التقى الرئيس الأمريكي باراك اوباما برئيسة الوزراء الاسترالية جوليا غيلارد ، متبادلين القبلات في مطار"كانبيرا" الاسترالي في جولته الشرق أسيوية قبل أن يتوجه إلى اندونيسيا. القبلات المتبادلة كانت مؤشراً قوياً عن خطط التواجد العسكري الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ، وإمداد شمال استراليا ب 2500 جندي من مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" ، وستقوم القاعدة العسكرية الأمريكية في مدينة "داروين" - التي تبعد 820 كيلومترا من اندونيسيا – بإدارة العمليات العسكرية ، والمساهمة في أي قضية إنسانية وأمنية بجنوب شرق آسيا ، منها حل النزاعات حول "السيادة" على منطقة بحر الصين الجنوبي ، والتي تتصاعد فيها التوترات.
وقال اوباما خلال المؤتمر الصحفي مع نظيرته غيلارد "أقولها بوضوح خلال زيارتي للمنطقة إن الولاياتالمتحدة تؤكد على التزاماتها تجاه آسيا والمحيط الهادئ بالكامل ، ومن المناسب لنا التأكد من أنه يتم تحديث الهيكل الأمني الكامل بالمنطقة خلال القرن الحادي والعشرين ، والمبادرة العسكرية الحالية ستسمح لتحقيق ذلك".
وتتخوف الصين من واشنطن بسبب نشرها قوات أمريكية في استراليا ، ما يعتبر محاولة ل "تطويق" الصين بمساعدة القواعد المتواجدة في اليابان وكوريا الجنوبية ، إلا أن اوباما رد على هذه المخاوف قائلاً " لن يتم عزل الصين ، ومخطئ من يتوقع أننا سنستبعد الصين من برنامج الشراكة التجارية عبرالمحيط الهادئ ( تي تي بي TTP).
وأضاف اوباما "نحن نرحب بالصين السلمية فقوتها الصاعدة ينبغى أن تزيد من مسؤولياتها لضمان حرية التجارة والأمن بالمنطقة فمن المهام بالنسبة لهم اللعب بقواعد الطريق الخاص بالتقدم الاقتصادي الملاحظ بصورة متنامية مؤخراً".
من جهتها قالت السيدة غيلارد "نشر قوات المشاة الأمريكية على الأراضي الاسترالية يعتبرالأكبر من حيث العدد منذ الحرب العالمية الثانية، والذي سيبدأ تفعيله العام القادم مع تواجد 200-250 من المارينزفي مدينة داروين وفي "بيرل هاربور".
يذكرأن مدينة داروين تعرضت لقصف القنابل خلال غارة مفاجئة يابانية خاصة في منطقة "بيرل هاربور هاواي الاسترالية" قديماً.
وسيقوم ال 2500 ألف جندي أمريكي بالسيطرة والتدويرلميناء مدينة داروين حيث ستجلب السفن والطائرات والمركبات وكذلك التدريب العسكري ما زاد القلق لدى الصين بالفعل.
ولقد حذرالمقال الافتتاحي لصحيفة ال "جلوبال تايمز" من الورقة الأمريكية التي ستنشأ في استراليا ، والتي ستضغط على المصالح الصينية.
من ناحيته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "ليو وي مين" رداً على سؤال تعميق التعاون العسكري الامريكي الاسترالي قائلاً "الصين تؤيد التنمية السلمية ، ونحن نعتقد ان السياسات الخارجية لبلدان المنطقة ينبغى أن تراعي مصالح الجميع".
وأضاف خلال مؤتمر صحفي دوري عقد في بكين " ان بعض الدول الآسيوية من المرجح ان ترحب بالتحرك الأمريكي كقوة موازنة لقوة الصين العسكرية المتنامية بعد توسيع عملياتها البحرية ما سيطمئن واشنطن والتي لن تخفض نسبة مشاركتها في المنطقة بسبب التأثيرات والضغوط على الميزانية العسكرية الأمريكية".
من ناحيته قال "سو هاو" مدير مركز الابحاث المتخصصة في شأن آسيا والمحيط الهادي بجامعة بكين لصحيفة نيويورك تايمز أن "الولاياتالمتحدة تأمل في تعزيز العلاقات العسكرية والتحالف مع اليابان في الشمال ومع استراليا في الجنوب في نية واضحة للحد من الامتداد العسكري للصين ووضع ميزان للقوى بالمنطقة".
وأضاف " فتح الخمود في العمليات العسكرية بالعراق وافغانستان الباب الأمريكي للإتجاه نحو بحر الصين الجنوبي الممر الملاحي الذي يستحوذ على خمسة تريليونات دولار من التجارة السنوية لآسيا والتي تسعى الولاياتالمتحدة أن تجعله مفتوحاً دائماً".
يذكر أن الرئيس الامريكي باراك اوباما يسعى إلى زيادة تأمين بحر الصين الجنوبي بحسب تصريحاته في قمة بالي هذا الاسبوع متحدياً رغبة الصين في الحفاظ على ترتيباتها السياسية والعسكرية بالمنطقة.
وتزعم الصين أن الممر الملاحي هو طريق يحتوي على المعادن والنفط والموارد السمكية وتصر على حل الخلافات عليه من خلال المفاوضات الثنائية معارضة تدخل واشنطن ،ويأتي الخلاف ما بين كل من فيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي على هذا الممر الملاحي.