أكد الدكتور سمير غطاس رئيس منتدي الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، وصف ما يفعله القوات الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى ب"الاعتداء المباشر وتجاوز حدود المناوشات والاشتباكات"، مشيرا إلي أن القوات الإسرائيلية قد كسرت أبواب المسجد بالإضافة إلي دخول الجنود للمسجد حتى منبر "صلاح الدين". واعتبر غطاس من خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح أون" على قناة "أون تي في" اليوم الأربعاء، ما حدث "تطور نوعي أكثر عدوانية" على المصلين والمعتكفين والمعتصمين والمتواجدين داخل المسجد، موضحا أن الحكومة الإسرائيلية الموجودة حاليا هي "الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل وتعبر عن المستوطنين اليهود الصهاينة الأكثر عدوانية والأكثر معاداة لحقوق الشعب الفلسطيني، وأن أكثر مطالب المستوطنين هي هدم المسجد الأقصى لبناء هيكل سليمان". وأوضح غطاس أن عملية تهويد القدس بما فيها "القدسالشرقية" تجرى منذ فترة طويلة وسط صمت عربي ودولي من خلال هدم منازل الفلسطينيين بدعوى أنها بدون تصاريح وإلغاء اقامات الفلسطينيين بدعوى تواجدهم بالخارج بالإضافة إلي التوسع الاستيطاني، وحذر من هذا قائلا: "أنه أمر بالغ الخطورة واذا استمر الأمر على هذا، فلم يعد هناك ما نطالب به"، مشيرا إلي أن هذا يغير ملامح القدس وديمغرافيتها لصالح مشروع "استيطاني احلالي يبسط سيطرة الإسرائيليين على القدس ويجعلها عاصمة لهم". وأشار إلي أن هناك 500 ألف مستوطن بالضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وانتقد بيان وزارة الخارجية الأمريكية حول الأحداث التي تشهدها "القدس"، مشيرا إلي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لأول مرة تستخدم تعبيري "الحرم الشريف وجبل الهيكل" على الحرم القدسي واصفا إياه ب"التعبير الصهيوني"، واعتبر أن هذا تمهيد للمشروع "الصهيوني الاستيطاني" لتقسيم الحرم الشريف إلي جانبين متنازعين عليه. وشدد غطاس على ضرورة الرد على البيان الأمريكي، مضيفا " أذا مر هذه المرة سيتكرر في مرات لاحقة وربما تكرره الدعاية الصهيونية لربط (الحرم الشريف) ب(جبل الهيكل)، وهو ما يمهد سياسيا لتقسيم المسجد الأقصى كبداية لهدمه". يذكر أن المسجد الأقصى قد شهد الفترة الماضية اشتباكات بين مصلين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية، اعتراضا على اقتحام أوري اربيل وزير الزراعة الإسرائيلي برفقة عدد من اليهود المتطرفين لساحات المسجد.