القدس المحتلة: قال بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأحد انه لم يتلق بعد التعهدات الخطية الأمريكية التي تتيح له دعوة حكومته للتصويت على خطة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة ثلاثة أشهر. وكانت وسائل الإعلام تحدثت عن رزمة حوافز أمريكية تشمل 20 مقاتلة من طراز "اف 35 "تقدم الى تل أبيب مقابل تجميد نشاطها الاستيطاني بشكل مؤقت ولمدة 90 يوما بهدف تحريك محادثات السلام المتعثرة. وقال نتنياهو أمام نواب من حزبه "الليكود": "لم نتسلم بعد من الامريكيين الخلاصات الخطية للتعهدات التي قطعت. اذا حصلنا على هذه النتائج الخطية فسنعرضها على الحكومة وانا متأكد من أن أعضاء الحكومة سيوافقون عليها لانها ايجابية بالنسبة الى دولة اسرائيل". واضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي اذا لم نحصل على هذه الوثيقة خطيا، فلن ندعو الحكومة إلى البت فيها. وأكد نتنياهو أيضا أن التفاهمات الشفوية مع الأمريكيين لم تتضمن تحديد مهلة ثلاثة أشهر هي مدة تجميد الاستيطان للمحادثات حول ترسيم الحدود المستقبلية للدولة الفلسطينية المقبلة. وقال "ليس هناك اي طلب في هذا الصدد ولا أي التزام. لن تجري محادثات منفصلة حول الحدود لكن فقط حول مجمل المسائل الاساسية". وكان نتنياهو وافق خلال محادثات ماراثونية جرت في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، على اقتراح ينص على اعلان تجميد جديد للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة لمدة 90 يوما مقابل عرض سخي يتضمن إجراءات دعم امني ودبلوماسي لإسرائيل. لكنه رفض عرض هذا الاقتراح على التصويت أمام حكومته الأمنية التي تضم 15 وزيرا أساسيا ما دام لم يتلق تأكيدا خطيا بهذه الالتزامات الأمريكية. وقالت الاذاعة العامة الإسرائيلية إن نتنياهو لا يملك في الوقت الراهن غالبية داخل حكومته من أجل المصادقة على تجميد الاستيطان. وقد أبدى إيلي يشاي زعيم حزب شاس الديني معارضة مبدئية لكنه قال إن حزبه على استعداد لدراسة الأمر. وأضاف: "إن الحاخام الأكبر يعارض الاقتراح لكنه يريد أن يسمع ما ستعرضه الولاياتالمتحدة بما في ذلك عدم تجميد الاستيطان في القدس، وعدم مطالبة الأمريكيين بتجميد الاستيطان مجددا بعد انتهاء تلك المهلة. ونريد أيضا أن نتمكن من البناء في الضفة الغربية فورا بعد انتهاء مهلة الأشهر الثلاثة" . من جانبه، حث الوزير أفيشاي بريفارمان من حزب العمل اليساري نتنياهو على المضي قدما في المساعي السلمية. وقال : "دعونا نتطرق إلى جوهر المسألة ولنتفاوض بشأن الحدود والأمن، فالوقت ينفد وآمل أن يتم اتخاذ قرار قريبا بشأن استئناف المفاوضات، وأنا لا أريد الإسهاب في التفاصيل لكن على رئيس الوزراء أن يتحرك بدعم من الرئيس الأمريكي ورئيس السلطة محمود عباس" . وفي القدس تظاهر أكثر من خمسة آلاف شخص معظمهم من الشبان الأحد أمام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي للاحتجاج على احتمال تمديد تجميد الاستيطان. وفي موازاة ذلك أعلنت المجالس المحلية والبلدية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) اضرابا عاما لمدة 24 ساعة للضغط على نتنياهو. وتهدف الاقتراحات الأمريكية الى تحريك مفاوضات السلام المباشرة الاسرائيلية الفلسطينية التي اطلقت في مطلع سبتمبر/ ايلول ثم توقفت بعد ثلاثة اسابيع عند انتهاء العمل بقرار التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية في 26 من نفس الشهر. وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد مجددا في القاهرة انه لن يقبل باستئناف المفاوضات مع إسرائيل بدون تجميد الاستيطان في القدسالمحتلة.