بسبب صاروخ حوثي.. وقف الرحلات من وإلى مطار بن جوريون    بالمواعيد.. مباريات الجولة 36 من الدوري الإنجليزي الممتاز    الأرصاد تحذر من حالة الطقس: ذروة الموجة الحارة بهذه الموعد    بشرى ل"مصراوي": ظهرت دون "مكياج" في "سيد الناس" لهذا السبب    فريق طبي بمستشفى سوهاج الجامعي ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    الضرائب: 9 إعفاءات ضريبية لتخفيف الأعباء وتحفيز الاستثمار    مصرع عنصرين إجراميين في مداهمة بؤرًا خطرة بالإسماعيلية وجنوب سيناء    النار التهمت محصول 1000 فدان.. الدفع ب 22 سيارة للسيطرة على حريق شونة الكتان بالغربية    شهادات مزورة ومقر بدون ترخيص.. «الطبيبة المزيفة» في قبضة المباحث    محافظ الشرقية يطمئن على نسب تنفيذ أعمال مشروعات الخطة الإستثمارية للعام المالي الحالي بديرب نجم    أمين الفتوى: المعيار الحقيقي للرجولة والإيمان هو أداء الأمانة والوفاء بالعهد    السديس في خطبة المسجد الحرام يحذر من جرائم العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي    خبر في الجول - لجنة التظلمات تحدد موعد استدعاء طه عزت بشأن أزمة القمة.. ولا نية لتقديم القرار    «المستشفيات التعليمية» تنظم برنامجًا تدريبيًّا حول معايير الجودة للجراحة والتخدير بالتعاون مع «جهار»    فريق طبي بمستشفى سوهاج ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    "موسم لا ينسى".. صحف إنجلترا تتغنى ب محمد صلاح بعد جائزة رابطة الكتاب    جدل فى بريطانيا بسبب اتفاق ترامب وستارمر و"الدجاج المغسول بالكلور".. تفاصيل    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبد الحليم محمود    الشباب والرياضة تنظم الإحتفال بيوم اليتيم بمركز شباب الحبيل بالأقصر    جامعة القاهرة: أسئلة امتحانات الترم الثاني متنوعة لضمان العدالة    تنفيذ فعاليات حفل المعرض الختامي لأنشطة رياض الأطفال    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    مصرع شابين وإصابة آخر فى حادث تصادم دراجتين ناريتين بالدقهلية    جهاز تنمية المشروعات يضخ 920 مليون جنيه لتمويل شباب دمياط    مروان موسى: ألبومي الأخير نابع من فقدان والدتي    أحمد داش: جيلنا محظوظ ولازم يوجد صوت يمثلنا    المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه أوضاعا خطيرة بسبب القيود الإسرائيلية    ملتقى الثقافة والهوية الوطنية بشمال سيناء يؤكد رفض التهجير والتطبيع مع الكيان الصهيوني    التموين تعلن آخر موعد لصرف الدعم الإضافي على البطاقة    استلام 215 ألف طن قمح في موسم 2025 بالمنيا    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    قناة السويس تدعو شركات الشحن لاستئناف الملاحة تدريجيًا بعد هدوء الهجمات    عقب أدائه صلاة الجمعة... محافظ بني سويف يتابع إصلاح تسريب بشبكة المياه بميدان المديرية    المستشار الألمانى يطالب ترامب بإنهاء الحرب التجارية وإلغاء الرسوم الجمركية    10 لاعبين يمثلون مصر في البطولة الأفريقية للشطرنج بالقاهرة    الزمالك في جولته الأخيرة أمام المقاولون في دوري الكرة النسائية    محمد عبد الرحمن يدخل في دائرة الشك من جديد في مسلسل برستيج    دمياط: قافلة طبية تحت مظلة حياة كريمة تقدم العلاج ل 1575 شخصا    المتحف المصري الكبير يستقبل 163 قطعة من كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون    ضبط 3 طن دقيق فاخر مجهول المصدر و185أسطوانة بوتاجاز مدعمة قبل بيعها بالسوق السوداء في المنوفية    عاجل.. الاتحاد السعودي يعلن تدشين دوري جديد بداية من الموسم المقبل 2025-2026    أبو بكر الديب يكتب: مصر والمغرب.. تاريخ مشترك وعلاقات متطورة    سائح من ألمانيا يشهر إسلامه داخل ساحة الشيخ المصرى الحامدى بالأقصر..فيديو    وزيرة التخطيط و التعاون الدولي :حققنا تطورًا كبيرًا في قطاع الطاقة المتجددة بتنفيذ إصلاحات هيكلية تجذب القطاع الخاص وتُعزز مركزنا كدولة رائدة    الطيران المدني الباكستاني: مجالنا الجوي آمن ومعظم المطارات استأنفت عملها    13 شهيدا وهدم للمنازل.. آخر تطورات العدوان الإسرائيلي في طولكرم ومخيميها    مصر أكتوبر: مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات موسكو تعكس تقدير روسيا لدور مصر    كاف اعتمدها.. تعرف على المتطلبات الجديدة للمدربين داخل أفريقيا    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس    الموافقة على الإعلان عن التعاقد لشغل عدة وظائف بجامعة أسيوط الأهلية (تفاصيل)    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    إعلام إسرائيلي: تفاؤل أمريكى بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك وسيراميكا بالدوري    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرمال .. تبوح بأسرارها !
نشر في آخر ساعة يوم 27 - 08 - 2012


الدفن في الرمال
وسيلة قديمة لعلاج الأمراض
اشتهرت مصر بمدنها ومياهها المعدنية والكبريتية وجوها الجاف الخالي من الرطوبة وماتحتويه تربتها من رمال وطمي صالح لعلاج العديد من الأمراض، وتعدد شواطئها ومياه بحارها بما لها من خواص طبيعية مميزة وتعتبر الرمال المصرية من أهم الوسائل العلاجية منذ عهد المصريين القدماء يقصدها المرضي من جميع دول العالم للاستشفاء.
وقد انتشرت في مصر العيون الكبريتية والمعدنية التي تمتاز بتركيبها الكيميائي الفريد والذي يفوق في نسبته جميع العيون الكبريتية والمعدنية في العالم علاوة علي توافر الطمي في برك هذه العيون الكبريتية بما له من خواص علاجية تشفي العديد من أمراض العظام وأمراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والأمراض الجلدية وغيرها، كما ثبت أيضا الاستشفاء لمرضي الروماتيزم المفصلي عن طريق الدفن في الرمال.
كما أكدت الأبحاث العملية أن مياه البحر الأحمر بمحتواها الكيميائي ووجود الشعاب المرجانية فيها تساعد علي الاستشفاء من مرض الصدفية وتتعدد المناطق السياحية التي تتمتع بميزة السياحة العلاجية في مصر وهي مناطق ذات شهرة تاريخية عريقة مثل حلوان، عين الصيرة، العين السخنة، الغردقة، الفيوم، منطقة الواحات، أسوان، سيناء، وأخيراً مدينة سفاجا الواقعة علي شاطئ البحر الأحمر والتي تمتلك جميع عناصر السياحة العلاجية والتي تزورها الأفواج السياحية وتأتي شهرتها بأن الرمال السوداء لها القدرة علي التخلص من بعض الأمراض الجلدية.
وقد اعتقد المصريون القدماء أن الإنسان سوف يبعث ثانية بعد موته ليحيا حياة الخلود ولذا حرصوا علي الاحتفاظ بأجساد الموتي عن طريق تحنيطها. كما راعوا دفن جثث الموتي بعيداً عن رشح المياه ووضعوها في قبور حصينة في الأماكن الجافة في الصحراء وفي داخل الأهرامات وكانت هذه العمليات تتم في ظل علوم طبية متقدمة وأطباء أكفاء قادرين علي استخدام كل ما تجود به الطبيعة من مواد صيدلية وكيميائية.
فقبل مولد السيد المسيح بثلاثة آلاف عام انجبت مصر (ايمحوتب) عميد الطب العالمي ورائده الأول بإجماع المؤرخين ويعني اسمه الهيروغليفي الذي يأتي في سلام »أنه الطبيب المعماري الوزير كبير الكهنة المرتلين«.
وكانت الإنسانية بعد في طفولتها الأولي أهدتها مصر في (إيمحوتب) عبقرية طبية ويقول عنه جيمس هنري برستد إنه المخترع الأول لفن الطب بلا منافس وقال فيه (أوسلي): إنه أول صورة لطبيب واقعي وأصبح إلهاً شعبياً محبوبا.ً
وبتزايد الكشوف الأثرية التي تركها علي مر الزمن بزغت الأهمية الطبية والعلاجية للعديد من المواقع في أرجاء مصر مثل حلوان والفيوم وجنوب سيناء وسفاجا لما تتمتع به هذه الأماكن من مياه معدنية ورمال وكثبان قادرة علي علاج وشفاء العديد من الأمراض المستعصية في عالمنا اليوم مثل الأمراض الجلدية والروماتزمية.
ولقد أدركت الدولة الأهمية الطبية والعلاجية لهذه الأماكن فقامت علي رعايتها والاهتمام بها حيث صارت من أرقي أماكن الاستشفاء العالمية.
وهكذا احتلت مصر موقعاً متميزاً علي خريطة السياحة العلاجية وأصبحت مقصداً لراغبي الاستشفاء من جميع أنحاء العالم حيث يأتي إليها السائحون للاستمتاع بالمناخ الصحي والعلاج الطبي الطبيعي تحت رعاية أطباء متخصصين في جميع الفروع والمستشفيات الحديثة التي يتوافر بها أحدث الأجهزة العالمية يساندهم أخصائيون في التمرين والعلاج الطبيعي علي أعلي مستوي من الخدمة إلي جانب تقديم برامج سياحية متنوعة لزيارة الأماكن السياحية الفريدة في مصر.
كما تنتشر في الصحراء المصرية ظاهرة العلاج بالرمال وتحديدا في واحة سيوة تبعد 800 كيلو متر من القاهرة حيث يلجأ إليها العديد من المصريين السائحين الأجانب.
ومن جانبه قال عيد علي أحد العاملين في مجال العلاج بالرمال مع قدوم أشهر الصيف وارتفاع درجات الحرارة تنشط حركة غير عادية في الصحراء في مصر، تحديدا علي بعد 617 كيلو مترا من العاصمة المصرية القاهرة بجوار جبل الدكرور في سيوة.
وأضاف يتجه العديد من الأشخاص إلي هناك من مصريين وعرب وأوروبيين ليتم دفنهم في الرمال عندما تكون الشمس عمودية علي الارض أملا في الشفاء من أمراض مختلفة.
وأوضح أن الرمال عرفت كعلاج للعديد من الأمراض عند أهل واحة سيوة منذ مئات السنين ويفسر ذلك بقوله: إن الرمال الموجودة بجبل الدكرور في منطقة سيوة تحتوي علي إشعاعات تساعد في علاج مرض الروماتيزم وشلل الأطفال والصدفية والجهاز الهضمي والعقم، ومن بعض الأمراض الجلدية والعضمية والدموية، مثل الروماتيزم والروماتويد والكولسترول وخفض نسبة الدهون المرتفعة في جسم الفرد وتنشيط الدورة الدموية.
وأشار إلي أن خطوات علاج المريض تمر بعدة مراحل أولاها يأتي المريض إلينا في وقت الضحي فنقوم بوضعه فيما يعرف بالمردم (حفرة ينام فيها المريض) بعد أن ينزع ملابسه كلها ونغطي بالرمال كل جسمه ماعدا رأسه، وذلك لمدة تتراوح ما بين عشر دقائق إلي ثلث ساعة ويتم دخول الرجال إلي الرمال بمعزل عن النساء، ويقوم علي حمامات الرجال فريق من الرجال، وكذلك حمامات النساء تقوم بها النساء أقارب المعالج، وبعد خروج المريض من الحفرة مباشرة، يلف جسمه ببطانية، ثم يتجه إلي خيمة تكون قريبة من المردم ويبقي داخلها لمدة تختلف من شخص لآخر وتتحدد بناء علي قدرة المريض علي البقاء فيها، فهناك من يستطيع البقاء داخل الخيمة لمدة نصف ساعة وهناك من يجلس مدة أكثر أو أقل.
وتابع: في الوقت نفسه يقدم له مشروب ساخن بمجرد دخوله الخيمة للعمل علي تفتيح مسام الجلد ومقاومة درجة الحرارة العالية لترطيب حلقه، ويكون المشروب في الغالب قرفة أو حلبة او يانسون ويمنع من شرب الماء.
وأضاف أن المرحلة الأخيرة تكون بالعودة إلي بيت الضيافة الموجودة بالقرب من المردم ويتم ذلك وهو ملفوف في بطانية حتي لا يتعرض للهواء ويكون وجود المريض في المنزل في غرفة لا يوجد بها أي مصدر للهواء، ثم يدلك جسمه ليتم غلق مسام الجسم عن طريق تدليكه بنوع من زيت الزيتون والخل مع القليل من الملح والليمون، وتكرر هذه الأشياء لمدة ثلاثة أيام علي الأقل، حيث إن هذه هي أقل فترة للحمام الواحد، حيث تحديد مدة العلاج ترجع إلي حالة المريض نفسه ومدي تقدمه في العلاج. ويمكن أن يصل المجموع إلي تسعة أيام.
وأوضح أنه إذا كان المريض في حاجة إلي أيام أخري للعلاج، يجب عليه أن يرتاح ليوم ثم يكمل العلاج بالرمال من جديد مشيرا إلي أن عدد الجلسات يختلف باختلاف المرض، فمرض الروماتيزم المبتدئ يتعرض أصحابه لثلاث جلسات، أما الروماتيزم المستعصي فتمتد لمدة خمس جلسات، والروماتويد سبع جلسات.
وأضاف أنه عالج العديد من الشخصيات المشهورة في مصر، مثل الفنانة نادية لطفي وعبير الشرقاوي ومحمود حميدة بالإضافة إلي العديد من الشخصيات العربية وكثير من السياح الذين يأتون إلي سيوة خصيصا من أجل العلاج.
ومن جانبه قال الدكتور محمود حنفي الأستاذ في كلية العلوم جامعة أسيوط أن العلاج بالرمال وإن كان قديما إلا أن العلم الحديث أثبت جدواه مشيرا إلي أن دور الرمال العلاجي يرجع إلي أن الرمال تحتوي علي نسبة من المعادن الطينية التي تتولد عنها شحنات سالبة عند تلامسها مع الماء حيث تجذب شحنات السموم الموجبة من طبقات الجلد الخارجية، وكذلك وجود نسبة بسيطة من المعادن المشعة مثل المونازايت والثوريوم والتي تفيد في علاج الأمراض الجلدية والعظام علي وجه الخصوص، ووجود تركيزات بسيطة من العناصر المفيدة لجهاز المناعة مثل الاسترانشيوم والسلينيوم والكبريت وأخيرا تفيد الأشعة الشمسية فوق البنفسجية والتي تكون مفيدة لجسم المريض.
وأضاف أنه وكل هذه العناصر تخلق بيئة علاجية جيدة ولذلك ينفع الرمال في علاج العديد من الأمراض، ويحذر من أنه يجب أن يراعي عدم وجود تسلخات أو تقرحات أو جروح غير ملتئمة علي الجسم قبل الحمام الرملي، كما يحتمل حدوث حساسية وفي هذه الحالة يجب وقف العلاج.
وحذر من أن هذا النوع من العلاج لا يصلح لمرضي القلب، ولا من كان عنده كسور حديثة، حيث إن العلاج بالرمال يفتح الكسور، فلابد من مرور فترة زمنية لا تقل عن عامين علي الكسر ليستطيع المريض ممارسة العلاج بتلك الطريقة.
وقال اسماعيل عيسي عامل بأحد المصانع بمحافظة الجيزة أنه كان يعاني منذ اكثر من ثماني سنوات من الروماتيزم وزار الكثير من الاطباء، ولكن حالته كانت تسوء ولم تتحسن رغم تعدد أنواع العلاج لذلك قرر أن يذهب إلي سيوة حيث نصحه أحد أقاربه بالدفن في الرمال كعلاج، وأخبره أن واحة سيوة بها أشخاص من أمهر الناس في مصر بهذا النوع من العلاج، وقد عرف استخدام الدفن في الرمال الناعمة كوسيلة للعلاج من الروماتيزم عند قدماء المصريين.
وأضاف بالفعل قام بالذهاب إلي سيوة واستغرقت فترة علاجة 4 جلسات وبعدها بأسبوعين شعر بتحسن كبير موضحا أنه ينصح مرضي الروماتيزم بالذهاب إلي تلك المناطق.
الرمال البيضاء .. الأولي عالمياً
رغم أن الرمال من أهم مصادر الدخل القومي لو أحسنا استغلالها إلا أن المسئولين في مصر لا يولون لها الاهتمام الكافي وبخاصة الرمال البيضاء التي يتم تصديرها كمادة خام وتدخل في العديد من الصناعات.
وتعتبر الرمال البيضاء المصرية من أجود أنواع الرمال البيضاء في العالم وتتكون من ثاني أكسيد السيليكون النقي وتوجد في سيناء ويتم تصديرها إلي جميع دول العالم بسعر 20 دولارا للطن ويتم تنميتها وتصنيعها في الدول الغربية والصين ويتراوح سعر الطن 100 - 200 دولار للطن وفي حال تحويله إلي أدوات زجاجية يصبح الطن في حددود 1000 دولار وعند تحويله إلي سيليكون نقي تصبح القيمة 10000 دولار للطن.
كما يستخدم في تصنيع الخلاية الشمسية ومن الممكن أيضا أن يتحول إلي سيليكون وحيد البلورة وفي تلك الحالة يصل سعره إلي 100000 دولار للطن ويستخدم في تصنيع الرقائق الإليكترونية.
فإذا فكرنا في تنمية هذه الثروة التي يمكن أن تعطي دفعة قوية للاقتصاد القومي ويجب أن يعرف كل مواطن في مصر أن هذه الثروة التي أعطاها الله لمصر ليس من أجل أن نحولها إلي أموال فقط ولكن يمكن أن يقام عليها صناعات كثيرة جدا مثل الخلايا الشمسية أو الدوائر المتكاملة وأشباه الموصلات عموما.
أصحاب مصانع الزجاج وخبراء صناعة "البورسلين" أكدوا أن الاستمرار في تصدير الرمال البيضاء بشكل عشوائي يمثل كارثة اقتصادية خاصة أن الرمال البيضاء تعد ثروة معدنية لكونها من أعظم أنواع الرمال في العالم وتدخل في تصنيع الكريستال والزجاج عالي الجودة والنظارات والبورسلين وبعض الأدوات المنزلية.
أضافوا أنه يجب علي الحكومات وقف تصدير الرمال في أسرع وقت وضربوا مثلاً بالسعودية التي أوقفت التصدير حفاظاً علي ثروتها المعدنية مشيرين إلي أنه بقليل من الوقت والجهد تستطيع مصر أن تكون من أكبر الدول علي مستوي العالم في تصنيع الزجاج.
وقال محمد ممدوح المدير التنفيذي لغرفة الصناعات الكيماوية إن الرمال البيضاء تتواجد في مناطق من سيناء والزعفرانة بكميات كبيرة تصل إلي مليارات الأطنان وقيمة هذه الرمال تتمثل في جودتها ودرجة نقائها العالية مما يؤهلها لتصنيع الكريستال والبلور والزجاج والبصريات والأدوات المنزلية.
أضاف أن استمرار تصدير الرمال وغيرها من الرمال الخام الطبيعية يعد إهداراً للثروات المعدنية ويؤثر بالسلب علي الاقتصاد المصري وهو في أشد الحاجة لدعمه وخصوصا بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد لديه العديد من التحديات علي الجانب الاقتصادي.
وأشار إلي أن مصر تصدر حوالي 4 آلاف طن يومياً منها 2500 طن إلي الإمارات وهي نسبة كبيرة جداً مشيرا إلي أن المشكلة تكمن في أننا نصدر هذه الكميات بثمن بخس لا يمثل قيمتها الاقتصادية.
أضاف أنه في غضون سنوات قليلة يمكن أن تصبح مصر من أكبر الدول في تصنيع المنتجات الزجاجية وبقليل من الجهد والعمل نستطيع أن نصدر هذه المنتجات مشيراً إلي أن الرمال البيضاء تشارك أيضاً في تصنيع السليكون الذي يستخدم في تصنيع العديد من الأجهزة.
من جانبه قال محمود الدرديري (مدير أحد مصانع إنتاج الزجاج) للأسف نصدر الرمال البيضاء بثمن بخس يصل ل70 جنيهاً للطن ثم بعد ذلك نستورده في صورة منتجات نهائية مثل أدوات منزلية وكريستال وبصريات وغيرها بأسعار عالية وبالعملة الصعبة وهذا يمثل إهداراً للثروات الطبيعية.
أضاف أنه يمكن الاستفادة من الرمال البيضاء بعدة طرق منها إنشاء مصانع وطنية يملكها مصريون ونستفيد منها من خلال تصنيع منتجات زجاجية متنوعة بالإضافة إلي جذب مستثمرين أجانب وعرب لإقامة مصانع توفر فرص عمل.
قال محمد يوسف (صاحب مصنع للزجاج) إن هناك بعض التجار يستفيدون من تصدير الرمال البيضاء كمادة خام دون تصنيعها ولذلك يجب علي الحكومة أن توقف تصدير هذه الرمال عالية القيمة مشيراً إلي أن تصنيع الرمال في مصر يوفر علينا ملايين العملات الصعبة ويتيح فرص عمل للكثير من الشباب.
مشددا علي تأييده وبشدة فكرة عدم تصدير الرمال والاستفادة منها محلياً بصورة جيدة موضحا أنه من غير المقبول أن تستمر مصر في تصدير هذه الثروة المعدنية.
وأوضح أن الرمال البيضاء المصرية تصدر إلي دول العالم بسعر20 دولارا للطن ثم يصنع في الدول الغربية والصين ليتراوح سعره بين100 و200 دولار للطن وعند تحويله إلي سيليكون نقي تصبح قيمة الطن10000 دولار وهو ما يستخدم في تصنيع الخلايا الشمسية ليتحول إلي سيليكون وهي وحدة البلورة وفي هذه الحالة يصبح سعره100 ألف دولار للطن حيث يستخدم في تصنيع الرقائق الإلكترونية.
وأكد أهمية استغلال إمكانياتنا التصنيعية التي يمكن اتخاذها كقاعدة انطلاق للتطور والتحديث لتوطين صناعات حيوية مثل الشرائح اللازمة لحقول الطاقة الشمسية وكابلات الألياف الضوئية دوائر الاتصالات ونقل المعلومات ومكونات دوائر المايكروميكانيكال سيستم وغيرها من الصناعات الأخري بخلاف استغلال المواد الخام في الصناعة بدلا من تصديرها بأبخس الأسعار وهذا في حد ذاته هدف استراتيجي قومي تسعي الدولة إليه.
ونوه إلي أن استخدام تلك التكنولوجيات سيساعد علي إنتاج طاقة جديدة تصل إلي ما نسبته20٪ من إجمالي الطاقات المولدة حتي عام2020
وقال الباحث الجيولوجي الدكتور محمود عشري إنه كان يمتلك فكرة مشروع إنشاء عشرة مصانع متخصصة في منتجات السيليكون باستخدام المواد المحلية من الرمال والسيليكا المصرية موضحا انعكاس تلك التكنولوجيا المتطورة علي استخدامات العديد من القطاعات الصناعية المختلفة بل ستجني ثماره الصناعة المصرية مشيرا إلي أن المشروع كان يستهدف توفير العديد من فرص العمل.
وقال إن المشروع يمكن تنفيذه خلال السنوات السبع المقبلة مشيرا إلي أن الإنتاج النهائي سيكون بطاقة100٪ خلال عشر سنوات من بدء التنفيذ وأنه سيتم تنفيذه بالتعاون مع بعض الشركات الأجنبية مقابل حصة في الإنتاج واوضح أن التكلفة الكلية للمشروع تبلغ نحو12 مليار جنيه مصري سيتم توفيرها من خلال الاكتتاب بأسهم قيمتها1000 جنيه للسهم وهي للمصريين بالخارج كما يتم اختيار عدد محدود من المؤسسين للمساهمة في إنشاء الشركة بمبلغ10 ملايين جنيه سيكون لهم حق التصويت في مجلس الإدارة وامتيازات أخري.
ومن جانبه أوضح المهندس عبدالوهاب حلمي استشاري التخطيط الصناعي أن الرمال الصالحة لصناعة الزجاج بكميات كبيرة وجودة مناسبة في مصر مشيرا إلي أن أهم مناطق الإنتاج حالياً توجد في جنوب سيناء (منطقة أبو زنيمة) وخليج السويس (منطقة ابوالدرج والزعفرانة) وقد قامت هيئة المساحة الجيولوجية بدراسة مصدر جديد لرمال الزجاج بشبه جزيرة سيناء في منطقة جبل جنة جنوب سيناء.
وأضاف وقدرت الاحتياطيات المبدئية شبه المؤكدة لهذه الرمال بعدة مئات من الملايين من الأطنان في موقع متميز يخترقها طريق الأسفلت كاترين نويبع الرئيسي وقريباً من ميناء نويبع من الشرق والعريش وأبوزنيمة من الغرب وتحتوي هذه الرمال علي نسبة تصل إلي حوالي 0.1٪ من وزنها من الكاولين الجيد المواصفات يمكن فصله والحصول عليه واسترجاعه أثناء عملية الغسيل.
وتابع: ويمكن تعدين رمال هذه المنطقة بعمليات المنجم المكشوف للحصول علي منتجين الرمال الصالحة لصناعة الزجاج والكاولين ولايعوق تنمية هذه المنطقة إلا نقص المياه غير المتوافرة بهذه المواقع لما تستلزمه عمليات التركيز والفصل من كميات كبيرة ويمكن أن يتم التخطيط لإنتاج حوالي نصف مليون طن من الرمال تعد للتصدير بصفة أولية تزداد فيما بعد حسب تطور عمليات التصدير لتصل إلي مليون طن، حيث إن السوق المحلي مكتف بالإنتاج المحلي من المناطق الأخري (أبو الدرج الزعفرانة ابوزنيمة) وتعتبر السوق العربية شرق البحر الأحمر وخاصة دول الخليج العربي وشرق أفريقيا وجنوب شرق آسيا وخاصة اليابان وأسواق فلسطين وسوريا وأسواق جنوب أوروبا (خاصة إيطاليا) وتركيا من الأسواق الرئيسية لهذا المنتج
وأشار إلي أن سعر الطن رمال الزجاج الجيد المطابق للمواصفات في الأسواق العالمية يتراوح بين 15 17 جنيها إسترلينيا ويمكن تصدير هذه الرمال من موانيء نويبع وابوزنيمة وميناء العريش وتعتبر الرمال البيضاء من أهم الخامات غير الفلزية وتتكون أساسا من حبيبات وترتفع درجة جودتها كلما كانت نقية وخالية من الشوائب.
ومن جانبه قال ياسر راشد رئيس شعبة المحاجر بغرفة مواد البناء باتحاد الصناعات إن مصر تستهلك 960 ألف طن من الرمل الزجاجي للسوق المحلي، بينما يبلغ الإنتاج المحلي 2 مليون طن مما يعني أن وضع رسم صادر سوف يوقف العديد من المحاجر عن العمل لأن السوق المحلية تستهلك كميات قليلة جدا عما يتم إنتاجه في السوق المحلي.
وأضاف بأن هدف مصنعي الزجاج هو تقليل الأسعار رغم من أن أسعار السوق المحلي أرخص كثيرا من أسعار التصدير ولا يمكن أن نتجاهل 35 محجر بخلاف الآلاف من العمال لصالح عدد قليل من مصانع الزجاج.
الرمال السوداء.. تستخدم في مجال الطاقة النووية
هناك نوع ثالث من الرمال وهو الأكثر أهمية إلا أننا تقريبا لانعرف عنه شيئا في مصر رغم توافره بكثرة في 11 منطقة في ربوع مصر وهي الرمال السوداء التي تستخدم في مجال الطاقة النووية.
وفي ظل الانفلات الأمني الذي عانت منه مصر بعد الثورة تعرضت الرمال السوداء للسرقة من جهات غير معلومة وبطرق منظمة، وتُعد هذه الرمال من أهم ثروات مصر التي لو تم استغلالها لجعلت مصر في مصاف الدول الغنية بما تمتلكه من 22 معدنا متواجدا بها وتنتشر هذه الرمال في ربوع مصر في 11 منطقة تقريباً بالصحراء الشرقية والغربية بمساحة تبلغ 001 كيلو متر مربع، بالإضافة إلي انتشارها بنسب قليلة في محافظة كفر الشيخ والوادي.
وكشف عدد من الجيولوجيين عن وجود سرقات للرمال السوداء بطريقة منظمة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية عقب الثورة وطالبوا المواطنين بحماية ثرواتهم الطبيعية وهو ماقاله الدكتور سيد زغلول أستاذ الجيولوجيا مشيرا إلي أن الرمال السوداء عانت من تجاهل النظام السابق شأنها شأن الثروة التعدينية في مصر.
وأشار إلي أن الصحراء الشرقية والغربية تتميز بكثافة هذه الرمال وكذلك الذهب والفضة والبلاتين بما يعادل ضعف الاحتياطي الموجود حالياً في العالم.
وأوضح أن الرمال السوداء نتجت من تشبع الرمال العادية بعناصر مشعة مما صبغ الرمال العادية باللون الأسود وتحتل في بعض المناطق مساحات لا تقل عن 53 كيلو متراً، مؤكدا أن هذه الرمال تستخدم في استخراج اليورانيوم والبلوتنيوم وكافة المواد المستخدمة في مجال الطاقة النووية، بالإضافة إلي استخراج المعادن النفيسة وأوضح أن حُسن استغلال هذه الرمال يدر مئات الملايين للدخل القومي لما تتميز به من قيمة مادية عالية.
ومن جانبه أوضح الدكتور مسعد سعيد أستاذ الاقتصاد بالجامعة الامريكية أن الجهود القادمة من قبل الحكومة تتطلب التركيز علي التعدين والرمال خاصة في ظل الطلب العالمي لها، مشيرا إلي أن الاستغلال الجيد لهذه الرمال يعمل علي زيادة البحث العلمي في هذا المجال لتصبح مصر من أكبر دول العالم في تصدير المواد المستخلصة من الرمال وإنتاج السليكونيات المستخدمة في مجال الإلكترونيات التي تُعد مرتفعة القيمة.
وطالب بإنشاء هيئة قومية للتعدين تعمل علي توفير مواد جديدة لتضع مصر في مصاف أغني دول العالم مشيرا الي أن 66٪ من مساحة مصر عبارة عن رمال موضحاً أن هناك ثلاثة أنواع للرمال صفراء وبيضاء وسوداء فالأولي تستخدم في مجال البناء وصناعة الزجاج أما النوعان الآخران فيتم استخراج الأجزاء الحساسة التي تستخدم في الأجهزة الالكترونية والحاسبات.
ومن جانبه حذر الدكتور جابر بركات أستاذ العلوم بجامعة القاهرة من أنه رغم استغلال الكثبان الرملية لاستخراج الرمال السوداء يعد مجزياً اقتصادياً فإنه يضيع خط حماية شواطئ الدلتا لتركز الكثبان الرملية في منطقة برج البرلس وبلطيم وجمصة والعياش بمحافظة كفر الشيخ ودمياط وإنه رغم أن استغلال الرمال السوداء لا يعني التخلص نهائياً من الكثبان الرملية التي تعتبر خط حماية الدلتا فإن استخلاص المعادن منها سيؤثر في كفاءتها في حماية الدلتا من التآكل، ما يؤدي في النهاية إلي اختلال في الاتزان البيئي ما يعرض الدلتا إلي عمليات ليست في الصالح العام.
وفي المقابل قال الدكتور جودة دبور أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة رغم ثبوت وجود تآكل رهيب بالساحل الشمالي الغربي والواضح في المنطقة ما بين رشيد وحتي العريش إلا أن معالجة هذا الأمر يمكن أن يتم بوضع كتل خراسانية علي شكل صوابع لكسر الأمواج والتي تم عملها ونجحت في مصيف بلطيم، وذلك حتي لا نعطل مشروع مثل هذا استفادة مصر منه ستكون كبيرة.
وأوضح أن النيل هو مصدر إنتاج الرمال السوداء قبل عام 2691 ليتوقف بعدها من ترسيبها مع آخر فيضان بعد إنشاء السد العالي، وأن مناطق تواجدها تتمركز في شمال الدلتا وخصوصاً في الشرق من فرع رشيد لأن التيارات تتجه من الغرب إلي الشرق فهي تأخذ حمولة النهر من الغرب لترسبها شرقاً بما فيها من طمي ورمال لتترسب الرمال الثقيلة وتظل الناعمة عالقة فتترسب الرمال السوداء والكوارتز علي مدار السنين حسب كثافة المعادن وحسب طبيعة الشاطئ والأمواج والتيارات والمد والجزر.
وقال إن مصر شهدت بدايات استغلال الرمال السوداء علي يد كان يوناني (جريكي) في حجر النواتية بالاسكندرية كان ينقل الرمال السوداء من رشيد عبر ترعة المحمودية إلي حجر النواتية ثم يفصل المعادن بطريقة بدائية ويوزعها بشكل بسيط بعدها تحول المشروع لشركة قطاع عام وأصبحت بالفعل شركة للرمال السوداء آخر شارع النبي دانيال.
وأضاف أن هذه الشركة انفضت في السبعينيات بعد خلاف حاد بين هيئة المساحة الجيولوجية وهيئة الطاقة الذرية بالإضافة إلي أن مصدر الرمال السوداء وهو الفيضان قد انتهي بعد بناء السد العالي واستقرارها جنوب السد العالي حيث إن البحر يركز المواد القديمة في رشيد والغريب أن فيضانات النيل القديمة قد تسببت بوجود رمال سوداء في غزة وشمالاً وصولاً لطرطوس وبانياس
ومن جانبه قال الدكتور يحيي القزاز أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلون إن الرمال من أهم عوامل السياحة في مصر كما أن هناك العديد يأتون ليروا الرمال السوداء في الفرافرة وكذلك جبال الكريستال وبلورات الكالسيت وهو أهم منتجع سياحي في مصر فروعة الرمال الطبيعية لا يعادله جمال ومناظر لن تشاهدها إلا في ذلك المكان
وأضاف في الماضي كان الوصول إليها أشبه برحلة إلي مركز الأرض ، فالطرق لم تكن تصل إليها وبعدها عن العالم جعلها تختفي من علي خريطة الاهتمام الحكومي فترة طويلة حتي عادت لتظهر من جديد علي خريطة السياحة المصرية كأفضل منتجع سياحي طبيعي يتمتع بمناظر خلابة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.