أوصي المؤتمر الدولي للتجهيزات الطبية بتغيير الأسماء التي تطلق علي مناطق السياحة العلاجية والاستشفائية، المؤتمر اشترط ألا يشير اسم المنطقة بأي صورة من الصور للمرض الذي يعالج فيها وأن يكون الاسم جاذباً للسياحة، كما طالب المؤتمر بضرورة حصر هذه المناطق ووضعها علي الخريطة السياحية وتسويقها ووضع برامج ترويجية للمرافقين للمرضي. ومصر من الدول التي اهتمت اهتماما شديدا بالسياحة العلاجية وكانت متميزة فيها علي مر العقود السابقة وان كانت الآن قد فقدت الكثير وكادت ريادتها في حقل الطب تهتز وكنت قد كتبت منذ سنوات عن السياحة العلاجية في مصر وحظها القليل مقارنة بالامكانيات الكبيرة المتاحة بالفعل.. ولكن مع كل الجهود التي سبقت والجهود التي تبذل الآن مازلنا لا نحصل علي نصيب عادل قياسا بما تملكه مصر من امكانات واسعة هي في الواقع احدي مميزات مصر التي تؤهلها بكل فخر لتصبح في مصاف أشهر أسواق السياحة العلاجية في العالم. وتزخر مصر بالعديد من المواقع العلاجية من الجيزة إلي الفيوم وجنوب سيناء وسفاجة والواحات حتي أسوان، كما تتميز رمالنا ومياهنا المعدنية وجبالنا بمعادن كثيرة تساعد في الشفاء من أمراض الروماتيزم والروماتويد والصدفية. وكانت هيئة تنشيط السياحة قد أصدرت كتابا عن السياحة العلاجية يحمل عنوان "مصر السياحة العلاجية" به معلومات وافرة بالكلمة والصورة توضح مميزات كل منطقة سياحية في ربوع مصر وهو من أمتع الكتب، لكن هل وضعت هذه الأماكن أو المواقع السياحية النادرة علي خريطة التنشيط السياحي؟ والأهم: هل تم اعداد وتجهيز مناطق السياحة العلاجية حتي تصلح لاستقبال السياح؟ وهل لدينا خطة لحث وتشجيع رجال الأعمال علي الاستثمار في هذا المجال؟ ونعلم أن هيئة التنمية السياحية قد قامت باعداد خطة لحث المستثمرين علي الاستثمار في هذا المجال وانها أعدت خريطة كاملة متكاملة عن جميع مواقع السياحة العلاجية في كل ربوع مصر والتي تتعدي 22 موقعا منها 5 مواقع بخليج العقبة هي نبق وذهب والبحيرة الشمسية وطابا وجزيرة صلاح الدين و3 بخليج السويس هي: عيون موسي وحمام فرعون ووادي الدوم، و3 بشمال سيناء هي بالوظة ورمانة وغرب بحيرة البردويل وقرية سكاسكا وشرم الشيخ والسويس منطقتان هما البحيرات المرة وكبريت و4 بالصحراء الشرقية هي جمصة وسفاجا ومرسي علم وبرانيس ومركز بجنوب وادي النيل في أبو سمبل و3 بالصحراء الغربية في واحة سيوة والواحات البحرية والداخلة. والهدف الأساسي للسياحة العلاجية كأحد أنواع السياحة المتخصصة هو تحقيق موارد اقتصادية جديدة عن طريق الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية وتطوير امكاناتها والاستفادة من العناصر التكنولوجية المساعدة لجذب السائحين المرضي وترغيبهم بوسائل الجذب المتعددة في اطار من الخدمات المتميزة لزيارة مصر بهدف تحقيق الاستشفاء. والحق أنه كلما جاء الحديث حول السياحة العلاجية تفرض الرائدة أمال لهيطة تجربتها الفريدة في مشروعها الرائد للاستشفاء البيئي في سفاجا بالبحر الأحمر وكان مجلس الوزراء قد أصدر قرارا عام 1996 بوضح خطة متكاملة للنهوض بالسياحة العلاجية علي هدي ما تم في سفاجة كمثل يحتذي به وتم انشاء وتشكيل اللجنة القومية للسياحة العلاجية وانشاء الجمعية الألمانية - المصرية للاستشفاء البيئي ومقرها دوسلدورف، وذلك علي إثر زيارة قام بها بعض الأطباء الألمان المتخصصين في الأمراض الجلدية اقتنعوا خلالها بالنتائج المبهرة للعلاج. والسياحة عنصر مهم من عناصر استراتيجية الدولة للنهوض الاقتصادي، واذا كانت صادراتنا 6 مليارات أو أكثر قليلا ووارداتنا 18 ملياراً فإن الأمل معقود علي السياحة لتصحيح جانب كبير من هذا الخلل باعتبارها صناعتنا التصديرية الأولي. لقد أدت الدولة ممثلة في وزارة السياحة دورها وأعدت كل النباتات والأوصاف والأماكن والأراضي والضرائب.. ويبقي عزم المستثمرين أنفسهم ووعيهم الكامل بمخاطر التشبع في منتج سياحي واحد.. وبصفته الفاعل الأصلي في التنمية السياحية لذا وجب عليه أن يعي حقيقة هذه الصناعة ومفاتيحها الحاكمة في التحرك بالتوازي وليس بالتوالي.