ووالدتي عندما كنت أراهم كيف يقومان بتشكيل السيناريو، والتأكد من النطق الموجود. وأنا أحب أن أظل عند نفس المنهج وأن أحضر للأدوار بقدر استطاعتي. ما الدور الذي تخافي من تقديمه؟ ببساطة لو لم أشعر بالدور، أو أرى في نفسي القدرة لخوض التحدي، أو الدور "مش لايقلي"، فلن أقدمه، ولن أخاف. ولو كان الدور إعادة صياغة لعمل فني من الزمن الجميل؟ مثلا دور سعاد حسني في فيلم "غروب وشروق"، كيف تعاد صياغته؟! طبعا سيكون هناك رهبة، ولا يوجد مقارنة في الأساس، لكنني دائما سأسعى بأن أقدم العمل بأسلوبي وفكري وخلفيتي الثقافية، وسأحاول عدم التقليد لأن المقارنة ستكون غير عادلة لو قلدت أسلوب من أساليب الفنانين الكبار، هنا سيكون عندي رهبة وخوف وحرص أن أقدم العمل بطريقتي، وفي الأول والآخر العملية عملية قبول، والجمهور هو المقياس إن تقبل العمل أو رفضه. ما النصائح التي تلقيتها من والديك قبل خوض مجال التمثيل؟ مافيش نصيحة قالوهالي قبل مادخل لأنهم ماكنوش عارفين أني هادخل مجال التمثيل؛ فأستاذ محمد خان شاهدني في فيلم قصير بعنوان "صوتها الجميل" للمخرجة جينيفر باترنسون؛ حيث كنت أقوم بتجسيد دور ربة منزل بسيطة، كما كنت أغني في الدور، فمن هنا رشحني لدور "نصرة" في "فتاة المصنع"، وأرسل لي السيناريو، ودخلت التصوير ولم أقول لهم، وهذا عن عمد؛ لأنني أردت أن أخوض التجربة بمفردي تماما، وأستاذ خان وفريق العمل لم يعرفوا أيضاً أن أسرتي فنية، وكنت أريد أن أثبت نفسي وموهبتي بعيدا تماما عن أهلي؛ لأنه لو قيل أنني دخلت مجال الفن علشان أهلي كان ذلك سيتسبب لي في عقدة، فأردت أولا إثبات موهبتي. لذلك النصيحة لم تأتي قبل دخولي المجال، بل بعدما حضر والدي ووالدتي العرض الخاص ل"فتاة المصنع" وبدءوا ينظروا لي وينظرون للفيلم ولم يصدقوا أنني أقدم شخصية "نصرة"، بعد ذلك بدءوا النصائح في "السبع وصايا"، ثم "الكبريت الأحمر". ومن تلك النصائح كيف أمسك الشخصية وماتفلتش مني، وكيفية عدم التشتت؛ لأن كل خبرتي كانت على المسرح، لكن في الفيلم والمسلسل نصور مشهد في الحلقة الأخير ونعود منه للأولى ونعود للوسط وهكذا!. أيضا عندما تصور في اللوكيشن يكون حولك 100 شخص ما بين عمال ومساعدين إضاءة وصوت وخلافه، وكيف تدخل في المود، فكانت نصيحة أهلي عدم التشتت والاستماع لتوجيهات المخرج وأن أركز جيدا وأتناقش معه فيها، بالإضافة إلى أني ماعملش حاجة مش مقتنعة بيها لمجرد التواجد بل أقتنع بالعمل قلبا وقالبا. لكن من المعروف أن التمثيل على خشبة المسرح أصعب ولا يجيده إلا الفنان الحقيقي؟ هذا حقيقي؛ لأن المسرح أبو الفنون، لكن فكرة التحدي أنك كيف تقدم مشاهد ليست مرتبة كما يحدث في المسرح الذي تطرح فيه الشخصية حسب الحدث بالترتيب، لكن في المسلسل أو الفيلم من الممكن أن تقدم أول مشهد وأنت كبير، ثم تعود للطفولة، ثم المراهقة، فكيف تستطيع التحكم في تطور الشخصية عبر التصوير الذي يستمر لشهور، والعودة للمشاهد السابقة، كل هذه تحديات كانت من النصائح التي قالها أهلي لي، وهو أن الشخصية ماتهربش مني ومعرفة استرجاعها عند التصوير. هل ينقدك والديكِ في أعمالك وتنقديهم في أعمالهم سواء بالسلب أو الإيجاب؟ طبعا يروا الجيد وما يكون له مجال للتحسن يخبروني به، لكني لم يكن عندي نقد سلبي لهم، وهذا ليس لأنهم أهلي، بل لأنهم خبرة وموهبة سنين ومثلوا في حياتهم مع عظماء، فوالدتي عملت مع محمود المليجي وأستاذ شكري سرحان، ووالدي عمل مع عمر الشريف وغيره، فهم تاريخ، وأنا كمشاهد عادي أسعد بمشاهدة أعمالهم، وأبهر بكيفية أدائهم للشخصيات.