أفرجت ميليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية المسلحة، على 163 من الأطفال المقاتلين، أو ما يعرف بالأطفال الجنود في صفوفها، بمدينة باتانغافو غربي جمهورية أفريقيا الوسطى، بحسب بيان لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف." وأوضحت اليونيسف، التي خاضت مفاوضات مع قادة الميليشيات المسلّحة، في بيان لها اليوم، أنّ الأخيرة أفرجت عن 163 من الأطفال الذين كانوا يقاتلون في صفوفها، من بينهم 5 فتيات، مضيفة أنّ العملية تمّت خلال حفل أقيم بالمناسبة، صبيحة أمس الجمعة، بمدينة باتانغافو، بفضل منظمة الطفولة الأممية، والبعثة الأممية لتحقيق الاستقرار بافريقيا الوسطى "مينوسكا". وأشار البيان إلى أنّ الإفراج عن هؤلاء الأطفال الجنود، "يأتي بعد 3 أشهر من إطلاق سراح 357 آخرين بمدينة بامباري (شمال شرق)، بموجب اتّفاق موقّع بين قادة 10 مجموعات مسلّحة ناشطة في أفريقيا الوسطى". وعلاوة على ذلك، أوضحت المنظمة الأممية أنّ "الأطفال المفرج عنهم، خضعوا لفحوص طبّية، ومقابلات فردية مع مختصّين اجتماعيين، قبل أن يتم نقلهم إلى مراكز عبور (ترانزيت)، حيث من المنتظر أن يتم دعمهم، تمهيدا لوضع قرارات بشأن مستقبلهم، خصوصا فيما يتعلّق بعودتهم إلى المدارس، أو إعادة إدماجهم في الحياة المدنية". وتعقيبا عن الموضوع، قالت نائب الممثل الخاص للأمين العام للبعثة الأممية بافريقيا الوسطى "مينوسكا"، ديان كورنر، خلال الحفل المقام بالمناسبة: "اليوم يعتبر خطوة هامة نحو وضع حدّ لتجنيد واستخدام الأطفال من قبل المجموعات المسلّحة بأفريقيا الوسطى، وبطبيعة الحال، هي خطوة ملموسة نحو (إحلال) السلام في البلاد". ومن جانبه، قال محمد مالك فال، ممثل اليونيسف في أفريقيا الوسطى، خلال المناسبة نفسها، أنّ "عمليات الإفراج تظهر أنّ تنفيذ الإلتزام الذي تعهّد بهقادة المجموعات المسلّحة في إطار عملية السلام والمصالحة، بصدد المضيّ في الوجهة الصحيحة". وفي غضون 3 أشهر، غادر 570 طفلا من المجنّدين طوعا أو رغما عنهم، المجموعات المسلّحة الناشطة بافريقيا الوسطى، وهي تحالف "سيليكا" (إئتلاف سياسي وعسكري مسلم)، وميليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية، وبحسب أرقام منظمة الطفولة التابعة للأمم المتّحدة، يتراوح عدد الأطفال المجنّدين من قبل المجموعات المسلحة بأفريقيا الوسطى، من 6 آلاف، إلى 10 آلاف في 2013. وأدّى سقوط الرئيس فرونسوا بوزيزي، في مارس/آذار 2013، على يد تحالف "سيليكا"، إلى انزلاق أفريقيا الوسطى في أتون حرب أهلية طائفية مريعة، ذهب ضحيتها الآلاف بين قتلى ومهجرين. ورغم تدخل القوات الدولية (البعثة العسكرية الفرنسية سانجريس وبعثة مينوسكا الأممية) لوضع حد للأزمة ما بين 2013 و 2014، إلا أن مناطق بأكملها لازالت، إلى اليوم، تحت سيطرة الجماعات المسلحة.