قال المفكر الإسلامي الدكتور كمال حبيب إن تنظيم ما يسمي "داعش" تنظيم تكفري ينتهج أفكار الخوارج، لافتا إلى أن التنظيم يعتبر أي اجتهاد في التعامل مع الواقع وتقدير المصالح والمفاسد سواء من الأزهر، أو الإخوان أو الجماعات الإسلامية الأخرى خارج سياق الدين. وأضاف في تصريح لشبكة الإعلام العربية "محيط " أن التنظيم يكفر جميع الاجتهادات الإسلامية التي تخالفه في الفكر والتعامل مع الواقع ويتخذون منها موقفا مسبقا. وكشف أن "داعش" ينظر إلي العالم من منظور عقدي "فلا حكم إلا لله"، مشيرا إلى أن ما نعتبره نحن اجتهادا في التعامل مع الواقع يعتبرونه معتقدات كفرية، قائلا: "نحن نتعامل مع السياسة ونقيد المطلق وهم يطلقون المطلقات دون أن يعرفون تخصيصها وهذا ليس جديدا فالخوارج القدامى كفروا عليا بن أبي طالب تحت شعار الحكم بما أنزل الله". وعن اتهام مجلة "دابق" له وكرم زهدي وعبود الزمر وطارق الزمر وناجح إبراهيم وأسامة حافظ وعاصم عبد المجيد في مصر وحركة حماس في فلسطين بالخيانة، والعمل علي أخونة الجهاد؛ بأنهم يلتقطون الأدلة بدون معرفة المخصصات لهذه الأدلة ويضعونها في غير محلها لافتا إلى أن الفقيه طوال التاريخ يحكم بتقييد المخصصات والجمع بين أطراف الأدلة لمعرفة الحكم الصحيح، فهم يتعاملون مع النص بشكل عام ويطلقون عليه حكما خاصا. وأكد أن هؤلاء خوارج في منهجهم لأنهم اعتبروا العقيدة معيارا لما هو غير عقدي مثل شؤون الحياة وإدارة الجوانب السياسية، وشبههم بشكري مصطفي زعيم التكفير والهجرة الذي أعدمته السلطات المصرية في نهاية حقبة السبعينات الذي قرأ سابقا كتب الأزارقة واعتمد عليها في تكفير المسلمين. وفرق حبيب بين السلفية العلمية والسلفية والجهادية وداعش، فقال ولا دخل ل "داعش" بالسلفية ولا بالجهاد فمن يتجرأ علي وضع كل هذه الأسماء وكل هذه الجماعات يكون فكره شاذا، وبالطبع يكون عنده مشكلة نفسية وعقلية وتضعه في سياق المريض فمن غير المنطقي القبول بتكفير هذا العدد الكبير من المسلمين واعتبارهم جميعا ليسوا مسلمين لأن ذلك إجهاد داخل الحالة الإسلامية وليس خارجها. وبخصوص تنفيذ تهديداتهم للأسماء السالف ذكرها في المجلة قال، "هم في مأزق ميداني في جميع الدول التي دخلوها بأفكارهم مثل سوريا وليبيا ومصر" منوها أن ما يطرحونه من أفكار تعبر عن شعور بالهزيمة النفسية والفكرية لذلك أقدموا علي تحديد أسماء بعينها للهجوم عليها، واعتقد انه نوع من السجال الفكري وهو أشبه بالسجال الذي دار سابقا بين الإخوان وأيمن الظواهري في كتاب "الحصاد المر".