أبدى الكاتب مصطفى عبدالله سعادته بتولي حلمي النمنم حقيبة الثقافة بالحكومة المشكلة برئاسة شريف اسماعيل، مؤكدا أن "النمنم" يعلم كل تفصيلة بمؤسسات الثقافة وكيفية إدارتها وبالتالي فهو لا يحتاج لوقت طويل من التأمل ، بل سيتحرك على الفور للإصلاح. وتابع بتصريحات خاصة ل"محيط" أن "مافيا الفساد" المنتشرة بهياكل وزارة الثقافة هي أخطر ما يهدد وزارة حلمي النمنم، فهناك مجاملات وشللية تجعل من حفنة كتاب بلا مؤهل حقيقي يديرون المهرجانات والأنشطة ونشر السلاسل ورئاسة اللجان ، وهناك حالة من اللامبالاة عند موظفي الثقافة لدرجة أنك تجدهم بقصور الثقافة لا يرغبون بالعمل ويأتون لتمضية وقت الفراغ. أما عن أهم الملفات العاجلة أمام الوزير فهي برأي الكاتب هيئة الكتاب التي كان يتولى إدارتها، ويعلم إخفاقاتها ، وسيكون قراره بمن يتولى رئاستها خلفا له محكا كبيرا لقدراته . الملف الآخر هو قصور الثقافة المترهلة والتي تمتلك 570 فرعا بالمحافظات لكن بلا جدوى وفعالية، وظلت أزمة مزمنة لكل وزارات الثقافة، فكان الوزراء يذهبون إليها ويجيئون ويخصمون من هذا ويكافئون ذاك ولا يتغير شيء في المنظومة ذاتها. وأكد الكاتب أن رؤساء فروع الثقافة بالمحافظات يجب أن يكونوا من المبدعين وليس الموظفين. كما يعد معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي يستضيف الصين هذا العام تحديا حقيقيا يمثل أمام وزير الثقافة الجديد، لأنه بحسب الكاتب "كل يوم يمر يخصم من رصيد نجاح المعرض أو يضيف". من جهة أخرى نفى رئيس تحرير "أخبار الأدب" سابقا، إمكانية القلق من وزير جديد تولى أي منصب بعهد الرئيس مبارك، وذلك ردا على حملة الهجوم التي صاحبت إعلان تولي النمنم الوزارة، والتي اتهمته بأنه من "رجال فاروق حسني" حيث تولى منصبا رفيعا بهيئة الكتاب، وهنا يرد الكاتب بقوله : كلنا رجال مبارك شئنا أم أبينا، بمعنى أننا تدرجنا بالمناصب وعملنا في ظل هذا النظام ، ولم يكن من الممكن أن تقضي أي من حاجياتك بدون اللجوء للوزراء الذين عينهم مبارك بحكوماته. كما أن حلمي النمنم - يواصل عبدالله- تولى رئاسة دار الهلال بعد الثورة، فلا هذا يعيبه ولا ذاك، ولا شيء يشكك بوطنية أحد منا، ولا يجعلنا بالضرورة مؤيدين لسياسات الرئيس المخلوع. وهناك بين الكتاب من جرى خلف سوزان مبارك ثم يدعي اليوم أنه ثوري ضمن ركوب الموجة. وأكد مصطفى عبدالله أنه كان شاهدا على حسن إدارة حلمي النمنم لهيئة الكتاب، حيث أخبرهم أنه يرفض منطق التخوين ورمي الآخرين بتهم الفساد، لأن المسئول الفاسد سيكون كل من عاداه فاسد مثله، لأنه صمت حتى ترك هذا المسئول مكانه، وهنا اغلق باب حروب المصالح. ويرى الكاتب الصحفي أن وزير الثقافة السابق كان مفاجأة غريبة للوسط لأنه لم يكن معروفا بدرجة كافية، بخلاف النمنم الذي زاملهم بالصحافة والثقافة معا. وختم مصطفى عبدالله حديثه موجها رسالة للوزير : الكرة بملعبك ، وبإمكانك أن تنجح فيما فشل فيه الآخرون، فلتفعل!