يشهد التاريخ لمدينة المحلة الكبرى، إحدى مدن محافظة الغربية، بأنها أول من أطلق الشرارة الأولى للثورة المصرية. فالغربية هي "محافظة الإضرابات، والثورة" على سياسات النظام القديم، وهذه خصوصية يتسم بها أبناء الغربية، مما يرشحهم للعب دور فاصل في تحديد مستقبل سياسي لهذه المحافظة، فهي معقل الحركة العمالية وما يرتبط بها من قيادات سياسية.
حيث كان أول من قام بالإضرابات هم عمال غزل المحلة، في السادس من أبريل 2008، وبعد نجاح الثورة تغيرت الخريطة السياسية تماما في هذه المحافظة، ليقفز العمال والحركات الثورية إلى صدارة المشهد السياسي، الذي كان يحتله الحزب الحاكم، وجماعة الإخوان المسلمين.
ويتحدث "مصطفى النويهي" مرشح حزب الوفد في محافظة الغربية عن تاريخ محافظته، قائلا بأنه لا يمكن لأحد أن ينكر دور عمال المحلة وتاريخهم، بالإضافة إلى حركتا 6 أبريل ، و كفاية، حيث تمكنوا جميعا من إثراء الروح الوطنية بإحتجاجاتهم المتكررة، لرفضهم السياسات السابقة.
ومن اللافت للنظر أن جميع عمال المحلة يذكرون دائما رمزا لهم يعبر عما بداخلهم وهو "عبد القادر الديب"، أحد قيادات إضراب 6 أبريل في 2008، وهو أحد عمال شركة الغزل والنسيج، ويتمتع بنصيب الأسد من ناحية الشعبية الكبيرة التي حظي بها بسبب مواقفه الواضحة، وهذا ما أجمع عليه كل ناشطي وعمال الغربية.
وعلى صعيد آخر فإن المواطنين في الغربية يعانون من تردي مستوى الخدمات العامة، فضلا عن تقلص فرص العمل، منذ تراجع صناعة الغزل التي كانت تزدهر في فترات سابقة، ويُعَوِّل الناخب على المرشح الذي سيتصدى لحل هذه المشكلات.
ويشير "كمال عرفة" الكاتب الصحفي في جريدة الكرامة، وأحد أهالي الغربية، متحدثا عن الدوائر الإنتخابية الساخنة في الغربية، إلى الدائرة الأولى والثانية، اللتان تضمان مدينتي المحلة وطنطا، موضحا أن هناك حرب إنتخابية ستقع في شوارع الدائرتين، بسبب وجود قوى سياسية متنوعة مثل الوفد الليبرالي، والتحالف الديمقراطي، الذي يقوده حزب الحرية والعدالة أو الإخوان المسلمين.
كما أضاف "يحيى زنانيري" رئيس رابطة منتجي الملابس، وعضو غرفة الصناعات النسيجية، بأن إقتصاد مدينة المحلة يقوم على مدى الوصول لقمة صناعة الغزل والنسيج، أما عن تردي الحياة المعيشية بها، فيعللها الزنانيري بإهمال تلك الصناعة، وقلة الإنتاج، وضعف القوة الشرائية، وبالتالي تقلص المرتبات.
أما عن المشهد السياسي بالغربية فنجد أن قيادات سابقة في الحزب الوطني "المنحل" قد أعادت إنتاج نفسها من جديد، بتكوين ثمانية أحزاب تعتزم دخول الإنتخابات، لكنها تبدو بعيدة عن المنافسة نظرا لتاريخها السابق.
حيث كانت الغربية من أكثر المحافظات، التي شهدت عمليات تزوير واسعة في إنتخابات 2010، والتي اكتسح فيها الحزب الوطني "المنحل" بطريقة أو بأخرى مقاعد البرلمان، لكن الصورة تبدو مختلفة تماما بعد الثورة.