اقتحامات وحشية وهمجية ممنهجة متتالية بهدف احتلال المسجد الأقصى من قبل المستوطنين اليهود المتطرفين، تحت غطاء أمني صهيوني، في محاولة لفرض سياسة التقسيم الزماني والمكاني، حيث يعمد جنود الاحتلال على إخراج المرابطين داخل ساحات الأقصى، وإغلاق الأبواب المؤدية لمنع وصول المصلين بهدف تخصيص هذا الوقت للجماعات الاستيطانية. اليوم الأول مع دخول ساعات الفجر الأولي وبزوغ الشمس، بدأت قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحام وحشي لباحات المسجد الأقصى، من بابي السلسلة والمغاربة لتقوم بإغلاق أبوابه قبل أن تقدم على القاء القنابل الصوتية والمسيلة للدموع داخله، حيث كان يتواجد نحو 250 شخصًا بعضهم كان معتصمًا هناك ردًا على دعوات سابقة من قبل ما يسمى ب"جماعات الهيكل" لتنفيذ اقتحامات جماعية. نشبت المواجهات عندما اطلقت الشرطة وابل من القنابل الصوتية والمسيلة للدمول والرصاص المطاطي، وهو ما ألحق خسائر كبيرة في مكونات المسجد الأقصى، فيما تم تحطيم زجاج عدد من نوافذ المصلى القبلي، كما لحق حريق بحديقة المسجد الأمامية، وتصاعد الدخان من الناحية الجنوبية للمصلى القبلي حيث اندلع حريق في الجهة الشرقية للمصلى القبلي وأسرع رجال الإطفاء لاطفائها. أسفرت المواجهات مع قوات الاحتلال عن وقوع العديد من الإصابات بين المصلين والمرابطين يصل إلى 100 شخص، واعتقال عدد منهم. إلى جانب الاعتداء على المصلين داخل المسجد كانت قوات الاحتلال تعتدي على النساء، وهو ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى الذين منعوا من الوصول إلى عيادة المسجد الاقصى الوحيدة القريبة من المكان. قامت الشرطة الإسرائيلية للمرة الأولى بطرد الحراس الأردنيين الموجودين في الموقع كما منعت قوات الاحتلال أيضًا الموظفين وحراس المسجد من الدخول إلى باحاته، مغلقة كافة الأبواب المؤدية إليه، قبل ساعات من بدء الاحتفال بما يسمى بعيد رأس السنة العبرية، لتمهد الطريق للمستوطنين اليهود بالدخول إلى المسجد والاحتفال فيه، وتحت غطاء أمني من قوات الاحتلال الصهيوني، زار أكثر من 650 يهوديًا وسائحًا المسجد الأقصى، وعلى رأسهم وزير الزراعة في الكيان الاسرائيلي "اوري ارييل" وهو المعدل الأعلى من المعتاد. اليوم الثاني على الرغم من إنطلاق التنديدات العربية والدولية ضد الحملة الصهيونية التي تقودها الدولة العبرية ضد المسجد الأقصى والمرابطين بداخله، إلا أن القيادة الصهيونية أصمت أذنيها عن هذه التنديدات مستمرة في انتهاكاتها لليوم الثاني على التوالي. اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى بأعداد أكبر من اليوم السابق، حيث دخل المسجد أكثر من 200 جندي صهيوني، وقاموا بالاعتداء على المرابطين بداخله، ووصلت الى عمق الجامع القبلي، وقامت بالاعتداء على المعتكفين داخله، وأصابت عددًا منهم فيما اعتقلت خمسة من المتواجدين داخله، واقتادتهم الى جهة مجهولة خارج باب المغاربة، وفور اقتحام قوات الاحتلال الأقصى، أطلقت وابلا من الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى الى إصابة مسنّ من الجليل في الداخل الفلسطيني في عينه جراء رصاصة مطاطية. اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين يدافعون عن حرمة المسجد الاقصى أمام اعتداءات شرطة الاحتلال الاسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، وقال شهود عيان إن عشرات من الشبان قضوا ليلتهم في المسجد الاقصى بنية حماية الباحة من خطر دخول يهود متطرفين صباح الاثنين، ولمنعهم من الصلاة فيها. قال شهود عيان إن القوات الخاصة والشرطة تعمدت تخريب معالم الجامع القبلي، واتلفت عددًا من شبابيكه وأبوابه التاريخية، وكسروا باب الجنائز. امتدت المواجهات لتشمل شوارع البلدة القديمة في القدس، حيث قام رجال الشرطة بتفريق مجموعة من عشرات المتظاهرين مؤلفة بغالبيتها من النساء الكبيرات في السن باستخدام قنابل صوتية، وكانت النساء وهن من "المرابطات" يرددن هتافات "الله اكبر" ووجهن إهانات لرجال الشرطة الصهيونية. قالت إحدى المرابطات، "نحن قلقون على الأقصى لأن اسرائيل ترغب بافراغه مثلما ترغب بافراغ القدس من المسلمين، نحن لا نذهب للصلاة في حائط المبكى، لماذا يجب أن يصلوا في الاقصى؟". زعم الاحتلال أن الاشتباكات بدأت عندما قام شبان فلسطينيون برشق عناصر الامن بالحجارة، لكن الفلسطينيين رفضوا هذه الرواية، مشيرين إلى أن القوات هي التي اقتحمت المسجد بشكل مباغت. اعتقل الاحتلال عدد من الصحفيين فيما لم يسمح للباقيين بالدخول إلى داخل باحة المسجد، وفي الوقت نفسه كان المستوطنين اليهود يستعدون لتدنيس المسجد لليوم الثاني على التوالي، حيث دخل أكثر من 500 زائر من المستوطنين والسائحين. اليوم الثالث لم تتوقف الانتهاكات الصهيونية لليوم الثالث على التوالي، حيث اقتحمت قوات الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى بأعداد كبيرة من جهة باب المغاربة، ودنست ساحاته إلى أن وصلت إلى منبره، واعتلت القوات الصهيونية الغاشمة أسطح المسجد. حطم الجنود بوابات الجامع القبلي التاريخية، وحاصرت قوات الاحتلال المرابطين داخل المصلى القبلي، كما اعتدوا على المعتكفين وأطلقوا وابلا من القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع وأعيرة مطاطية، وهو ما أدى إلى اندلاع حريق داخل المصلى القبلي للمسجد الأقصى المبارك، جراء إطلاق قوات الاحتلال القنابل عليه. اندلعت مواجهات كبيرة بين القوات الإسرائيلية والمصلين الفلسطينيين الموجودين داخل المسجد، وأدت المواجهات هناك إلى إصابة أكثر من 26 شخصًا حسب بيان للهلال الأحمر الفلسطيني.