فيه ناس مغرضة وغاوية تروج إشاعات.. قال إيه يا خويا ؟ إن الأسعار مرتفعة، والغلابة مش لاقيين يأكلوا، وفيه كمان ركود في الأسواق ومش لاقيين حد يشتري. واللي يقولك الدولار ارتفع ،والجنيه انخفض والاحتياطي قلّ والحالة الاقتصادية تعبانه.. دي ناس ما تصدقهاش خالص. علشان كده وبالصدفة وقبل ما أنزل أمبارح السوق علشان أجيب حاجة للعيال يأكلوها، قلت افتح التلفزيون أشوف الأخبار وبالمرة أعرف الأسعار. علشان انا مقدر تش الأسبوع دة انزل بلدنا ،واجيب المعونة الأسبوعية اللي "أمي "الحجة" ربنا ما يحرمني منها بتجهزها لي كل ما بروح بلدنا العجوز. ومن دون سابق إنذار، لقيت إعلان بيقول كيلو اللحمة ب«خمسة جنيهات»، فشدني العنوان ،وناديت العيال وقلت لهم يا ولاد.. «النهاردة ها تأكلوا لحمة». و قولت أنزل بسرعة الحق قبل اللحمة ما تخلص. وأنا داخل السوق لقيت ناس كتيرة ملمومة، وها يموتوا بعضيهم من الزحمة، فقولت أشوف إيه الحكاية دي؟ ويمكن وأكيد دي اللحمة اللي أنا سمعت عنها. و الناس دول كانوا ملمومين على وحدة بتبيع فراخ بأسعار كويسة قولت وماله هي الفراخ وحشة؟ دي نعمة. واتضح لي أن فيه نوع من الفراخ بيتباع بسعر كويس، وهو "الرجول"، والعفشة والمخلفات بتاع الفراخ، ومحلات الفراخ، واقفة بتنش وما فيش حد تقريبا بيشتري. أقوم إيه وعلى أساس إني أنا مش عارف، "وبيه كده وبتاع". سئلت الست اللي ببتشتري هي الحاجات دي بتا كلوها ولا بتحطوها للقطط والكلاب؟ هي بصراحة كتر خيرها، بصت لي من فوق" وتحت، وقالت لي: "أنت شكلك مش مصري وجي من الصين، انزل السوق وأنت تعرف". خدت الكلمتين في أجنابي، ومشيت وقولت أروح الحق اللحمة علشان وعدت العيال. ومن بعيد لمحت الزحمة والناس بتتخانق مع بعضيها على الجزار واللي يقوله: "انا حاجز من أمبارح وأعطيتك الفلوس".. وغيره، وغيره قولت يا ولاد المحظوظة هتاكلو لحمة يعني؟ معقولة! وقفت في الطابورين لقيت واحد بيزقني ويقولي: "هات لي كيلو عفشه معاك والنبي يابني". قولت له: "يا حج بتاع العفشة هناك مش هنا.. ده كله على أساس أنه انا من الصين يعني". الراجل بص لي من فوق وتحت برضو، وقال لي يا مستر دي العفشة بتاع اللحمة، كرشة ،وفشة ،ومنبار ،وطحال، والحلو لحمة رأس. أنت فاكر اية؟ قولت له ماشي، بس انا عاوز لحمة، لحمة، يعني، قال لي: "طيب اركن على جنب". ووقفت في طابور تاني مفهوش حد غيري أنا.. و بكام اللحمة يا عم؟ اللحمة ب85 جنيه، ودي كانت الصدمة على أساس إن انأ مش صيني ولاحاجة بس مقضيها بالحب كده من خلال المعونة الأسبوعية اللي قلت لكم عليها، وربنا يخليها لي "الحجة". فحاولت افهم البيه الجزار، إني انا نزلت اشتري علشان الإعلان اللي أنا شفته في التلفزيون قبل ما انزل ،رد علي بالقول: "الكلام ده في الافلام العربي بس". المهم.. ومخبيش عليكم شكلي بقى وحش قوي، وكمان منظري قدام العيال رجعت ،ووقفت تاني في الصف بتاع العفشة.. وقلت يا واد مالها لحمة الرأس بكام يا عم؟ ب 40 جنيه واهي لحمة والسلام. وطبعا على كده روحت البيت والحكومة بتاعتي بصت في الشنطة وضحكت .. وقالت لي ، أنت صدقت الإعلان ،ده كان مشهد من فيلم عربي مصري، أنت ماصبرتش لما يكمل الفيلم ،اللي فيه البطل عمل اختراع يزود اللحمة، وفي النهاية قتلوه علشان نفضل نستورد طول عمرنا من بره. وبصراحة انا معذور علشان ما بشوفش غير "برامج التوك شو" اللي بطلت سياسة أخيرًا لدواعي الأمن القومي، وبدل متساعد الغلابة وتقول لهم يجيبو لحمة منين ولا توفر لهم اكل عيش بتعري هي في لحمهم وبتفضح فيهم ،وما علينا.. ده غير تصريحات "التموين" اللي قالوا فيها الفرخة ب75 قرش ،وكيلو اللحمة ب جنيه ،وكل ما يطلعوا الكلامنجية ،ويقولوا اللحمة غلت ،يقوم كتر خيرة ، الوزير معمق العلاقات مع الدول الأفريقية ،والأوربية ويفتح باب الاستيراد على ودنه.. "معلش ما هو كله الأيام دي شغال على " شراة العبد ولا تربيته". وبعدين ،الصومال ،والسودان، وإثيوبيا ،لازم ندعمهم شوية الفلاحين.. هناك غلابة ومحتاجين اللي يساعدهم ويشتري اللحمة بتاعتهم.. والفلاحين بتوعنا يشتغلوا مناديب مبيعات ،وسلم لي على الثروة الحيوانية في مصر، واللي ميقدرش يشتري لحمة ،ولا فراخ يقضيها "عفشة" "مش كده ولا إيه"؟ "مصري عامل صيني"