وارسو: طلب الرئيس البولندي بالوكالة برونيسواف كوموروفسكي من الحكومة البولندية إعداد استراتيجية لسحب قوات بلاده من افغانستان قبل نهاية 2012. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن كوموروفسكي قوله للصحفيين عقب اجتماعه ورئيس الوزراء دونالد توسك وعدد من الوزراء وقادة الاحزاب الرئيسية الممثلة في البرلمان "لقد طلبت من الحكومة اعداد استراتيجية وطنية للانسحاب من افغانستان". وأوضح كوموروفسكي أن بولندا ستفي بالتزاماتها التي تنتهي مع الانتخابات التشريعية الافغانية في سبتمبر/آيلول وستبدأ في عام 2011 الانسحاب من هناك وفق الخطط التي تقضي بانتهاء مهمة البعثة العسكرية في أفغانستان في عام 2012. وطلب كوموروفسكي الذي سيخوض الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في 4 يوليو/تموز من حكومته صياغة موقف رسمي بهذا الشأن لتقديمه أمام قمة حلف شمال الأطلسي حول افغانستان المقرر عقدها في لشبونة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل والتي من المقرر أن يبحث الحلف موعد انسحاب قواته من أفغانستان. وأكد كومورفسكي أن الاجتماع الذي عقده مع قادة الأحزاب بما فيهم منافسه في الانتخابات الرئاسية ياروسواف كاتشينسكي لم يشهد "اختلافا كبيرا" في وجهات النظر بشأن الملف الأفغاني. وينتشر في افغانستان قرابة 2500 جندي بولندي من المقرر زيادة عددهم إلى 2600 بحلول نهاية العام وقتل 19 جنديا منذ بدء مشاركة بولندا العسكرية في أفغانستان في مارس/آذار 2002. الى ذلك، أكد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأدميرال مايك موللن أنه سيتوجه إلى أفغانستان وباكستان فورا وذلك "لإبلاغ الحلفاء والقوات الأمريكية بأنه لن يكون هناك تغيير في مهمة الولاياتالمتحدة لكسب الحرب". وقال موللن في وصفه للتحدي الذي تمثله مهمة القوات الأمريكية في أفغانستان إن المهمة "صعبة ولكنها ليست مستحيلة"، مستشهدا بذلك بما قاله القائد الجديد في أفغانستان الجنرال ديفيد بتريوس. وكان وزير الدفاع روبرت جيتس قد قال إنه يؤيد الرئيس باراك أوباما تأييدا كاملا في قراره إقالة الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأمريكية وقوات حلف الأطلسي في أفغانستان. وأضاف جيتس في تصريحات صحفية أن الإقالة لا تعني انحسارا في الالتزام الأمريكي بالحرب في أفغانستان. وقال "يجب ألا يسيء أي شخص سواء كانوا أعداء أو أصدقاء خاصة قواتنا، فهم هذه التغييرات في شؤون القوات على أنها تقليل لالتزام هذه الحكومة بالمهمة في أفغانستان. فنحن نظل ملتزمين بالمهمة، وبالإستراتيجية المدنية - العسكرية الشاملة التي أمر بها الرئيس لتحقيق أهدافنا هناك". وأعرب جيتس عن أسفه للظروف التي أدت إلى إقالة ماكريستال. في السياق نفسه، قال الأدميرال موللن إنه شعر بالصدمة عندما قرأ ملاحظات ماكريستال في مقال صحفي. وقال "ليس لدينا الحق أو يجدر بنا أن نفترض أننا نملك الصلاحيات لإثارة شكوك حول قدرة قادتنا المدنيين، منتخبين كانوا أو معينين، أو السخرية من دوافعهم. ونظل نحن، بل ويجب أن نبقى أداة حياد في الدولة، ونخضع لمحاسبة أولئك الزعماء ونحترمهم، بغض النظر عن الحزب الذي يتولى الحكم أو الشخص الذي بيده السلطة". وكان الرئيس أوباما قد اقال ماكريستال على خلفية تصريحات أدلى بها لمجلة أمريكية. وقال الجنرال ماكريستال في رسالة استقالته إنه قرر التنحي "لرغبته في انجاح المهمة" التي تقوم بها القوات الامريكية في افغانستان. وجاء الاعلان بعد ان استدعى الرئيس اوباما ماكريستال الى البيت الابيض لاجتماع خاص خصص لمناقشة ما ادلى به الاخير لمجلة "رولنج ستون". وقال الرئيس الامريكي إنه توصل الى قراره باقالة ماكريستال "بأسف كبير،" ولكنه (اي الجنرال) "لم يتحل بالمستوى الذي يجب ان يتحلى به القادة" مضيفا أن "القرار مناسب بالنسبة لدواعي الامن القومي الامريكي". وقال اوباما: "لم اتخذ هذا القرار بناء على خلافات مع الجنرال ماكريستال حول السياسة التي نتبعها في افغانستان، كما لم اتخذه لشعوري بالاهانة الشخصية من ناحيته".