تحد كبير دخلت فيه الفنانة الشابة «ياسمين رئيس» بتجسيدها دور البطولة في فيلم «فتاة المصنع»، العمل يعيد روح الرومانسية برصد للبيئة الشعبية ولأزمات المرأة التي تعاني من تقاليد المجتمع الصعبة وبرؤية متميزة من المخرج محمد خان الذي يعود للساحة السينمائية بعد آخر أعماله «شقة مصر الجديدة»، حاورناها عن صعوبات شخصية هيام التي اعتمدت على العامل النفسي أكثر منه التمثيل الجسدي. ما الرسالة التي يقدمها فيلم «فتاة المصنع»؟ - رسالة الفيلم فيها شرح الواقع المصري المؤلم للحالات الصعبة الفقيرة، ففي قصة الفيلم اتهموا الفتاة بأنها حامل وهى لم ترتكب خطأ سوى أنها أحبت وهذا حق مشروع للجميع، والفيلم أيضاً يقدم رسالة أن الفتاة المصرية ليست سلبية، والدليل أنها حاولت بقدر الامكان أن تخرج من صدمتها وتقف في وجه من جرحوها واتهموها في شرفها بأنها لم تتحدث اليهم بل تركتهم يفعلون ما يريدون إذا كان هذا سيريحهم، فالفيلم يشرح ببساطة أن الفتاة دائما في موقف المتهمة مهما كان من حولها ولا ينظر أحد إلى أنها تملك عزة نفس تصل بها للتضحية بحياتها في مقابل ألا يجرحها أحد. ولكن تفكير هيام في الانتحار كشف أنها لا تجد حلاً في أزمتها؟ - هيام ليست نموذج مستسلم للفتاة لكنه نموذج قوي، فعندما قال لها المهندس عادل - هاني عادل - أنه لن يتزوجها لم تدمع أمامه بل قابلته في عزة نفس وفي النهاية رقصت في فرحة عندما تزوج غيرها، فهى تنم عن عزة وانتصار وكبرياء وتشعر بأنها أحلى فتاة في المكان رغم جراحها الشديدة. الفيلم شرح الواقع الشعبي بشكل مكثف ومخز ألا تتخوفين من ذلك؟ - الأفلام بالنسبة لي تنقل الواقع الذي يحدث في المجتمع، فهى تؤثر في طريقة التفكير وتفتح مدارك جديدة، وعندما كنت صغيرة السن كنت أشاهد الأفلام التي تعرض القاهرة ليلاً لأنني محرومة من الخروج مساء، وهذا ما نريده الواقعية في السينما هي الوسيلة الأوقع للنجاح في أي فيلم يقدم لأنها تنقل الجمهور الى واقع مختلف يمكن ألا يتعرضوا له في حياتهم لكن غيرهم يتعرضون له دائما، لذلك هناك فتيات تشاهد هيام وهى تقص شعرها ووالدتها ترمي شعرها في النيل حتى يطول، ولا يعرفون أن هذا يحدث في المجتمع، وأرى أن البيئة الشعبية مثل أي بيئة يجب أن تظهر على الشاشة. وماذا عن أصعب المشاهد التي واجهتيها في تجسيد العمل؟ - الفيلم بعيد عن شخصيتي تماما لكن به العديد من المشاهد الصعبة نفسياً التي أرهقتني وهذا ما حدث في مشهد قصي للشعر كانت اللقطة الأصعب على نفسي عندما وضعت الجدة قدمها على وجهي، فمشهد خرجت منه منهكة نفسياً واحتجت فترة للخروج من الحالة، ولكني صممت أن أقدمه بهذا الشكل، أيضاً مشهد قرار الانتحار وأنا أقف على خشبة البلكون كان مشهداً صعباً للغاية وساعدني فيه المخرج محمد خان حيث أقدم المشهد باحساسي دون توجيه. كيف اخترتي ملابس الشخصية؟ - عشت في منطقة «الاباجية» فترة قبل تصوير الفيلم، وذهبت لمصنع البنات، واخترت ملابسي من الشخصيات الحقيقية وبادلتهم بملابسي وساعدتني في ذلك مصممة الأزياء «نيرة» التي اختارت معي معظم الملابس المناسبة، وكنت أرسل الصور للمخرج محمد خان، إما يوافق عليها أو يرفضها. كيف ترين لقب أفضل ممثلة في مهرجان دبي؟ - بالنسبة لي أفضل ممثلة هي أن أظل وراء حلمي حتى يصبح حقيقة، لا يهمني أن أكون أفضل ممثلة في مصر، أو في دبي أو كان، في النهاية أنا سعيدة أنني تم تقديري من لجنة تحكيم لكن في النهاية أفضل ممثلة أنني في طريق صحيح ولم أضيع وقتي. الفيلم رشحت لبطولته منة شلبي وروبي واعتذرتا.. ألم تتخوفي من المقارنة؟ - فرصة عمري أن يختارني محمد خان في فيلم وأنا من سعيت إليه حيث علمت أنه يقدم فيلما باسم «فتاة المصنع» فتحدثت تليفونيا بالمسئول عن اختبارات الكاميرا وذهبت له، واجريت اختبار كاميرا رغم أنني جسدت أدواراً من قبل، وبعد 7 أشهر وجدت المخرج محمد خان يحدثني تليفونياً ويطلب مني أن أحضر وبالفعل اعطاني السيناريو وحفظته في ليلة واحدة وذهبت اليه وسمعت السيناريو فتفاجأ بي، أنا لا يشغلني كثيراً إذا كنت الأولى أو الأخيرة في الترشح للفيلم، يشغلني فقط أنني أجسد عملاً جيداً. بعيداً عن الفيلم كيف تقيمين الوضع في مصر الآن؟ - لدينا أزمات كثيرة نحتاج لأن نتخلص منها لأننا نعيش في كذبة كبيرة اسمها «التقاليد» مازلنا نعيش فيها، نحن أصبحنا دولة مكبوتة على بعضها تحتاج انفراجة في العقل ونفكر بشكل أوسع، ونربي الأجيال القادمة بهذا الشكل، نحن نحتاج عندما نفتح الصحف والمجلات أن نجد الأسلوب والحياة تغيرت حتى نشعر بتفاؤل حقيقي. كيف ترين دور السينما في التخلص من هذه العادات؟ - السينما قادرة على أن تغير الواقع، فالسينما قادرة على صناعة الأحلام والتنبؤ بالمستقبل وتحويل الواقع المؤلم الى واقع مريح، السينما دائما كانت نقلة من بيئة لأخرى ومن حياة صعبة الى واقع متميز لذا اعتقد أن دور السينما أن تقدم أفلاماً تتنبأ بمستقبل أفضل وترسل رسائل ايجابية للتخلص مما نعيشه ببث فكر جديد مختلف ومتطور. بعد فتاة المصنع ماذا عن أعمالك القادمة؟ - أنا فنانة أتمنى أن أقدم لك الأدوار والنماذج ليس لي حدود ولا سقف لطموحي، مثل الأعمال التي قدمتها وأثرت فىَّ، وعلى استعداد أن أقدم أي دور أياً كانت جرأته المهم أن أشعر به وأشعر بأنه يضيف إلىَّ.