استضاف صالون الدكتور غازى الثقافى العربى الدكتور صلاح جودة أستاذ الاقتصاد ومدير مركز الدراسات الاقتصادية والخبير الاقتصادى فى ندوة عقدت مؤخرا بمقر الصالون بالجيزة . أدار الندوة الدكتور محمد على سلامة أستاذ النقد الأدبى فى حضور مكثف من رجال الفكر والإعلام من معظم بلدان الوطن العربى مصر والسعودية والكويت والعراق وسوريا باعتبار الصالون جامعة عربية مصغرة للثقافة والفكر كما أكد جميع الحضور . وأبدى الدكتور غازى سعادته بالصالون الذي يحتفل بيوبيله الفضي، وقد أقام احتفالية كبرى مؤخرا على شرف رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتى . وأكد أن الاحتفال باليوبيل الفضى مستمر وسيقوم الصالون بإنتاج فيلم تسجيلى للصالون يعده السيناريست والشاعرة مروة نايل والصحفى شريف عبيد من وكالة أنباء الشرق العربى والمونتير علاء السيد والتعليق الصوتى للإعلامى أسامة عبد العظيم . مصر غنية بثرواتها تمتلك مصر 2500كم شواطئ ، 1500كم نهر النيل ، عشر بحيرات طبيعية ، أكبر بحيرة صناعية فى العالم ، أطول قناة مائية فى العالم وهى قناة السويس 193كم التى يمر عبرها 22 % من حاويات العالم . ومصر الثانية بعد إنجلترا فى إنشاء السكك الحديدية بطول 1866كم وهى الثانية التى أنشأت أوبرا على مستوى العالم وهى الأوبرا القديمة ومصر الثالثة فى الثروة المحجرية وتمتلك ثروة هائلة من الرمال البيضاء علاوة على المقومات السياحية بمصر وأكد جودة أن مصر أغنى دول العالم بثرواتها الطبيعية والبشرية 62 % من شعب مصر شباب ، ولهذا فإن الأجدر بنا أن نحول هذه الطاقة الهائلة نحو الإنتاج، بدلا من الشكوى، فالأزمة لا تكمن فى نقص الثروات بل فى إدارة رشيدة لحسن استغلالها وتفضيل مصلحة الوطن عن أى مصالح أخرى وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن أغنى دول تمتلك ثروات فى العالم هي مصر والعراق والولايات المتحدةالأمريكية ؛ فمصر مثلاً الدولة الثالثة فى العالم فى الثروة المحجرية من فوسفات ومنجنيز وكربونات الكالسيوم وضرب مثلاً بنقاء الرمال فى مصر حيث تبلغ درجة نقاوته 98.5% بينما وادى السيليكون فى أميركا 67% ورغم ذلك يتم تصدير هذه الرمال مواد خام بسعر من 10 إلى 13 دولار للطن لتركياوالصين وإيطاليا حيث يغسل فى تركياوالصين ويصدر إلينا بعد غسيله بسعر 238 دولار .. ويتساءل هل من الصعب غسيله فى مصر؟ هذه الرمال تعود بعد دمجها بصناعات زجاجية بسعر 2000 دولار للطن فلو تم استيراد أدوات ذلك كم سيوفر على مصر؟ وأضاف بأن الرمل بعد غسيله تصنع منه إحدى الدول المجاورة شرائح الكمبيوتر ويصدر إلينا بعد ذلك بسعر 22 ألف دولار للطن ، وتساءل : هل من الصعب قيام إحدى الشركات الصينية بتصنيع الخلايا الشمسية فى مصر من هذه الرمال؟ وكم سيوفر ذلك؟ كما أشار الخبير لكربونات الكالسيوم وأهميتها وتوفرها فى مصر فى سمالوط بمحافظة المنيا والذى يدخل فى 21 صناعة منها الورق والمناديل والبويات والأقمشة ونصدره خام لأننا لا نستطيع طحنه فهل هذا يعقل؟ ببساطة لو فرض على كل صاحب محجر قبل الترخيص وجود مطحنة إنتهت المشكلة مؤكداً أن مصر تصدر بقيمة 19 مليار دولار مواد خام فكم سيوفر لو تم تصنيعها فى مصر؟ وأضاف بأن رئيس الجمهورية عليه أعباء جسام ومهمة الحكومة هى المتابعة وضرب مثلاً بالمؤتمر الاقتصادى فى 13 إلى 15 مارس وحضرته 25 منظمة إقليمية و86 ممثلين لدول بين رؤساء دول ووزراء وعقدت 46 إتفاقية وقد مر على المؤتمر 180 يوم حتى الآن ماذا فعلت الحكومة لمتابعة ذلك؟ كما قام رئيس الجمهورية بعدد 23 رحلة خارج مصر وعقدت اتفاقيات مع 26 دولة فأين الحكومة من كل هذا؟ ومدى استفادتها من هذه الإنجازات؟ وأشاد صلاح جودة بحفر قناة السويس الجديدة وبشر بالخير فى كشف بئر للغاز فى مصر مؤكداً أن استغلال كل هذا والنهوض بالاقتصاد المصرى للخروج يتوقف على اختيار وزراء من أصحاب الكفاءة والخبرة واستبعاد منهم أهل الثقة الذين يفضلون مصالحهم على مصالح الوطن كما طالب بمنع تصدير مواد خام من المحاجر المصرية وأكد أن أى مستثمر أجنبى يحتاج لضمانات للاستثمار فى مصر ومنها سهولة دخول أمواله وسهولة خروج أرباحه واحترام الدولة لتعاقداتها وتشريعات الاستثمار والقضاء على البيروقراطية مناقشات أثيرت مناقشات خلال الصالون، تخللها تساؤل ياسر عبيدو الصحفى بالأهرام العربى هل مصر فقيرة بعلماء الاقتصاد وأين دور الشعب؟ وأجاب الدكتور صلاح جودة بأن مصر لديها أكفأ علماء اقتصاد فى المنطقة لكنهم بعيدون عن موقع المسئولية وبخصوص الشعب من الممكن أن يساهم باكتتاب شعبى إنشاء شركات قابضة تساهم فى إنعاش الاقتصاد المصرى وطالب مدحت الجيار رئيس تحرير مجلة "الرواية" بمشروع إعلام اقتصادى وفضائيات خاصة بالاقتصاد لإلقاء الضوء على علماء الاقتصاد واقتراحاتهم ومشاكل الاقتصاد فى مصر. وتساءل الدكتور غازى صاحب الصالون عن مفهوم الدولة العميقة؟ وأجاب الدكتور صلاح الدولة التى تعتمد فى إدارتها على المخزون الثقافى المعرفى فدولة مثل الصين أسسها ماوتسى تونج بعد خمس سنوات مغلقة على البناء الثقافى للعقلية . وأشار الدكتور حيدر طارق وزير مفوض بجامعة الدول العربية كيف نصنف الاقتصاد المصرى مستهلك أم منتج؟ وأجاب بأن مصر تستورد بقيمة 72 مليار دولار وتصدر بقيمة 22 مليار دولار وتستهلك 15 مليون طن قمح والذى يضيع معظمه بسبب سوء التخزين فهل من الصعب توفير 50 صومعة غلال بقيمة خمسين مليون دولار لتقليل الفاقد فى القمح ؟ فمصر دولة مستهلكة بالطبع بينما أكد محمد عمارة نائب رئيس تحرير الجمهورية على احتياج البلد لأمثال الدكتور صلاح جودة فى موضع المسئولية وطالب بوضع معايير لاختيار الوزراء يعتمد على الكفاءة ورد الدكتور صلاح جودة بأن الوزارة يجب أن لا تزيد عن 15 وزير لتوفير الوقت والجهد والمال وضرب مثلاً باجتماع مجلس وزراء يضم عدداً ضخم من الوزراء فلو تم استغراق وقت فى السلام والتحية بعضهم لبعض وتناول مشروب وكل شخص يحادث الآخر ولو دقيقتين فكم من الوقت يضيع وتضيع معه مصالح الناس؟ فكلما قل العدد زادت سرعة الإنتاج وأثار الصجفى سالم محمد قضية التعدى على الأراضى الزراعية ورد الدكتور صلاح بأن ما يحدث ليس بتحديث للريف المصرى بل ترييف للمدينة المصرية وهذا سبب تآكل الأراضى الزراعية فكل جاء من قريته ليبنى على أجود الأراضى الزراعية فى القاهرة كما أثيرت مناقشات عن النقل فى مصر ودوره فى حركة التجارة العالمية وأجاب الدكتور صلاح بأنه تضيع على مصر سبعة مليارات دولار لعدم وجود أسطول مصرى للنقل البحرى مؤكداً أن الصين متقدمة فى صناعة السفن ويمكن الاستعانة بخبرتها فى بناء أسطول نقل بحرى فى مصر وعلى هامش الندوة شدا الفنان العراقى المبدع محمد البنداوى روائع الموسيقى العربية عازفاً على العود وسهر معه ضيوف الندوة حتى منتصف الليل فى ليلة من ليالى الموسيقى العربية الراقية.