ذكرت صحيفة "اللواء" اللبنانية أن تيّار "المستقبل" حسم بصورة نهائية موقفه بشأن أزمة ترقيات العسكريين اللبنانيين حيث أصبح يؤيد الترقيات بما فيها ترقية العميد شامل روكز قائد فوج المغاوير (الصاعقة) صهر رئيس تكتل تغيير والإصلاح العماد ميشال عون، بينما يرفض الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان وكتلته الوزارية الترقيات. ونقلت الصحيفة - عما وصفته بمصدر سياسي بارز - أنه خلال الجلسة التاسعة عشرة للحوار بين تيار"المستقبل" و "حزب الله" أمس الأول أكّد ممثلو المستقبل التزام الكتلة والتيار ورئيس التيار سعد الحريري بتسوية الترقيات وعدم الرجوع عنها، على أن يصوت وزراء التيار، عندما تطرح هذه القضية في مجلس الوزراء بالموافقة على ترقية روكز. كما كشف قيادي سياسي لبناني يشارك في الحوار الوطني اللبناني أن موضوع الترقيات لم يُطرح على الحوار، أمس، لكن تم إبلاغ المجتمعين بأن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري اتصل بالمتحاورين مؤكداً أنه شخصياً وتيار "المستقبل" ماضٍيان في موضوع الترقيات، خلافاً لكل ما يتردّد. وأشارت الصحيفة إلى أنه يجب حسم هذا الأمر بسرعة نظرا لأنه يفترض وفقا للأعراف العسكرية أن تعيين قيادة الجيش اللبناني بديلا للعميد شامل روكز قائد فوج المغاوير خلال ثلاثة أيام، أي قبل 4 أيام من موعد احالته للتقاعد. وكشف عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت ل"اللواء"، أن الموضوع تعقّد بسبب الآلية الخاصة بالترقيات، ذلك أن المادة 42 من قانون الدفاع تُوضح بأن الترقيات يجب أن تصدر بمرسوم عادي يوقّعه وزير الدفاع، كما يوقّع عليه رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية لكي يصبح نافذاً. وأشار إلى أن الموضوع بات أكثر صعوبة من ذي قبل ليس فقط بسبب رفض وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل الذي ينتمي إلى كتلة الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان للترقيات، على رغم الضغوط التي ستُمارس عليه، كذلك لأن هذا المرسوم يحتاج إلى توقيع رئيس الجمهورية الذي ينوب عنه حالياً في ظل غيابه الوزراء ال24 في حكومة تمام سلام (أي أن الأمر في حاجة لإجماع مجلس الوزراء). وأكد مصدر وزاري ل"اللواء" أن هناك صيغاً تُبحث لتمرير موضوع الترقيات إنما لا شيء مضموناً إلى الآن، حيث ما زال البحث مستمراً. ولفت إلى أن مفتاح هذا الملف بيد وزير الدفاع سمير مقبل، وأن الرئيس اللبناني ميشال سليمان ما زال رافضاً لأية تسوية في هذا المجال. وكشف المصدر عن وجود 37 عميداً في الجيش يرفضون الترقيات التي يصفونها بالاعتباطية. . حسب وصف الصحيفة. يشار إلى أن أزمة ترقيات العسكريين نشبت إثر التجديد للعماد جان قهوجي قائد الجيش اللبناني الحالي منذ نحو شهرين، حيث كان يريد العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح تعيين صهره العميد شامل روكز قائد فوج المغاوير (الصاعقة ) قائدا للجيش خلفا لقهوجي، ولكن أدى إلى التمديد للأخير لإثارة استياء عون وبدء أزمة سياسية، نظم خلالها تيار عون تظاهرات احتجاجية، كما قاطع وزراؤه العديد من جلسات الحكومة وتضامن معهم وزراء حزب الله. وفي محاولة لحل هذه الأزمة .. جرى مناقشة تسوية تتضمن التمديد لعدد من العسكريين اللبنانيين يكون من بينهم روكز لكي لا يحال للتقاعد حتى تبقى فرصته قائمة ليتولى منصب قيادة الجيش في أي تسوية سياسية قائمة. ولكن الخلاف نشب على شكل الترقية وعدد العسكريين الذين سيتم ترقيتهم حيث يرفض تيار المستقبل التوسع في الترقيات حتى لا يؤثر ذلك على الجيش سواء من حيث زيادة التكلفة أو زيادة عدد الرتب الكبيرة أو يؤثر على معنويات الضباط، أما الرئيس اللبناني ميشال سليمان وكتلته الوزارية فيرفض الترقيات من حيث المبدأ لأنها تستهدف ترقية شخص معين هو العميد شامل روكز.