هناك تنافس بين محصولي القمح والبرسيم فى مصر , ودوما يزرع أحدهما علي حساب الأخر والنتيجة فقر في أحدهما ومشاكل متعددة , فالقمح هو محصول الأمن الغذائي الأول وإنتاجه غير كافي في مصر التي تستورد غالبا 75% من احتياجاتها منه , والبرسيم محصول العلف الأخضر الشتوي الذي تحتاجه الحيوانات المصرية ولا يمكن للفلاح المصري الاستغناء أبدا عنه , حيث توفر حيواناته بعضا من احتياجاته الغذائية مثل اللبن ومنتجاته . وعلي مدار 5 سنوات متتالية وعلي مساحة صغيرة للغاية في حدود 1000م2 ( ربع فدان تقريبا ) ابتكر المهندس المصري محمد الهواري الأمير تقنية جديدة تمكن فيها من زراعة القمح مرتين في العام , وذلك بعد حصادة محصول الارز مباشرة في شهر سبتمبر وفي نفس الوقت زرع البرسيم الفحل ذو الحشة الواحدة مختلطا مع القمح في نفس قطعة الأرض . وكما اوردت صفحة "جامعة الفلاحين" على موقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك" فبعد أقل من شهرين تم حش الأثنين معا كمخلوط علفي عالي القيمة البروتينية , فضلا علي تجديد نبات القمح لنموه وإكمال دورة حياته للحصاد . تفوق الهواري ابن "ميت سلسيل" شمال شرق محافظة الدقهلية علي المثل المصري الذي يتحدث عن صيد عصفورين بحجر واحد , حيث أصطاد عبر طريقته المبتكرة خمسة عصافير بحجر واحد . بداية تم الاستفادة من نصف المساحة الموجهة لزراعة البرسيم لزراعة القمح . ثانيا تم تجاوز حدوث فجوة علفية حيث توافر العلف . ثالثا الاستغناء التام عن استخدام المبيدات لمكافحة الحشائش الضارة لأن الحشائش تم تقطعيها. رابعا الاستفادة من الارض لزراعة محصول مثل القطن في الوقت المناسب بعد القمح . وأخيرا تمكنت التربة من تجديد مغذياتها عبر زراعته للبرسيم المحتوي علي بكتريا العقد الجذرية التي تقوم بثبيت الأزوت الجوي مما يتيح توافر عنصر النتروجين بالتربة فضلا عن بعض العناصر الأخرى المهمة .