فيما وصف برسالة تحد قوية للنفوذ الصيني المتصاعد, أعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما أمس أن الجيش الأمريكي سيوسع نفوذه في منطقة آسيا والمحيط الهادئ, مشددا علي أن خفض نفقات الدفاع في الولاياتالمتحدة لن يأتي علي حساب الوجود الأمريكي في هذه المنطقة. وقال أوباما- في كلمة أمام البرلمان الاسترالي- إن الولاياتالمتحدة مع انتهاء تركيزها علي العراق وأفغانستان, ستحول اهتمامها إلي منطقة أسيا والمحيط الهادئ, وحدد في خطابه رؤية واشنطن لتلك المنطقة, مؤكدا أنه بعد عقد خضنا فيه حربين كلفتنا غاليا, تركز الولاياتالمتحدة علي الإمكانات الواسعة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وشدد الرئيس الأمريكي علي أن خفض ميزانية الدفاع في بلاده لن يأتي علي حساب التواجد الأمريكي في آسيا والمحيط الهادئ, قائلا إن أمريكا هنا لتبقي كقوة تسهم في تشكيل مستقبل المنطقة وسنحافظ علي قدرتنا الفريدة علي إظهار القوة وردع التهديدات أمام السلام. وأكد أهمية هذه المنطقة مؤكدا أنها ستحدد مستقبل العالم, قائلا إن منطقة آسيا والمحيط الهاديء, التي تحتوي علي معظم القوي النووية في العالم ونصف سكان الأرض, ستحدد ما إذا سيكون القرن الحالي قرن صراع أو تعاون, قرن معاناة أو تقدم بشري. وكان أوباما قد أعلن في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي مع رئيسة الوزراء الاسترالية جوليا جيرالد عن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في أستراليا بنشر نحو250 جنديا من عناصر المشاة البحرية الأمريكية( المارينز) بمدينة داروين الشمالية اعتبارا من بداية العام المقبل, ليرتفع حجم القوات الأمريكية المنتشرة هناك إلي.2500 وقد سارعت بكين إلي إنتقاد هذه الخطوة, مؤكدة علي لسان متحدث باسم خارجيتها أنه من غير المناسب تعزيز التحالفات العسكرية وتوسيعها, ولا يبدو أن ذلك يصب في مصلحة المنطقة. كما حذر وزير خارجية إندونيسيا مارتي ناتاليغاوا من أن قرار واشنطن تعزيز وجودها العسكري في أستراليا قد يثير أجواء الريبة وعدم الثقة في المنطقة. وحاول أوباما في خطابه تفادي الصدام المباشر مع بكين, قائلا إن بلاده تسعي لمزيد من فرص التعاون مع بكين بما في ذلك اتصالات أكبر بين جيشي البلاد لتعزيز التعاون وتفادي سوء التفاهم. إلا أن ذلك لم يمنعه من انتقاد السياسيات الاقتصادية الصينية قائلا إن بكين تقامر بالاقتصاد العالمي وفي الوقت نفسه, اهتمت تقارير اعلامية بتسليط الضوء علي مغزي القرار الأمريكي بتعزيز التواجد العسكري في أسيا والمحيط الهاديء باعتباره أحدث محاولات واشنطن لمواجهة النفوذ الصيني المتصاعد في المنطقة, حيث ذكرت وكلات الأنباء أن الخطوة دليلا أكبر علي محاولة واشنطن تطويق الصين بتعزيز القواعد الأمريكية في اليابان وكوريا الجنوبية و أستراليا, وذلك بعد أن كشفت بيانات عن أن الصين زادت من نفقاتها العسكرية بمقدار ثلاثة أضعاف منذ التسعينيات لتصل إلي160 مليار دولار العام الماضي, بالاضافة إلي اختبار بكين لطائرة جديدة من طراز شبح و اطلاق أول حاملة طائرات صينية. وعلي الصعيد نفسه, وصل الرئيس الأمريكي أمس إلي جزيرة بالي في اندونيسيا للمشاركة في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا آسيان, حيث من المتوقع أن يسيطر علي القمة قضية النزاع الحدودي علي بحر الصين الجنوبي, بالإضافة إلي ماقشة بعض الاصلاحات في ماينمار.